السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

زيد الأعظمي: ترابط الحروف له أبعاد جمالية وفنية وفلسفية

زيد الأعظمي: ترابط الحروف له أبعاد جمالية وفنية وفلسفية
10 فبراير 2014 00:01
محمد وردي (دبي) - لم تعد عملية إدخال الحروفيات على اللوحة التشكيلية، مسألة مستجدة، أو طارئة، وإنما باتت سمة غالبة على الفنون التشكيلية الحديثة، خصوصاً مع الأجيال الشابة في المغرب والمشرق العربيين، ما أحدث تحولاً فنياً لافتاً وجديداً على مضمون اللوحة التشكيلية، قد ينقلها إلى مصاف العالمية. وحسب دراسة موسعة حول الخط العربي يعمل عليها الفنان التشكيلي زيد أحمد أمين الأعظمي، المشرف على معرض الخط العربي عبر العصور، التابع لهيئة الثقافة والفنون في دبي، يقول الفنان العالمي بابلو بيكاسو: «ما من نقطة وصلت إليها بالفن، إلا ووجدت أن الخط العربي قد سبقني إليها». وفي مكان آخر يقول «لا بد أن ننتهي من التشخيص، لأن المُشَخَصْ لا يعطي سوى معناه، أما التجريد، فينتقل من الحس إلى معناه الواسع اللامحدود اللا منتهي، ووجدت ذلك بالخط العربي». الفنان الأعظمي شارك في معارض تشكيلية عدة، وفازت لوحته التي تحمل اسم «العصر» بالمرتبة الأولى في مهرجان الشارقة للفنون الإسلامية، فئة اللوحة الحديثة، عام ألفين وتسعة. وفي لقاء مع «الاتحاد» يقول الفنان الأعظمي عن خصوصية الدلالات الرمزية للحرف العربي: «إن حرف الألف هو تمثيل للقامة الممتشقة بانتصاب وشموخ، ومشتقة دلالاته من عملية قياسية قام بها العرب القدماء، حيث وجدو أن طول الإنسان يساوي طول رأسه من الأسفل إلى الأعلى سبع مرات، فأعتمد الألف تعبيراً عن هذا المعطى كدلالة للقامة الإنسانية التي يفترض أنها وجدت لتكون شامخة على كل المستويات وبكل الحالات والظروف؛ وكذلك الحال مع الحروف الأخرى؛ ما يعني أن ترابط الحروف ببعضها البعض لا يتوقف على معنى تكوين الكلمة فقط، وإنما هو أيضاً ترابط جمالي وفني ببعد فلسفي». ويضيف الفنان الأعظمي «إن حرف الواو هو تعبير ناجز عن خط الثلث، وحرف الحاء هو أساس تطوير الخط الديواني العثماني، وحرف السين هو جوهر الخط المعلق، مع الضمة والهاءات، يصبح ترابط هذه الحروف مع بعضها البعض يدل على شكل مختلف، لا يقل جمالاً عن معاني الكلمة وتعدد دلالاتها». وانطلاقاً من فهم هذه المعاني والدلالات، يقول الأعظمي: «أنا لا أنتمي إلى الخطاطين الكلاسيكيين، وإنما أعمل على إدخال الحرف العربي على اللوحة التشكيلية، بأسلوب يجعل الحروف تتماهى مع عناصر اللوحة ومفرداتها، وكأنها جزء رئيسي من مكوناتها الفنية والجمالية، لأن اللوحة التشكيلية هي مُدْرَك بصري، ومع إدخال الحروف على مكوناتها تصبح مدركاً بصرياً ولغوياً وصوتياً، ما ينقلها من العالم الواقعي، إلى الواقع وما وراءه، بالمعنى التاريخي المشاهد أو المعروف، وكذلك بالمعنى اللامرئي أو الميتافيزيقي للوجود». ويتابع الأعظمي رداً على سؤال حول الاهتمام بالخط العربي في هذه المرحلة الراهنة، وماذا يمثل له المعرض أو العرض؟ فيقول: «إن الاهتمام بالخط هو اهتمام بلغتنا، كونها أهم مكونات هُويتنا الثقافية ببعديها العربي والإسلامي، وكذلك كونها تتمتع بأعظم خصوصية على الإطلاق، تميزها عن جميع اللغات الحية، فهي اللغة التي اختارها الله سبحانه وتعالى، لتكون مادة معجزتها من خلال القرآن الكريم، لا سيما أن معدل عمر اللغات من خمسمائة إلى ألف عام على أبعد تقدير، أما العربية فهي سرمدية أبدية لا تحول ولا تزول».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©