الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

النظرة الاجتماعية تعيق توطين القطاع السياحي·· والفندقة آخر الأولويات

النظرة الاجتماعية تعيق توطين القطاع السياحي·· والفندقة آخر الأولويات
17 يوليو 2007 23:51
ما زالت الفجوة بين دور السياحة في الاقتصاد الوطني ودورها في استقطاب الشباب للعمل كبيرة، وإن كانت هناك بوادر مهمة في ظهور موظفين بالزي الوطني في قلب الفنادق والمرافق السياحية، والأمل معقود على المبادرات الوطنية في دفع الشباب للإقبال على مثل هذا القطاع، مع الاهتمام ببرامج التأهيل والتدريب والتعليم، وآخرها إدراج برامج لنيل الدبلوم في إدارة السياحة والسفر وآخر في الإدارة الفندقية ضمن البرامج التعليمية لمعهد التعليم الفني في ابوظبي، وهو ما يمثل خطوة في الاتجاه ونقطة انطلاق تتكامل مع مبادرات أخرى قامت بها دوائر ومؤسسات حكومية· والسؤال الأكثر إلحاحا كيف نصل لنقطة التوازن بين مساهمة السياحة في الاقتصاد الوطني والتي تصل الى 10 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للدولة بصفة عامة، والمساهمة المحدودة في معدلات التوطين بالوظائف، والتي يصعب معها الحصول على بيانات حقيقية، وان كانت النقطة المضيئة ارتفاع نسب التوطين في المؤسسات الحكومية ذات العلاقة بالقطاع السياحي، وان كان البعض يرى أن هذا طبيعي، كانعكاس للطبيعة الحكومية لمختلف الدوائر· يقول عابدين نصر الله مدير عام فندق باب الشمس ''أبناء الوطن أقدر على تقديم المعلومات الإرشادية للزوار والسياح القادمين إلى الدولة، وبالتالي فإن توطين مهنة مثل الإرشاد السياحي أمر حتمي، ولكن الأمر يحتاج إلى جهود أكبر ووقت، وذلك إذا ما أخذنا في الاعتبار حداثة القطاع'' ويضيف أن فترات العمل الطويلة، والأجور في القطاع السياحي مقارنة بالأجور في قطاعات أخرى وحداثة القطاع يرى البعض أنها من المعوقات التي تحول دون التوطين بالشكل والطموح الذي نرغب فيه، ولا يمكن أن ننكر بأن هذا الأمر سيظل حلماً بالنسبة للجميع وسنتكاتف معاً من أجل تحقيقه وأفاد بأن فندق باب الشمس وباعتباره جزءا من مجموعة وطنية (جميرا انترناشيونال) يعطي للعمالة المواطنة أهمية خاصة، وهناك تعاون وثيق مع دائرة السياحة في دبي من أجل تحقيق طموحات أكبر في التوطين، مشيرا الى أن هناك جهودا كبيرة قامت بها الدائرة تصب في دعم سياسة التوطين، وعلى رأسها استحداث لجنة مختصة بتوطين الوظائف وتأهيل وتدريب الشباب وتوفير فرص عمل في الفنادق الكبرى يقول ناصر النويس رئيس مجموعة فنادق روتانا: ان صناعة السياحة من الصناعات التي تتطور بقوة وبسرعة تكاد تسبق قطاعات أخرى، ومعدلات التطور والنمو في المدخول والمنتج السياحي تزداد عاماً بعد آخر، وأضحت الإمارات واحدة من بين نقاط الاستقطاب السياحي على المستوى الإقليمي ويوضح بأن هذه النقطة تؤكدها كافة الأرقام، والأشغال الفندقية على مدار العام، إضافة إلى أن الإمارات نجحت في أن تصبح مركزاً إقليميا وعالمياً مهماً في سياحة المطارات، وبالتالي فإن صناعة السياحة بحاجة إلى شباب مواطنين يعملون في القطاعات المختلفة لتلك الصناعة، ويصبح الاحتياج لوجود مثل هؤلاء الشباب أو أكثر ضرورة، عندما نتحدث عن الواجهة البشرية التي يلتقي بها السائح عندما تطأ قدماه أرض الوطن ويوضح بأن المشكلة تتركز أساسا في انه ورغم وجود حاجة لتشغيل مواطنين في القطاع السياحي، لا يقابل هذا عرض من راغبي التوظيف من المواطنين أنفسهم، وهذا يرجع لأسباب اجتماعية وثقافية تتصل بشكل رئيس بمدى قبول العمل في القطاع السياحي ويؤكد على أن كل الوظائف في القطاع