الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

دونجا··لطيـف بوجه صارم!

دونجا··لطيـف بوجه صارم!
19 يوليو 2007 01:24
منذ عام أو يزيد قليلاً كان يحلل مباريات منتخب البرازيل في مونديال ألمانيا 2006 لحساب إحدى القنوات الفضائية التليفزيونية، وكان الناس يعرفونه وقتها لأنه كان لاعباً متميزاً في خط وسط منتخب السامبا في التسعينات، ولكنهم اكتشفوا فيه أيضاً وهو يعلق على المباريات أنه شخص جذاب ولطيف وهي صورة مختلفة تماماً عن صورته عندما كان لاعباً جاداً متجهم الوجه صعب المراس شديد البأس عديم التفاهم· وها هو ''كارلوس دونجا'' قد ازداد شهرة على شهرة بعد أن حقق لبلاده مؤخراً كمدير فني بطولة كأس ''كوبا أميركا'' وعلى حساب من؟ منتخب الأرجنتين بجلالة قدره وبنجومه الكبار ريكيلمي وميسي وإيالا وكامبياسو وغيرهم، بينما كان يلعب هو بمجموعة من اللاعبين صغار السن وأسماء لا يعرفها أحد من عشاق الكرة اللهم إلا باستثناء روبينيو نجم ريال مدريد الاسباني وجيلبرتو وخوان من نجوم مونديال 2006 بينما لم يكن موجوداً لا كاكا ولا رونالدينيو ولا حتى رونالدو أو أدريانو، والذين يمثلون المربع الرهيب في منتخب السامبا، أو هكذا كانوا· وقد جاء فوز دونجا للبرازيل بكأس كوبا أميركا ليخرس ألسنة كل أولئك الذين شككوا في قدراته كمدرب وإن كان هو قد اعترف بنفسه لمجلة فرانس فوتبول بأنه فوجئ باختياره مديراً فنياً على رأس منتخب السامبا أو المنتخب رقم واحد في العالم، منذ حوالي عام ولم يتوقع الثقة التي منحها له ريكاردو تيكسيرا رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم لأنه لم يكن من بين المرشحين لهذه المهمة وإنما فرضه رئيس الاتحاد فرضاً على الجميع· وعندما يتذكر دونجا ذلك يعلق بقوله: عندما اتصل بي رئيس الاتحاد لم أكن أفكر في الاضطلاع بهذه المسؤولية وخاصة أنني اعتزلت اللعب منذ سنوات قليلة (2000) وكنت أشعر بأن فرصتي ضئيلة جداً في تولي هذه المهمة· حزم وشدة وعندما يقيِّم دونجا محصلة عمله بعد أكثر من 21 شهراً من تعيينه، يقول: لا بأس بما فعلته·· كان من الضروري أن أجري تعديلات وتغييرات ولقد بذلت ما في وسعي في العمل الشاق والجهد المستمر· والحقيقة أن دونجا وقع عليه الاختيار لتدريب منتخب السامبا أساساً لكي يطبق قدراً من الشدة والنظام والانضباط إلا أنه معروف عنه إنه ''متشدد'' و''صارم''، وفي المقابل فإن لاعبي البرازيل معروف عنهم بدورهم أنهم يملُون على كل المديرين الفنيين الذين تولوا تدريبهم ما يجب عليهم عمله·· حدث ذلك مع سكولاري وزاجالوا وبارييرا على وجه الخصوص، ولكن دونجا جاء ليفرض نوعاً من الحزم والشدة وإن كان يعشق في الوقت نفسه الفوز والمكسب واللعب الجميل، ويعلق دونجا على ذلك بقوله: أولاً لابد من تحقيق الفوز وبعد ذلك يأتي اللعب الجميل، وهذا بالضباط ما فعله في كوبا أميركا أول اختبار حقيقي لقدراته كمدير فني·· صحيح أنه بدأ بداية باهتة إلا أن عصابته نجحت في استكمال المسيرة حتى تفوقت على منتخب الأرجنتين ''التانجو'' بكل قوته ونجومه، وليس بهدف واحد أواثنين وإنما بثلاثة أهداف نظيفة· ودونجا المدرب لا يختلف كثيراً عن دونجا اللاعب ويعلق قائلاً: كل فرق العالم تلعب اليوم مثلما كان يطلب منا لاتزاروني أن نلعب، وعلى أي حال فإنني أعشق الفوز فهو الحقيقة الوحيدة، وفي تقديري أن الأفضل هو الذي يفوز دائماً· ودونجا يرى أنه لا يكفي أن يعرف اللاعبون كيف يلعب زملاؤهم طالما أنهم يلعبون في دول مختلفة ذات طرق وأنظمة لعب مختلفة، ويعترف بأنه قبل كوبا أميركا لم يكن هناك وقت كافٍ وموعد اقامتها لم يكن الموعد المناسب فالجو حار جداً علاوة على أنها جاءت في نهاية موسم شاق· والطريف أن مجلة ''فرانس فوتبول'' التي أفرزت صفحتين للحديث عن هذا النجم البرازيلي الذي أثبت سريعاً جدارته كمدير فني، مثلما كان يوماً ما واحدا من أفضل لاعبي خط الوسط المدافع في العالم، قد سألته عما إذا كانت الأمور ستختلف نحو الأفضل في وجود كاكا ورانالدينو، قال: لا أعرف ولا أحد يعرف ولكنني أحكم على ما أملكه من لاعبين فعلاً، فكرة القدم أشبه بحفلة موسيقية لكل واحد فيها دور وليس مجرد كلام وافتراضات· رجل