السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

صالـــح مجيد: الشعراء الرواد آبــــار كبيرة أتجنبها

صالـــح مجيد: الشعراء الرواد آبــــار كبيرة أتجنبها
18 يوليو 2007 02:30
استضاف اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي أمس الأول في مقره بالمسرح الوطني بأبوظبي الشاعر العراقي صالح مجيد في أمسية شعرية قرأ فيها مختارات من قصائده والتي وجدت استقبالاً طيباً من الجمهور من الأدباء والكتاب ومتذوقي الشعر· صالح مجيد شاعر عراقي ولد في الموصل عام ،1970 أكمل دراسته الجامعية في الأدب الانجليزي، يعمل في مجال الإعلام المرئي معداً لبرنامج في عشتار الفضائية، حصل على جائزة في الشعر عام 1992 يقول في تقديمه لنفسه: إنه شهد فقدان الكثير من أصدقائه بسبب وضع العراق تحت الاحتلال· أما رأيه في شعره وتوصيفه لحركة الشعر العراقي الآن وطبيعة وسمات وخصائص جيله من الشعراء فإنه يرى أن جيل السياب والبياتي ونازك من شعراء الريادة في العراق أشبه بالآبار الكبيرة التي يجب ـ بحسب قوله ـ الابتعاد عنها كيلا يقع الشاعر الجديد أو الشاب في أعماقها وبذلك نبتعد عن التكرار الشعري الذي لا طائل منه ولا ضرورة، وعليه فإن مهمة الشباب أن يخلقوا نمطاً جديداً بعيداً عن التقليد والمحاكاة لنصوص لا تمثل رؤاهم الإبداعية إلا لكونها جزءاً من التاريخ الشعري لحركة الشعر العربي الحديث· ولهذا السبب يرى صالح مجيد أنه يحاول أن يخلق عالمه الشعري الخاص عبر اكتساب لغة يومية جديدة تدخل أردان القصيدة، لغة مختلفة عن السائد الشعري· وأن يلج ويكتب في موضوعات غير مألوفة أيضاً ولذا تراه يستخدم الألفاظ التي لم يكثر استخدامها من قبل في الحاضنة اللغوية الشعرية· قرأ صالح مجيد (عصافير الكترونية) و(المادح الكبير) و(الغربة) و(الشجرة) و(تمضي)·· وهي قصائد مختارة من شعره، ومن قصيدته (عصافير الكترونية) يقول: قال الأطباء انتبه/ للروح في باقي البدن/ خذ كل يوم حبتين من الهدوء وفكرة/ ودع الشجن/ خذ بسمة بعد الفطور من الحبيبة/ عندما يغفو الزمن/ خذ باقة الصلوات يومياً/ وخذ كأساً من الدعوات قبل النوم· واطبع قبلة نشوى/ على خد الوطن)· وما هو يومي، مألوف ينتقل عبر الألفاظ البسيطة، العادية إلى القصيدة ليحقق لا مألوفيته، بالرغم من كون النمط الذي كتبت فيه القصيدة كلاسيكياً، إلا أن بساطة الألفاظ والعوالم تعطي نصه شفافية على الرغم من أنه يطرق العوالم التي تدور في بلده العراق من صراعات واحتلال وموت ودمار، حيث يقول: سأكتب عن حماقات الشظايا/ وعن حق الرصاص على الوليد/ وعن لوم الضحايا للضحايا/ وعن شكوى الشهيدة للشهيد/ وعن جنكيزخان وشهريار/ وهولاكو وهارون الرشيد/ وعن حب تعفن بعد جوع/ وعن أمل تكلس في البريد/ وعن شك تناسل في اليقين/ وعن أرض تضيق بساكينها/ وتزرعهم شتائل في الحدود/ وعن حرية عرجاء تمشي/ بلاليل إلى الوطن الشهيد· أنه مشهد بانورامي انتقل لدى الشاعر صالح مجيد من الواقع الى القصيدة فحقق غرضه في أن يكون شاهداً على تاريخ بلده الحديث، تلك جزء من الصور التي يشكلها صالح مجيد وهي بكل الأحوال، وكما يبدو جزء من المشهد الشعري العراقي الذي يكتبه الشعراء الشباب·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©