السياحي ليست وظائف دنيا، بل هناك وظائف إدارية وفنية وعلاقات عامة ومحاسبة وشؤون مالية وغيرها يمكن أن تكون نقاط جذب واستقطاب للشباب الإماراتي، ولكن لم نر حتى الآن هذا الإقبال الذي نطمح إليه وينوه النويس الى أن كون القطاع الحكومي مايزال الأكثر استقطاباً للشباب الإماراتي أمر واقعي، وقد نرى استفسارات وطلبات من هؤلاء الشباب بشأن العمل في القطاع الفندقي والسياحي خلال المعارض خاصة التي تتعلق بالتوظيف، ولكن النتيجة في النهاية محدودة، خاصة في ظل تعدد الخيارات أمام المواطنين التي تتيح لهم مجالا أوسع في الاختيار ويؤكد أن التوطين منظومة متكاملة لا تقتصر على التوظيف فقط، بل تنتهي عنده بعد رحلة تبدأ من التعليم من خلال مناهج دراسية تواكب متطلبات الوظائف المختلفة مع برامج تأهيل وتدريب وتنمية المهارات ثم تأتي الوظيفة بعد ذلك، ومن هنا يجب تعاون مختلف المؤسسات في الدولة لدعم مسيرة التوطين السياحي والفندقي، متوقعا بأن تتغير الصورة خلال السنوات المقبلة، وذلك في ضوء المؤشرات الراهنة فيما يتعلق برغبة الشباب المواطن للعمل في قطاعات سياحية جاذبة مثل العلاقات العامة وضيافة النزلاء والإدارة وغيرها من المجالات الأخرى ويرى عبدالله بالعبيدة رئيس مجموعة بالعبيدة الذي تعمل مجموعته في القطاع السياحي منذ أكثر من عشر سنوات، أن سبب ندرة التوطين في القطاع السياحي ترجع إلى أن عددا كبيرا من الشباب المواطن يرى أن العمل في الفنادق كنادل أو موظف استقبال أو محاسب أو مرشد سياحي لا يتناسب مع عاداته وتقاليده الاجتماعية، ولا يلبي طموحاته المادية قبل كل شيء، اضافة إلى أن ساعات العمل الطويلة ونظام المناوبات وعقبة اللغة الانجليزية تشكل عبئا إضافيا عليهم وأضاف ان هناك جانبا آخر من المشكلة يتعلق بأن الشباب الإماراتي يعتقد بأن السياحة والفندقة لا توفر لهم الامن الوظيفي على المدى الطويل فيعملون فيه بشكل مؤقت لحين ايجاد فرصة افضل في قطاعات اكثر استقراراً، ومن هنا ستظل العمالة الوافدة تسيطر على مختلف الوظائف الإدارية الدنيا والمتوسطة والعليا، مؤكدا على ضرورة تكثيف حملات التوعية بين الشباب حول أهمية القطاع ومدى جدواه، ثم ان العمل الفندقي حتماً سيكون أحد البدائل الاولى أمام الشباب خاصة مع ندرة الوظائف مستقبلاً ويشدد عماد إلياس الرئيس التنفيذي لعمليات فنادق روتانا على أن التوطين في القطاع السياحي والفندقي من أصعب القطاعات خاصة مع وجود شبه رفض اجتماعي للعمل في الخدمات السياحية والفندقية، ولكن بالرغم من ذلك فهناك آفاق وآمال، خاصة مع اتساع نطاق الوظائف السياحية، وزيادة عدد الفنادق واستحداث وظائف تتعلق بالشؤون الإدارية والعامة ذات الصلة بالعمل الفندقي وقال: إن فنادق روتانا وانطلاقاً من كونها مجموعة إدارة فندقية وطنية أخذت على عاتقها مسؤولية التوطين في هذا القطاع، حيث قمنا بتعيين مسؤول خاص بالتوطين على مستوى المجموعة، مع وجود مسؤول في كل فندق من فنادق المجموعة وأفاد إلياس بأن تفعيل هذه الخطوة سيبدأ قريباً وفي غضون ثلاثة اشهرعلى الاكثر، موضحاً أن مهام هؤلاء الموظفين ابتكار الحوافز ووسائل التشجيع أمام الشباب المواطن للعمل الفندقي، اضافة إلى إعداد البرامج التدريبية لتأهيل الشباب للوظائف المختلفة وأشار إلى أن هذه الخطوة مهمة وواجب وطني ونخطط لتوظيف خمسة مواطنين في كل قطاع بكل فندق في المرحلة الأولى، متوقعاً تدفقاً من الشباب للعمل الفندقي في ظل الحوافز التي سنقدمها، مشيراً إلى أن مؤشرات الدراسات التي تجريها المجموعة تشير إلى أن النساء المواطنات هن الأكثر رغبة للعمل بالفنادق