الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الروس يقاومون البراكين من أجل بريق الذهب

الروس يقاومون البراكين من أجل بريق الذهب
18 يوليو 2007 11:50
يكافح العاملون في مجال تعدين الذهب في شبه جزيرة كامتشاتكا من جراء ثورات البراكين والفيضانات والبنية التحتية السيئة لكن سعر الذهب المرتفع يعني أن عملهم الشاق يؤتي ثماره·· والتنقيب عن المعدن النفيس قد يخفف أيضا من المصاعب الاقتصادية في المنطقة· وقال فيكتور لوبتين، نائب رئيس قسم كامتشاتكا في وكالة تراخيص التعدين بالبلاد ''دون شك أن ارتفاع أسعار الذهب والنيكل أحد الأسباب التي يمكن أن نجذب بها الاستثمار'' ولكن موقع المنطقة النائية يسبب تحديات·· ويقول لوبتين ''البنية التحتية في كامتشاتكا تجعل التعدين صعبا للغاية هناك· فوسيلة النقل الرئيسية هي النقل الجوي ومن ثم التكاليف باهظة للغاية''· وتبلغ تكلفة رحلة بطائرة هليكوبتر إلى كامتشاتكا 50 ألف روبل (1935 دولارا) في الساعة· وتوجد القليل من الطرق في شبه الجزيرة ومساحتها ضعفا مساحة بريطانيا فيما يقطنها أقل بقليل من 400 ألف نسمة· ويعمل ما يصل إلى 2500 فرد في التعدين والتنقيب عن ثروة كامتشاتكا المعدنية حيث يستخرج من أرضها البلاتين والنحاس والذهب والنيكل· ويعمل في منجم الذهب الوحيد النشط في المنطقة 554 فردا· ويقول لوبتين: إن العدد سيزيد إذا جرى تشغيل المزيد من المناجم مضيفا أن تشغيل عامل منجم واحد جديد يخلق ستة أو سبعة وظائف من سائقين وموظفي خدمات وعاملين في مجال البناء· وارتفعت قيمة الذهب لأكثر من 50 في المئة خلال العامين الماضيين لتسجل أعلى مستوياتها منذ 26 عاما العام الماضي· ويوجد في كامتشاتكا نحو 200 طن (6,43 مليون أوقية) من احتياطي الذهب سواء الذي تأكد وجوده أو المحتمل وجوده ويقول لوبتين: من المحتمل أن تكون هناك ثلاثة أمثال هذا الرقم تحت الأرض ويجرى استخراج جزء صغير فقط· وأنتجت كامتشاتكا 1,2 طن من الذهب العام الماضي أو 0,7 في المئة من إجمالي الإنتاج الروسي· ومن المتوقع أن يزيد الإنتاج العام الحالي إلى 2,5 طن إذ أن شركة كامجولد التابعة لمجموعة أورال بلاتينيوم تحسن من فاعليتها· وأنتجت روسيا العام الماضي 164 طنا من الذهب (5,27 مليون أوقية)، وهي السادسة عالمياً فيما يتعلق بحجم إنتاجها من الذهب ومن حيث المخزون فهي الثانية وراء جنوب أفريقيا· ويقدر لوبتين أن من المحتمل أن تدفع شركات التعدين 120 مليون روبل (4,64 مليون دولار) من الضرائب للطن الواحد من الذهب وأن يخصص 60 في المئة من هذا المبلغ لميزانية المنطقة· وأضاف أن القليل للغاية من سكان المنطقة من الخبراء في مجال التعدين في حين أن جذب خبراء من باقي أنحاء روسيا أمر صعب بسبب عدم توفر أماكن الإقامة· وقبل انهيار الاتحاد السوفييتي لم يكن هناك ضغط يذكر لتطوير كامتشاتكا التي كانت آنذاك منطقة عسكرية تعتمد على الدعم لكن معدلات البطالة ارتفعت في التسعينات ويحصل الآن ربع السكان على أقل من الحد الأدنى للأجور· والبيئة الفريدة لكامتشاتكا يمكن أن تكون لعنة بالنسبة لقطاع الذهب الوليد حيث يوجد في شبه الجزيرة ما يصل إلى 20 بركانا نشطا، والزلازل التي كثيرا ما تهز المنطقة يمكن أن تدمر الطرق ومدارج إقلاع وهبوط الطائرات· وخلال الشهور التي تسود فيها الأحوال الجوية الدافئة يحظر عبور معظم الأنهار إذ إنها تعد مناطق إنتاج مهمة لأكثر الموارد المربحة للمنطقة، أي الأسماك· ويتحتم على عمال المناجم الانتظار لحين حلول فصل الشتاء ثم التوقف عن العمل ثانية عندما تبدأ الثلوج في الذوبان خلال فصل الربيع· وفي الشتاء كثيرا ما يضطر عمال المناجم لشق طريقهم وسط الثلوج والتي تغرق الطرق القليلة الموجودة عندما تذوب خلال فصل الربيع· ولا يساعد بعد شبه الجزيرة عن العاصمة كثيرا فهي تقع على بعد 12 ألف كيلومتر شرقي موسكو والاسم كامتشاتكا هو مرادف غير رسمي بالروسية للمكان البعيد· ويتفق مدير شركة كامجولد فاليري جريجورينكو في الرأي بأن تعدين الذهب في كامتشاتكا صعب ويقول ''لكن أين يمكن أن يكون أسهل؟ لا مكان'' مضيفا أنه إذا جرى الالتزام بكل الإجراءات والأساليب الصحيحة يمكن التغلب على المصاعب وتفادي الحاق الضرر بالبيئة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©