الرئيس وعندما سألته المجلة عن مونديال 2010هز رأسه قائلاً: أنا لا أستطيع أن أتحدث عن بطولة مازال أمامها وقت طويل، وإنما أنا أطبق الخطة التي اتفقت عليها مع رئيس الاتحاد، وأضاف قائلاً: على أي حال أنا سعيد لأن أصدقائي أكثر من أعدائي وهؤلاء الذين كانوا يهاجمونني إنما كانوا يهاجمون المدير الفني وليس دونجا! والذي لا يعرفه الكثيرون أن البعض في البرازيل يطلقون على دونجا لقب ''رجل الرئيس'' على اعتبار أن ريكاردو تيكسيرا رئيس اتحاد الكرة البرازيلي اختاره وعينه رغماً عن أوجه المعارضة التي واجهها من أجهزة الإعلام وبعض الخبراء والنجوم القدامى · وكان البعض يتندر بأن دونجا لم يجلس مطلقاً على دكة البدلاء (بمعنى أنه لم يدرب مطلقاً) قبل أن يتولى أمر منتخب البرازيل· ولكن دونجا يرد على ذلك قائلاً: الخبرة لا تعني شيئاً كثيراً وأنا أعرف مدربين يملكون الكثير من الخبرة والدراية ولكنهم لم يفوزوا بشيء· صحيح أن الخبرة مفيدة ولكنها ليست كل شيء فلابد أن يبدأ المرء يوماً ما وأن يلقى المساعدة والدعم ومعي جورجينهو الذي يشاركني كل المهام اليومية· ويستطرد دونجا الذي حمل كأس العالم لاعباً عام 1994 في الولايات المتحدة قائلاً: وأنت لاعب لا تهتم إلا بنفسك أما وأنت مدرب فأنت مسؤول عن 22 لاعبا ولابد أن تعدهم إعداداً جيداً للتدريبات والمباريات وينبغي أن تسهر على كل شيء· وعن مسألة غياب النجوم الكبار وبوجه خاص رونالدينيو وكاكا اللذين فضلا الراحة على مشاركة منتخب بلادهم في كوبا أميركا، قال دونجا: من الصعب أن تبدي تعنتاً مع اللاعبين في الزمن الحالي وأنا أحترم رأي الآخرين وعليهم احترام رأيي، فالعقليات اختفلت وتطورت وينبغي أن نعتاد على ذلك، وأضاف قائلاً: فيما يتعلق بحالة كاكا ورونالدينيو ما كان يمكن أن أفعل شيئاً فلن أجبر أحداً على شيء لا يريده· أما فيما يتعلق بالنجم الآخر رونالدو، فقد قال دونجا: الباب سيبقى مفتوحاً أمامه ولكني أتذكر أنه لم يلعب الدورات الثلاث الأخيرة لبطولة كوبا أميركا ولم تكن هذه البطولة تثير اهتمامه كثيراً، ولكن كان يريد أن يلعب هذه المرة·· كيف ذلك؟، وأضاف دونجا: رونالدو ليس مستبعداً من صفوف المنتخب والأمر كله يتوقف عليه هو وحده وعلى لياقته البدنية وأدائه مع فريقه ''ايه سي· ميلان'' وعليه أن يعتمد على نفسه وليس على الآخرين· هدف معلن وهدف دونجا الواقعي والعملي ــ والمعلن منذ فترة ــ هو إلغاء حقوق المرور التي كانت تمنح بعض اللاعبين ''صك'' اللعب للمنتخب تحت أي ظرف، فهو يريد أن يفرض منافسة حقيقية لا تسمح باللعب إلا للأفضل ولمن يثبت نفسه وذاته، فليس هناك مكان محجوز لأحد، ويعلق دونجا على ذلك بقوله: في كوبا أميركا أعدت تشكيل منتخب جديد فلم يعد يتبقى من نجوم مونديال ألمانيا سوى خوان وجيلبرتو سيلفا كأساسيين، وفي اللقاءات والبطولات القادمة يتعين أن يكون اللاعبون في أفضل حالاتهم وعلى أعلى مستوى فهذا هو الشيء الوحيد الذي أضعه في الحسبان، ويضيف دونجا قائلاً: كل اللاعبين مهمون عندي ولكن ليس هناك أحد لا يمكن الاستغناء عنه وينبغي أن يقاتل كل لاعب لكي يفوز بمكان في المنتخب، بما في ذلك رونالدو نفسه· *بطاقة: الاسم: كارلوس دونجا الجنسية: برازيلي مواليد: 31 أكتوبر 1963 ــ لاعب دولي سابق لعب 91 مباراة دولية مع منتخب السامبا وسجل 6 أهداف، المركز: لاعب وسط· * مشواره كلاعب: ـــ انترناسيونال (1981ــ 1984) ـــ كورينثيانز (84ــ 1987) ــ سانتوس ـ (85ــ 1987) ـــ فاسكو داجاما (1987) ــ بيتشي الإيطالي (87ــ 1988)· ـــ فيورينتينا الإيطالي (88 ــ 1992) ــ بيسكارا الايطالي (92- 1993) - شتوتجارت الالماني (93- 1995) - جوبيليو ايواتا الياباني (1995- 1998) - ثم اختتم مشواره الكروي كلاعب في ناديه الأول انترناسيونال (99 ــ 2000)· * إنجازاته كلاعب: ــ الفوز بكأس العالم ·1994 ــ الفوز بكأس القارات 1997· ــ الفوز بكوبا أميركا 89ــ 1997 ــ بطولة ولاية ريو جراندي دوسول 82 و83 و1985 ــ الفوز ببطولة ولاية ريو عام 1987 ــ الفوز بدوري اليابان عام ·1997 مشواره كمدرب: يتولى تدريب منتخب البرازيل منذ يوليو 2006 .
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©