الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

التنمية والسياحة تهددان سواحل فيتنام

التنمية والسياحة تهددان سواحل فيتنام
19 يوليو 2007 00:23
دفع تدمير الشعاب المرجانية والصيد الجائر الفنان الفيتنامي نجوين ليو كي يرسم بفرشاته لوحات زاهية الألوان تنبه الفيتناميين إلى أن السواحل البيئية الطويلة للبلاد يحيق بها خطر داهم· وقال ليو، البالغ من العمر 53 عاما في صالة ديوي للفنون حيث تعرض 15 من لوحاته الزيتية خلال شهري يونيو ويوليو:''إن نها ترانج ابدع خليج عرفه العالم الا ان مسألة استغلاله تشوبها الفوضى''· وتنعم بلدة نها ترانج التي يقطنها ليو على القطاع الاوسط من الساحل الجنوبي بشواطىء رملية ناعمة ومناظر جبلية وجزر خلابة الا ان هذه المنظومة البيئية تحمل على كاهلها عبء الجانب القبيح من التنمية المتسارعة والأنشطة السياحية المتعاظمة· لقد باتت قصة ممجوجة يتداولها سكان الشريط الساحلي الفقير البالغ طوله 3200 كيلومتر وذلك على الرغم من حملات التوعية التي يقوم بها المسؤولون والجماعات غير الحكومية لتنسيق عمليات الحفاظ على البيئة وجعل البحر مصدرا لرزق السكان· وصارت البقع الزيتية والمياه الآسنة والهواء الملوث جزءا من صورة بيئية قاتمة في الأغلب في الوقت الذي يتجه فيه سكان فيتنام البالغ نحو 85 مليون نسمة نحو التصنيع· والفن الذي يقدمه ليو أمر غير معتاد في فيتنام إذ انه يعرض لقضايا وجدانية تتعلق بمسألة عالمية· ومن خلال رؤيته فثمة حاجة ماسة للحفاظ على الشعاب المرجانية والحياة البحرية وحمايتها للأجيال القادمة· ويقول انصار حماية البيئة: إن الابحاث تشير الى ان فيتنام تمثل ''مرتعا للتنوع البيولوجي'' فيما تتعرض منظومات بيئية للخطر· واقل من 25 في المئة من الشعاب المرجانية التي تم مسحها لا تزال على قيد الحياة كما ان 75 في المئة منها تتعرض لمخاطر أكبر اي بزيادة قدرها ثمانية امثال المتوسط الشائع في منطقة جنوب شرق آسيا· ومن بين الأعمال الانطباعية للفنان ليو في المعرض لوحات توضح أما تقوم بأنشطة الحماية وهي ترتدي عباءة طويلة وقبعة مخروطية فيما تواجه المحيط بوجهها· وقال ليو: ''اريد ان اوجه رسالة الى المشاهدين كي يدركوا ان البحر مثله مثل الأم''· وأضاف ''استخدمت صورة وجه الام بوصفها وجها للبحر وهذا الخليج·'' وتراوح الالوان التي يستخدمها ليو بين الأزرق والأخضر والأحمر والبني والبنفسجي وذلك كي يصور كل مرحلة من مراحل حالة المحيط سواء كان صافيا نظيفا او عكرا ملوثا· ويقول زوار نها ترانج والمقيمون بها انه بوسعهم مشاهدة السمك وهو يسبح قرب الشاطئ يوما ما الا ان المياه يتعذر السباحة فيها بسبب كثافة الزبد والاكياس البلاستيكية وقطع الخشب· وتنتشر اندية الغوص وأنشطة الاعمال على الشاطئ الذي تحفه اشجار النخيل فيما تقف فنادق فخمة شاهقة الى جانب بعض الهياكل الخرسانية الرمادية· وقالت تانيا اندرسون وهي من نورمال في الينوي بالولايات المتحدة وهي على ظهر قارب بعد ان قامت بالغوص لمشاهدة الشعاب المرجانية ''شاهدت كميات من القمامة لذا فمن المحبذ إزالتها·'' وفي احدى الصور الزيتية لليو تبرز الالوان الصفراء والبنية لتمثل بقعة زيت تهدد الاسماك في البحر الازرق· وابتليت نحو 20 مقاطعة بالبقع الزيتية على الساحل هذا العام بما في ذلك نها ترانج في اقليم خان هوا فيما تشير تقارير وسائل اعلام فيتنامية الى ان اكثر من 1720 طنا من الزيت تسربت الى المياه وعلى الشواطىء· وتقول نتائج سلسلة من التحقيقات ان اسباب هذا التلوث لاتزال غامضة وتشير أصابع الاتهام الى الزيت المتسرب من رصيف عائم ومن ناقلات النفط وأرصفة التنقيب عن الغاز الطبيعي في بحر الصين الجنوبي· وتتضمن الخطط الاجتماعية والاقتصادية للحكومة الاشارة الى التوعية البيئية والتنمية المستدامة وتركز هذه الخطط على انتشال السكان من مخالب الفقر إلا ان استمرار أنشطة البناء وانتشار المواقع السياحية يجعل من الصعب تحقيق ذلك· ويجري الاعداد لتنفيذ خطة طموح لجمع الفضلات والتخلص منها ومنع تسربها من الجزر والسفن ومن القطاعات الزراعية والصناعية وانشطة الحياة الاخرى·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©