ويوضح حسني عبد الهادي مدير عام فنادق كارلتون تاور بأن ظهور المواطن في العمل السياحي مسألة في غاية الأهمية، وواجهة يبحث عنها السائح دائماً، خاصة في وظائف الاتصال والاستقبال وعلاقات الفنادق، ومن هنا فالعمل على تعزيز هذا الأمر مهم جداً وأشار إلى أن الفندق مهتم جداً بالبحث عن كوادر مواطنة، وقد طلبنا من كليات التقنية العليا امدادنا بأعداد من الشباب الراغب في العمل الفندقي خاصة في التسويق والمبيعات والعلاقات العامة، وطلبنا ترشيح عدد من الخريجين واضاف حسني عبدالهادي: ان كارلتون تاور مستعد لتوفير الميزانيات التي تغطي تأهيل وتدريب هؤلاء الشباب، وقد وجدنا رغبة للعمل في السياحة، ولكن ليس بالقدر الذي نطح اليه وأشار إلى أن الدولة بحاجة ملحة إلى معهد متخصص في الدراسات الفندقية والضيافة، بحيث تتم الدراسة فيه من خلال مناهج علمية متخصصة، مشدداً إلى أهمية تعاون ودعم الفنادق لمثل هذا المعهد وقال: إن قطاع الارشاد السياحي من أهم القطاعات التي يجب ان يتم توطينها بالكامل، نظراً لأن المواطنين الإماراتيين هم الأكثر قدرة والأكثر اقناعاً لجمهور السياح بمقومات السياحة في الدولة، مشيراً إلى أن التوطين في السياحة مازال الأقل مقارنة بقطاعات أخرى· ويشير عماد التهامي مدير العلاقات العامة في فندق تاج بالاس إلى أن الفندق وبالتعاون مع برنامج مهارات التابع لدائرة السياحة في دبي لتأهيل الشباب المواطن للعمل في قطاع الضيافة والفندقة عين 18 شاباً وفتاة ،موضحا أن العمل في الفنادق يحتاج قبل أي شيء إلى اقتناع من جانب الشباب، وإذا ما كانت هناك قناعة بأهمية هذا العمل ستكون هي البداية للتوطين· وأضاف أن فندق تاج بالاس سيعمل لاستقطاب شباب آخرين للعمل في مختلف الأقسام وإدماجهم في أقسام مثل العلاقات والاستقبال للضيوف والحجوزات وخدمة العملاء والبدالة· 1,5 مليون موظف ذكرت دراسة لمؤسسة ''جلوبال فيوتشر آند فورسايت'' بأن قطاع السياحة والسفر في منطقة الشرق الأوسط بحاجة إلى 1,5 مليون موظف خلال عشر سنوات، وذلك لتحقيق الاكتفاء اللازم من الموارد البشرية التي تتطلبها المشروعات الفندقية والسياحية الجاري تنفيذها حاليا في أرجاء المنطقة· وأشارت الدراسة الى أن الفنادق ما تزال تواجه مشكلات وتحديات جديدة تتعلق بالموارد البشرية، كمحاولات الحصول على الموظفين والعاملين من الفنادق الأخرى في المنطقة، وارتفاع تكاليف المعيشة، وتردد مواطني دول المنطقة في الإقبال على تولي وظائف في هذا القطاع· وقد باتت كفاءة التوظيف أمراً أكثر أهمية لاستمرار نجاح هذا القطاع وتميزه· وتوضح جلوبال فيوتشر آند فورسايت بان الفنادق بدأت في تطبيق استراتيجيات مبتكرة في سبيل مواجهة هذه المشكلة، لكن توظيف العدد المطلوب من الموظفين ليس حلاً، وإنما قد يكون الخطوة الأولى باتجاه الحل· وفي الحقيقة فإن الفنادق التي تستثمر بقوة في الموارد البشرية هي التي ستجني أفضل النتائج· وتشير الدراسة إلى أن الإمارات ستشهد العدد الأكبر من المشروعات الفندقية، فقي دبي يوجد مشروع بوادي والذي يستهدف بناء 51 فندقا بطاقة استيعابية 60 ألف غرفة فندقية، بحلول العام ،2015 وضمن مشروعات نخيل يوجد 210 فنادق· السياحة تؤمن 43 % من فرص العمل عالمياً توقعت منظمة السياحة العالمية أن يوفر القطاع السياحي والخدمات ذات الصلة به 43 بالمئة من اجمالي فرص العمل المتاحة في العالم ومنها الشرق الأوسط حتى العام 2010 وتشمل الفرص المتاحة وظائف في قطاعات الضيافة والفندقة والترفيه وصناعة المؤتمرات وقطاع المعارض·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©