18 يوليو 2007 03:23
فيما يجري الكونجرس حاليا مناقشات حول انسحاب القوات الاميركية من العراق، بدأت وزارة الدفاع الأميركية ''البنتاجون'' جديا دراسة هذا الخيار لكنها لا تتوقع أن يكون سريعاً أو سهلاً، قائلة إنه قد يتطلب 9 أشهر على الأقل·
وأملاً في زيادة الضغط على الرئيس الأميركي جورج بوش ومحازبيه الجمهوريين لسحب القوات، قرر الديمقراطيون المعارضون المهيمنون على مجلس الشيوخ إجرء مناقشة للأمر في المجلس لمدة يوم كامل في ضوء موافقة مجلس النواب الاسبوع الماضي على مشروع قانون لسحب القوات المقاتلة مطلع شهر أبريل المقبل وإبقاء عدد غير محدد من العسكريين لتدريب الجنود العراقيين وتنفيذ مهام لمكافحة الإرهاب وحماية الدبلوماسيين الاميركيين· وقال زعيم الأغلبية الديمقراطية هاري ريد للصحفيين إن جلسة العمل ''الماراثونية'' النادرة ستستمر طوال ليل الثلاثاء وتمتد إلى نهار اليوم الأربعاء لمناقشة سياسة الحرب وخطة للديمقراطيين تقضي بسحب جميع القوات المقاتلة من العراق بحلول نهاية أبريل· وأوضح ''أعتقد ان الشعب الاميركي يستحق ما نفعله وهو تركيز الاهتمام في كل دقيقة من اليوم على ما يحدث من أخطاء في العراق''· وفضلا عن التشريع الداعي إلي انسحاب إلزامي، فمن المرجح ان يجرى الاقتراع في مجلس الشيوخ هذا الاسبوع تعديلات اخرى بما في ذلك خطة للجمهوريين تطلب من بوش الاستعداد لاحتمال البدء في سحب الجنود بحلول نهاية العام الجاري· ويرفض زعماء الديمقراطيين أي تشريع لا يجبر بوش على سحب الجنود· وقال العضو الديمقراطي تشارلز شومر ''الرئيس لن يتغير ما لم نلزمة بذلك''·
وقال مسؤول في ''البنتاجون'' لوكالة ''فرانس برس'' طالباً عدم كشف هويته ''ان اضطررنا للرحيل بسرعة فذلك قد يتطلب نحو 9 أشهر وترك القسم الأساسي من العتاد والتجهيزات في العراق وقد يتطلب الأمر نحو سنتين لو طلب منا اعادة معظم معداتنا واغلاق القواعد وتسليمها الى العراقيين''· وقال مسؤول آخر ''ان ذلك يتطلب تنسيقا تاماً لعمليات التنقل على الطرقات مع تأمين غطاء جوي جيد''· وأوضح مسؤولون اميركيون أن دراسة حديثة لهيئة أركان الجيوش الاميركية توصلت الى هذه الخلاصة بعد فحص عدد من تصورات الانسحاب· وتجري حاليا دراسات اكثر تفصيلا في حال تلقى الجيش الامر بسحب جميع القوات البالغ عديدها حاليا 160 ألف جندي او قسم منها· وقد يتم سحب القوات والعتاد عبر تركيا أو الأردن لكن الأكثر ترجيحا عبر الكويت حيث سيتعين وضع جردة بالعتاد وتنظيفه وتوضيبه قبل تحميله على متن سفن· ويشير مسؤولون في ''البنتاجون'' إلى وجود مئات الدبابات والعربات العسكرية المدرعة في العراق وآلاف الاليات المصفحة والشاحنات ومخزونات الذخيرة ومستودعات المواد الغذائية ومستشفيات عسكرية· وفي حال ترك معظم تلك المعدات والتجهيزات في العراق سيتوجب استبدالها عندما تعود القوات الى الولايات المتحدة مما سيكلف أموالا باهظة·
ويرى عدد من الخبراء الأمنيين أن العنف الطائفي قد يتكثف عشية الانسحاب الاميركي مما يجعل العملية اكثر صعوبة· وإلى ذلك أضاف الخبير في مكتب المحاسبة الحكومي الأميركي وليام سوليس أنه سيتعين على الجيش الأميركي أيضا تحديد ما سيفعل بخصوص عشرات آلاف المدنيين الذين استخدمهم في العراق· ويخشى الخبراء من اعطاء الدبابات والآليات القتالية الى العراقيين بسبب تكنولوجياتها الحساسة وبسبب نقص هذا النوع من المعدات للتدريب في الولايات المتحدة·
عدد اليوم
