الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يوميات قسمة ونصيب

18 يوليو 2007 02:26
خلف حاجز من الخشب يجلس أحد شباب برنامج قسمة ونصيب ينتظر محبوبته السندريلا الجميلة ليحدثها عبر فتحة صغيرة لا تسمح بأكثر من مجرد التلصص، وتقبيل اليد مثلما فعل باسل مع محبوبته باتريسيا، وهذه الفتحة أشبه ما تكون بالمنفذ الوحيد الذي يسمح للفتيات والشباب بالحديث وجهاً لوجه، بعيداً عن كاميرا المراقبة المتواجدة في كل ركن من أركان البيت، وعن التلفون المزود بكاميرا أيضاً· ومن خلال هذا المنفذ الضيق يعبر الحبيب لحبيبته عن اشتياقه، ويقول لها بصوت منخفض: أحبك كثيراً وهي تحمر خجلاً ولا يدري إن كل العالم قد سمع همساته ولمساته . وهكذا طوال 24ساعة على المشاهد أن يتابع كل صغيرة وكبيرة من هذا البرنامج من حوارات مملة بين الشباب والفتيات والحموات، ومواقف مفتعلة، ومواقع الغرام التي وفر لهم البرنامج منها وسيلة التلفون، والفتحة الضيقة في السور الفاصل، والحديقة المشتركة بين منزل الشباب ومنزل الفتيات، حيث يحدث العجب العجاب ، فكل واحدة تتهم الأخرى بأنها تتحدث عنها بسوء، وباتريسيا تتشاجر مع باسل، وبوسي تغار من باتي، والغريب أنه في إحدى الحلقات كانت هناك مشاجرة جماعية في حديقة المنزل، فالفتيات فضحن بعضهن، وكل واحده اتهمت الاخرى بأنها تتحدث بأسلوب سيئ على حماتها، وكانت صدمة لحموات المستقبل· أما مسألة التدخين والملابس فالحديث عنها لا ينتهي، فالتدخين لا يقتصر على الفتيات المشاركات فقط، بل يمتد إلى الحموات لتكن خير قدوة، أما ملابس الفتيات فهي تظهر أكثر ما تخفي وتتنافس كل واحدة منهن على إظهار مفاتنها أمام الشباب· أسئلة كثيرة تتبادر إلى ذهن كل مشاهد: هل يستطيع شخص أن يحب فتاة من خلال هذا البرنامج الذي مدته ثلاثة أشهر يختبرها ويعرف كل ما يتعلق بها؟ ويا ترى لماذا لم يقع في الغرام مع أول فتاة شاهدها في الشارع أو المكتب؟ وأخيراً وليس آخراً، فعلى الرغم من أن مقدمة البرنامج رولا بهنام تؤكد في معظم حلقاته أن هذا البرنامج يعتبر تجربة تلفزيونية فريدة، تنقل واقع المجتمع العربي ، لكنني أود أن أقول: أقل ما يمكن أن يقال: يا ترى كم ليلة وليلة سنتسلى قبل أن نكتشف واقع الحال الذي وصل إليه شبابنا، والذي لا يمت إلى حالنا بصلة؟ Hana_alhamadi@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©