الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

هاني نقشبندي: كلكم تريدون أن تكونوا هارون الرشيد

هاني نقشبندي: كلكم تريدون أن تكونوا هارون الرشيد
18 يوليو 2007 02:32
في روايته '' إختلاس'' قدم الروائي السعودي هاني نقشبندي بطلته سارة في مشهد افتتاحي تقليدي تمهيداً لحكاية عن الخيانة الزوجية، معرفاً بالحياة الشخصية لسارة فهي:امرأة سعودية تبلغ من العمر 31 عاما، متزوجة، أنجبت توأمين من رجل أعمال ، أهملها منذ ليلتهما الأولى، لتظل هاربة طيلة عمرها من تلك الذكرى، إنها امرأة تعيش حياة مختلطة بالحلم والواقع، وحياتها الرتيبة، كما أنها وحيدة رغم زواجها!!، فتقرر التغلب على واقعها من خلال مراسلة مجلة نسائية تصدر في لندن، لتبدأ حكايتها· ويسير الخط الدرامي بشكل دائري الى علاقة بالمراسلة، تنشأ من رسالة تبعث بها '' القارئة'' سارة الى هشام''رئيس التحرير '' رداً على تحقيق نشرته المجلة حول الخيانة الزوجية، لتتوالي الرسائل كاشفة فيها المكبوت لدى العديد من النساء الشرقيات· ''الاتحاد'' التقت الروائي السعودي عقب توقيعه الطبعة الثالثة من الرواية بمكتبة المجرودي بدبي في حوار خاص بدأه قائلا :كلّكم تريدون أن تكونوا هارون الرشيد·· تاريخنا العربي ليس أكثر من قصص نساء ودماء تتبعثر من أجلهن، ولن أكون طبيباً لكني المريض أكثر مني الطبيب، أشعر أن الحياة تكرر نفسها دون إرادة منا، والله يهبنا الفرصة لإعادة اكتشاف أنفسنا، والتخلص من خطايانا، لنصبح أكثر نقاءً وقرباً منه، لكن ذلك لا يأتي دون الاعتراف بهذه الخطايا، التي ستتكرر بدورها إن بقينا مختبئين وراء الممنوع بلا سبب، والحرام في غير حرمة· أكبر عملية غسيل في البداية يأخذنا هاني نقشبندي الى عبارات من روايته، التي ضمنها جزءا من الواقع وبعضاً من الخيال في مزج روائي باح من خلاله بما يراه فيقول على لسان هشام بطل الرواية والمعبر عن النقشبندي ذاته: إن المرأة السعودية ومنذ سنواتها الأولى تعرضت لأكبر عملية غسل لعقل إنسان عرفتها البشرية، فأصبحت بدلا من أن تدافع عن حقوقها في المساواة والعدل، تتلذذ بدور الضحية· وفي التلذذ بمشاكل الآخرين يطرح في مناسبات عديدة جملا تؤكد رغبته في إثبات ذلك فتأتي فكرة '' نحن البشر نستلذ بمشاكل الآخرين·· تسعدنا مصائبهم''، مشيراً الى صدق الكاتب البرازيلي باولو كويليو عندما قال: إن بعض الناس يظهرون فقط في الأزمات ليس لمواساتنا، بل لإظهار تعاطف مسكون بلذة رؤيتنا غارقين في المشاكل· وفي مرحلة أخرى من الرواية يقول: في داخل كل منا جزء ميت قد لا نعرف أحياناً ما هو، ربما كان الجزء بقايا منا نحن ، تجارب مضت فما عدنا نذكرها، وربما كان الجزء تجربة لانزال نعيشها دون أن ندرك أن التجربة ذاتها ميتة لا فائدة ترتجي منها· البوح بالمكبوت ويقول عن روايته ''إختلاس'' بأنه طرح من خلالها القضايا الحساسة في المجتمع السعودي، حيث بطل الرواية صحافي سعودي يعيش في لندن ويرأس تحرير مجلة نسائية، يستلم رسائل غريبة من قارئة سعودية تكشف فيها الكثير من حياتها، في طريقة تعبر فيها عن المكبوت لديها، كما أنها تريد أيضاً الاعتراف بفشلها، وبذنبها على خطيئة ربما ارتكبتها مع سائقها· ونبه الى أن الرواية نص أدبي محض لا يستهدف الإثارة، وانما تطل على عقلية المجتمعين الخليجي والعربي بالنسبة للمرأة، وكيف ينشأ الفكر الديني المتطرف، مشيراً الى أن ''إختلاس'' تكشف لماذا تكون هناك خيانة زوجية ؟ كلنا يحتاج الإصلاح ويقول: ربما يشاركنا الآخرون في الخطايا نفسها· لكن دورنا ليس إصلاح ثقوب الكرة الأرضية، بل إصلاح ثقوبنا نحن وليصلح الآخرون ثقوبهم، معتبراً أن الرواية محاولة للعلاج وأنه المريض أكثر منه الطبيب، لكن لدية الثقة بأن المريض هو أفضل طبيب لدائه· وعن اختيار عنوان ''إختلاس'' لروايته يقول: كلّنا اليوم يختلس شيئاً من الآخر: قبلة، نظرة، ابتسامة، رغبة، وأنه اختلس روايته من قصص امتزج فيها الواقع بالخيال فأصبحت واقعاً محضا ، موضحا أن اختلاس رواية اجتماعية مزجت الهم الخاص بالعام في محاولة للبحث عن الذات في مجتمع مليء بالمتناقضات كما أنها عمل أدبي جسد المجتمع العربي بشكل عام ولا يستهدف الإثارة· ورفض الاتهام بأن الرواية تندرج تحت بند أعمال الإثارة، مؤكداً أن إختلاس لا تتضمّن أي مشهد جنسي فاضح، وأن ما جاء فيها من مشاهد وظّفت لخدمة السياق، للإفصاح عن الخلفية الثقافية لشخصيات الرواية، وبأسلوب أقرب إلى اللغة اليوميّة، معلناً أن التغيير الحقيقي يبدأ من الداخل، وكلنا يحتاج الى التطهر·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©