السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

بعد بنزين إي-بلاس الخالي من الرصاص

بعد بنزين إي-بلاس الخالي من الرصاص
19 يوليو 2007 01:03
عدنان عضيمة: لم يكن خبر إطلاق (الديزل الأخضر) في الإمارات أقل من بشرى تزفّ إلى أصدقاء البيئة وأنصار القيادة النظيفة· ونذكر ولا ننسى أعمدة الدخان الأسود الذي تنفثه العربات التي تحرق الديزل أثناء حركتها في الشوارع الراقية؛ وهو من دون شك منظر لا ينسجم مع مقوّمات التطور الحضاري وثقافة الحفاظ على البيئة النظيفة· ويبدو بوضوح أن شركة (أدنوك) لم تكن غافلة عن متابعة هذه المشكلة والتصدي لها إلى أن أعلنت قبل أيام بشكل رسمي عن انتهاء عهد (الديزل الأسود) ليبدأ عهد (الديزل الأخضر) أو (النظيف) عندما سيبدأ توزيعه في المحطات يوم الاثنين المقبل· ويفتح (الديزل النظيف) آفاقاً واسعة في أسواق السيارات التي تعمل بمحركات الديزل التي تتميز بالاقتصاد الكبير في تكاليف التشغيل إلى جانب قوّة الأداء والصداقة مع البيئة· يذكر أيضاً أن شركات صناعة السيارات في أوروبا كانت سباقة إلى بناء المحركات التي تحرق (الديزل النظيف) بفعالية عالية؛ وأصبح الأوروبيون يراهنون على هذا النوع من الوقود في أثناء سعيهم للوصول بأنواع السيارات التي ينتجونها إلى مرحلة الانسجام مع القوانين والتشريعات الجديدة الهادفة إلى تخفيض معدلات انبعاث الغازات الضارة وحبيبات الكربون غير المحترق (السخام) في الجو من مختلف أنواع السيارات والعربات· وسبق للوكالة الأميركية لحماية البيئة أن أصدرت مؤخراً قانوناً يجبر مصافي تكرير النفط الخام في الولايات المتحدة على البدء بإنتاج ما يسمى (الديزل ذو نسبة الكبريت الضئيلة جداً) أو ما يعرف اختصاراً باللغة الإنجليزية ULSD وهو يعرّف بأن محتواه من الكبريت الذائب أقل بنسبة 97 بالمئة مما هو في الديزل العادي (غير النظيف)، لهذا السبب فإنه لا يحرّر الدخان وثاني أوكسيد الكبريت (الخانق) في الجو· ويقول تقرير كتبه الخبير مارك كلايتون في صحيفة كريستيان ساينس مونيتور: إن من المنتظر أن يبدأ في 15 أكتوبر المقبل العمل بقانون يفرض على محطات الوقود أن ترفض تعبئة خزاناتها بغير (الديزل النظيف)· تحول الأسواق يقول كلايتون: إن نسبة العربات الخفيفة المجهزة بمحركات ديزل في الولايات المتحدة لا تتعدى الآن 3 بالمئة فقط؛ وسوف تنخفض نسبة الغازات المنبعثة منها باستخدام (الديزل النظيف) إلى درجة كبيرة· ويرى العديد من المحللين أن انتشار استخدام (الديزل النظيف) على المستوى العالمي سيؤدي إلى زيادة الإقبال على شراء سيارات الديزل خاصة بعد الارتفاع الكبير الذي شهدته أسعار البنزين· ويكون من الجدير أيضاً التذكير بأن تكاليف تشغيل العربات بزيت الديزل أقل بكثير من تكاليف تشغيلها بالبنزين؛ ويعود ذلك لسببين يكمن أولهما في أن المحتوى الطاقي لزيت الديزل أعلى من المحتوى الطاقي للبنزين، وبما يعني أن احتراق لتر من الديزل في محرك أي عربة يحرر من الطاقة أكثر بكثير مما يحرره احتراق لتر من البنزين، وهذا يعني بطريقة أخرى، أن كمية معينة من زيت الديزل يمكنها أن تدفع عربة لمسافة أطول مما لو احترقت في محركها كمية مماثلة من زيت الديزل· ويعود السبب الثاني إلى أن زيت الديزل أرخص بكثير من البنزين· عام الديزل وتوقع كلايتون أن يكون عام 2008 هو عام السيارات التي تحرق الديزل النظيف· وأشار إلى أن أنصار البيئة ينتظرون بترحيب كبير هذا التحول المنتظر· وينقل التقرير عن ريتشارد كاسيل مدير مشروع (نحو سيارات خضراء ووقود أخضر) قوله: إن إطلاق (الديزل النظيف) يمثل أهم حدث منذ تمكن الخبراء من تخليص البنزين من الرصاص قبل نحو عقدين من الزمان· وبالرغم من أن انتشار استخدام البنزين الخالي من الرصاص على المستوى العالمي قد تطلب بعض الوقت بسبب التعقيدات الكيميائية التقنية التي تتطلبها عملية التنقية، إلا أن (أدنوك) كانت سباقة أيضاً إلى طرح الوقود الجديد العام الماضي تحت اسم (إي-بلاس)· وأشار كاسيل إلى أن من المنتظر أيضاً أن تكون العربات الكبيرة كالباصات والشاحنات الثقيلة المستفيد الأكبر من (الديزل النظيف) لأنه سيخفّض من انبعاث السخام والغازات التي تشكل الدخان وخاصة منها أكاسيد النتروجين والكبريت بنحو 90 بالمئة؛ وأصبحت أساطيل باصات النقل العام التي تعمل ضمن مدينة نيويورك لا تستخدم غير هذا الوقود· ومن الجدير بالذكر أيضاً أن محركات الديزل تتفوق على محركات البنزين في العديد من الخصائص؛ فهي قادرة على توليد عزوم تدوير أكثر قوة ضمن المحركات، ولهذا السبب، لا نجد شاحنة ثقيلة تعمل بحرق البنزين· ومحركات الديزل أيضاً أطول عمراً، ويمكنها أن تقطع مسافات طويلة بكميات محدودة من الوقود· ويمكن للديزل النظيف أن يجعل العربات الثقيلة التي تستهلكه تبدو وكأنها تحرق البنزين من حيث مستوى الضجيج ونسبة الدخان والغازات التي تطلقها في الجو· وبعد انتشار استهلاك (الديزل النظيف) على نطاق واسع، توقع التقرير أن يرتفع معدل عربات الديزل في الولايات المتحدة إلى ما بين 7 و15 بالمئة عام 2010 ارتفاعاً من 3 بالمئة الآن· ولا شك أن انتشار استخدام الوقود الجديد سوف يؤدي إلى تغيرات جوهرية في توجهات مصانع السيارات ذاتها·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©