الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أميركا والعراق··· استراتيجيات الخروج وسيناريوهات ما بعد الانسحاب

أميركا والعراق··· استراتيجيات الخروج وسيناريوهات ما بعد الانسحاب
18 يوليو 2007 02:46
ثمة ثلاثة تطورات يرجح حدوثها في حال انسحاب القوات الأميركية المحاربة من العراق في المستقبل القريب وهي: سعي الأغلبية الشيعية إلى إخراج السُنة من المناطق المختلطة طائفياً غربا إلى إقليم الأنبار، واندلاع حرب أهلية في جنوب العراق بين المجموعات الشيعية، وتعزيز الشمال الكردستاني لحدوده ودعوته الولايات المتحدة لحضور عسكري هناك· باختصار، قد يصبح العراق مفككاً فعلياً إلى ثلاث دويلات منفصلة· تلك هي الخلاصة التي تم التوصل إليها مؤخراً ضمن تمرينات ''الألعاب الحربية'' التي أنجزها الكولونيل المتقاعد في سلاح البحرية ''غاري أندرسون'' لصالح الجيش الأميركي· وفي هذا السياق، يقول ''أندرسون''، الذي سبق له أن أدى الخدمة في العراق: ''شخصياً، لا أعتقد بكل صراحة أن الوضع سيكون كارثياً''، قبل أن يضيف ولكنه ''سيكون سيئاً وقبيحاً''· بالمقابل، كان الرئيس جورج بوش قد رسم صورة أقتم بكثير ضمن سعيه إلى إقناع الرأي العام الأميركي بوجاهة وسداد فكرة بقاء القوات الأميركية في العراق، حيث جادل بأنه في حال ''انسحابٍ متسرع'' للقوات الأميركية، فإن ''القاعدة'' أو إيران- أو كليهما- ستخلو لهما الساحة في العراق وتستوليان عليه· وفي هذا الإطار، قال بوش مؤخراً إن من شأن ذلك أن يجعل ''القاعدة'' ''قادرة على تجنيد المتطوعين بشكل أفضل وجمع المزيد من الأموال، لتحقيق أهدافها''، المتمثلة في مهاجمة الولايات المتحدة· غير أن المناوئين للحرب في الكونجرس يردون على ذلك بالقول إن كلام بوش حول ''القاعدة'' مبالغٌ فيه وهدفه إشاعة الخوف والذعر، وإن لا شــئ أســـــوأ مـــــــن الوضــــــع الحالي· حالياً، ينصب الجدل الدائر في واشنطن حول التوقيت الذي ينبغي سحب القوات الأميركية فيه على السيناريوهات الممكن حدوثها عقب الانسحاب· وبموازاة ذلك، ينكب الجيش الأميركي، الواعي بهذا السجال السياسي، على بحث السيناريوهات التي قد تنجم عن تقليص الحضور العسكري في بلاد الرافدين، حيث ينجز لعبا تحاكي الواقع ويبحث حالات تاريخية مماثلة للإجابة على أسئلة من قبيل: هل ستجد الحكومة العراقية طريقها، أم سيكون مصير البلاد الانقسام وفق الخطوط الطائفية؟ وهل ستستولي ''القاعدة'' أو إيران على البلاد؟ وهل من شأن ذلك أن يعزز أمن الولايات المتحدة أم يضعفه؟ وهل يتوقف الجواب على توقيت وكيفية سحب الجنود الأميركيين وعددهم؟ بعض المسؤولين العسكريين يرون أنه بغض النظر عما إن كان العراق سيتفكك أو ما إن كان فاعلون خارجيون سيسعون إلى السيطرة على البلاد بعد انسحاب أميركي، فإنه لا مناص من أن دماء أكثر ستراق ومذابح أكبر ستحدث· وفي هذا السياق، يقول أحد الضباط العسكريين الأميركيين في العراق: ''الكلام الذي كثيراً ما أسمعه ··· هو أن عنفاً كبيراً سيندلع عندما نغادر، سيجعل من حالة انعدام الاستقرار الحالية تبدو كما لو أنها لا شيء''· ومع ذلك، ومثلما أن القليل فقط توقعوا طول أمد حرب العراق، التي توجد اليوم في عامها الخامس، والعراقيل والمثبطات التي اعترتها، فإنه لا توجد خلاصات واستنتاجات أكيدة بخصوص عواقب تقليص عدد القوات الأميركية في العراق· وفي هذا السياق، تخيل مسؤول كبير من الإدارة الحالية مذابح دموية كبيرة بعد انزلاق العراق إلى الفوضى، ولكنه أعرب عن تحفظه قائلاً إنه من المستحيل الجزم بالنتيجة و''علينا ألا نبالغ بخصوص قدراتنا على التنبؤ''· في أبريل من العام الماضي، رعى الجيش وقيادة القوات المشتركة لعبة حرب تسمى ''السعي الموحد ''2007 في الكلية الحربية بولاية بنسلفانيا· وحسب الكولونيل المتقاعد ''ريتشارد سينريك'' الذي شارك في اللعبة، فإن هذه الأخيرة كانت تفترض تقسيم بلد ''شبيه بالعراق'' تخرج فيه القوات الأميركية بسرعة من العاصمة وتعيد انتشارها في أقصى الشمال والجنوب ويقول:''لدينا التزامات تجاه الأكراد، ثم إن لديهم أكثر المواقع أمناً واستقرارا والتي يمكن المواصلة فيها''· ولكنه أضاف أنه ''حتى في تلك الحالة، فإن تقييم نهاية اللعبة لم يكن إيجابياً''· وقد أنجز ''أندرسون''، الكولونيل المتقاعد من البحرية، نحو اثنتي عشرة لعبة حربية مرتبطة بالعراق لفائدة الجيش خلال العامين الماضيين، تقوم معظمها على انسحاب أميركي في تاريخ محدد- مع الاحتفاظ بمستشارين ووحدات دعم فقط- وخلص إلى أن التقسيم سيحدث· وإضافة إلى ذلك، توقعت اللعبة أن تتدخل إيران في الحرب الأهلية الشيعية وتعلَق في جنوب العراق· أما ''تي· إكس· هامز''، وهو كولونيل متقاعد آخر من سلاح البحرية، فيرى أن حضوراً عسكرياً طويلاً في العراق، يمكن أن يؤدي إلى زيادة تدخل دول أخرى على الجانب الآخر''· هذا وقد أمضى أزيد من عشرين مشاركا من الجيش والـ''سي· آي إيه'' ووزارة الخارجية والقطـــاع الخاص ثلاثــة أيام في لعبة حرب ببنايــة بالقرب من البنتاجون في محاولــة للتنبؤ بما يمكن أن يحدث في حال تم تطبيق توصيات ''مجموعة دراسة العراق''· ومن بين الأسئلة التي سعى المشاركــون إلى الإجابــة عليهـــا سؤالٌ تمحـــور حول رد فعل سوريا وإيران المحتمل على التقرب الدبلوماسي الأميركي الذي اقترحته ''مجموعــــة دراســــة العراق''· ''اللاعبون'' خلصوا إلى أنـــه سيكـــون من الصعــــب إشـــراك إيران لأن حكومتهــــا المنقسمـــة عاجـــزة عن الوفــــاء بوعودهــــا· وبالمقابـــــل، دخـــل اللاعبــون الذين لعبــــوا دور سوريــــا فــي حـــوار مــع الدبلوماسيين الأميركيين، ولكنهم ربطــــوا تقديم المساعــــــدة بخصـــوص العراق بتخفيـــف الضغوط الاميركيـــة علــى سوريــــا بخصوص لبنــان· أما الخلاصة، يقول أحد المشاركين، فتشبه إلى حد كبير ما نراه اليوم'' منذ أن بدأت إدارة بوش محادثات متقطعة مع دمشق وطهران: لا تقدم كبيرا أو نتائج ملموسة· محررا الشؤون الخارجية في صحيفة واشنطن بوست ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©