أحمد النجار (الشارقة)
عاشت الإمارة الباسمة «الشارقة» على مدى 10 أيام، عرساً فنياً وثقافياً لافتاً، احتفت فيه مع سكانها وزوارها بحدث استثنائي فريد على مستوى الشرق الأوسط، وذلك من خلال فعاليات «مهرجان أضواء الشارقة 2018»، الذي عكس أبعاداً جمالية جديدة لأهم معالم الإمارة وصروحها العمرانية، خاصة التي تتسم بأجمل تصاميم فنون الحضارة العربية والإسلامية. واستقطب المهرجان على مدى أيامه مليون زائر، انجذبوا للعروض الضوئية الملونة، التي زّينت أبرز مرافق المدينة وضواحيها مع بعض من مناطقها الوسطى والشرقية، مبتكرة لوحات غاية في الفن والإبداع، تلتقي من خلالها آلاف من نقاط الضوء وأطيافه البراقة، لترسم مشاهد حيّة، وتبرز صفحات مضيئة من تاريخ الشارقة ومنجزاتها الحضارية.
10 ملايين زائر
أعرب خالد جاسم المدفع، مدير هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، في كلمة ألقاها في حفل ختام المهرجان الذي أقيم مساء أمس الأول، في باحة أكاديمية شرطة الشارقة في جامعة الشارقة، عن سعادته لنجاح الدورة الثامنة من المهرجان، باجتذاب مليون زائر خلال 11 يوماً، وسط متابعة إعلامية زادت على 100 تغطية محلية وعالمية شملت أكثر من 30 دولة، بالإضافة إلى ما يقارب الـ9 ملايين تفاعل على شبكات التواصل الاجتماعية. واعتبر المدفع هذا التفاعل، إنجازاً مهماً يعكس قوة الإمارة كوجهة سياحية رائدة. ولم يفت المدفع الإشارة إلى طموح المهرجان في جذب 10 ملايين زائر بحلول العام 2021. وشهد المهرجان الذي أقيم في الفترة بين 7 و17 فبراير الحالي، عروضاً ساحرة شملت 18 موقعاً حول إمارة الشارقة، تنوعت بين صروح ثقافية وعملية أبرزها دارة الدكتور سلطان القاسمي للدراسات الخليجية، وقاعة المدينة الجامعية وجادة الحرم الجامعي، وكلية العلوم الشرطية، إلى جانب وجهات ومعالم سياحية مثل بحيرة خالد وواحة النخيل ودار القضاء ومسجد النور، والمجلس البلدي لمدينة خورفكان والمجلس البلدي لمدينة كلباء، ومناطق جذب في منطقة قلب الشارقة التراثية والتي تصدرت واجهاتها صورة المؤسس الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، لتروي للعالم قصصاً بالضوء والألوان عن سيرة باني نهضة الإمارات ومسيرته الريادية في صناعة المجد والشموخ والإباء ليدخل التاريخ من أوسع أبوابه.
وأَضاف المدفع: لقد «حققّ مهرجان أضواء الشارقة هذا العام نجاحاً واسعاً لم يكن ليتحقق لولا الدعم اللامحدود الذي يقدّمه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لقطاع المهرجانات والفعاليات كونه شرياناً حيوياً يغذي القطاع السياحي والاقتصادي. وتأتي نجاحاتنا المتتالية استلهاماً من تطلعات وتوجيهات القيادة الرشيدة، التي تشكّل مصدر إلهام كبيراً لمواصلة التميز والإبداع والابتكار في سبيل توفير بيئة سياحية خصبة للارتقاء بالقطاع السياحي في إمارة الشارقة».
حكايات الهوية وجماليات المكان
وثمن المدفع الدور الإعلامي الكبير الذي ساهم في إبراز الوجه الحضاري والجمالي لإمارة الشارقة بصفة عامة ومهرجان أضواء الشارقة بصفة خاصة، معتبراً أن رسالة الإعلام مهمة في تسليط الضوء على هذا المهرجان الذي أصبح اليوم يضاهي مهرجانات عالمية، وبالفعل فقد استطاع المهرجان منذ انطلاقته في العام 2011، أن يلفت أنظار شعوب العالم، حيث يحرص منظموه في كل عام على التميز والإبهار، وتصدير قيم التراث والثقافة على جناحي الضوء والألوان والقصص المرئية التي تروي حكايات الأصالة والهوية وجماليات المكان وتقاليد وعادات الإنسان، ضمن قوالب فنية بصبغة فنتازية تحاكي كل ثقافات العالم، لتصنع حالة من الفرح والإبداع الساحر الذي يعكس جوهر الشارقة في رؤيتها الثقافية ورسالتها التنويرية عبر أضوائها التي تفوقت على أقوى المهرجانات العالمية جذباً وترفيهاً ومضموناً ثقافياً وإنسانياً ملهماً.
رسالة سلام
وتخلل الحفل تقديم فيلم مصور يلخص أبرز العروض الساحرة التي احتضنها 12 موقعاً في إمارة الشارقة، تضمنت قصصاً مختلفة حملت رسالة التسامح والسلام والحب والتعايش الإنساني بين الشعوب، وتناولت في جوهرها، موضوعات عديدة مثل عام زايد والتراث وحكايات الأولين، وحلقت بأجنحة الثقافة والمعرفة نحو فضاءات الترفيه الإبداعي الملهم الذي رسمته فرشاة الضوء بأناقة ساحرة أمتعت الحواس وخطفت الأنظار، وحبست الأنفاس في مشاهد بديعة بمحتوى فني متفوق وتنظيم بأعلى مستويات الدقة والجودة والمعايير العالمية.
جائزتان للاتحاد
فازت «الاتحاد» بجائزتين من جوائز المسابقة الإعلامية لـ«مهرجان أضواء الشارقة 2018» في دورته الثامنة، الأولى لأفضل تغطية صحفية، عن موضوع بعنوان «رحلة إبهار على جناحي التراث» للزميل أحمد النجار من قسم «دنيا»، والثانية للزميل المصور حسام الباز جائزة أفضل صورة صحفية عن صورة تم نشرها مع الموضوع نفسه. وقام خالد جاسم المدفع مدير هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، والعميد سيف الزري قائد عام شرطة الشارقة، بتكريم الزميلين.
عدد اليوم
