القاهرة (الاتحاد) - قرر المستشار عمرو فوزي المحامي العام الأول لنيابات وسط القاهرة الكلية، حبس المتهمين الثلاثة الذين ألقي القبض عليهم في قضية الاعتداء على المستشار أحمد الزند رئيس نادي قضاة مصر لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات التي تجري معهم بمعرفة النيابة، على أن يتم النظر في أمر تجديد حبس المتهمين غدا “الأربعاء”.
وطلب المستشار فوزي من أجهزة الأمن سرعة إجراء التحريات بشأن الواقعة والمتهمين الثلاثة، بالإضافة إلى استكمال سماع شهود الواقعة. والمتهمون الثلاثة هم: عبدالرحمن عيسى “فلسطيني الجنسية” وخالد عبدالرحمن ومحمود متولي عمر.ووجهت النيابة إلى المتهمين تهم البلطجة، واستعراض القوة والتلويح بالعنف، والتعدي على أعضاء السلطة القضائية، من خلال انضمامهم لعصبة مكونة من خمسة أشخاص، وحيازة أدوات مما تستخدم في الاعتداء على الأشخاص.
واستمعت النيابة العامة إلى أقوال 6 شهود عيان للواقعة من رجال القضاء والنيابة وموظفي نادي القضاة الذين تصادف وجودهم أثناء الاعتداء على المستشار أحمد الزند. كما قامت النيابة بإجراء معاينة لمكان الحادث.
وقرر الشهود في أقوالهم، أن المتهمين تعدوا بالسب والقذف على المستشار الزند لدى خروجه من مقر النادي، وبصحبته عدد من القضاة وأعضاء النيابة، وقاموا برشقهم بالطوب والحجارة على نحو أسفر عن إصابة المستشار الزند بجروح وكدمات في وجهه، فضلا عن قيام متهمين آخرين هاربين بإطلاق أعيرة نارية في الهواء صوب الزند ومقر نادي القضاة.
وأمر المستشار عمرو فوزي بتفريغ محتويات كروت الذاكرة الخاصة بالهواتف المحمولة التي يحوزها المتهمون، وتفريغ وحدة تخزين المعلومات الموجودة بها.وأنكر المتهمون الثلاثة الاتهامات الموجهة إليهم، وقرروا أنهم أصدقاء، وأنهم كانوا يمرون بالمصادفة أمام نادي القضاة، وشاهدوا تجمعات لمجموعة من المتظاهرين أمام نادي، وأنهم رددوا الهتافات مع المتظاهرين المعادين للسلطة القضائية.
وقال المتهم الفلسطيني إنه مقيم في مصر منذ فترة طويلة، وإنه لا ينتمي إلى أي فصيل سياسي، سواء في الأراضي الفلسطينية أو في مصر.وأوضح مصدر قضائي أن الجنح المنسوبة إلى المتهمين تصل عقوبتها إلى الحبس لمدة 7 سنوات.
وأعلن مجلس القضاء الأعلى برئاسة المستشار محمد ممتاز متولي استنكاره الشديد للاعتداء الذي وقع مساء امس الأول على نادي القضاة ورئيسه المستشار أحمد الزند.وأدان رئيس نادي قضاة الإسكندرية المستشار عزت عجوة محاولة الاعتداء على المستشار أحمد الزند. مؤكدا تضامن كل قضاة الإسكندرية مع المواقف التي يجمع عليها قضاة مصر.وأعرب عن استيائه وجميع القضاة من واقعة الاعتداء على رئيس نادي قضاة مصر واصفا ما تعرض له الزند بأنه “عملية تصفية” لن تنال من تماسك وشجاعة قضاة مصر.واعتبر الاعتداء على المستشار الزند اعتداء على القضاة جميعا، مطالبا جموع الشعب المصري بالوقوف صفا واحدا الآن لإنقاذ الوطن من مأساة تكاد تعصف به وتدمره.
وكان أحمد الزند رئيس نادي قضاة مصر قد تعرض مساء أمس الأول إلى اعتداء من قبل مجموعة من الأشخاص، لدى مغادرته مقر النادي بالقاهرة، بعد اجتماع ندد فيه بـ”المساس بالسلطة القضائية”، إلا أن حراس النادي تمكنوا من صدهم، وإلقاء القبض على ثلاثة منهم. وكان الزند بصدد مغادرة النادي منتصف الليل، عندما هاجمه نحو 20 شخصا أمام المقر، واعتدى بعضهم عليه بالحجارة التي أصابت وجهه بكدمات.
وسارع حراس النادي لنجدة الزند، وأطلقوا النار في الهواء لتفريق المجموعة. وفر المهاجمون الذين ألقي القبض على ثلاثة منهم. وقال مصدر قضائي، إن بعض المهاجمين أطلقوا أعيرة نارية دون أن تصيب الزند.
وكان رئيس نادي قضاة مصر، الذي يعتبر الجهة الأكثر تمثيلا للقضاة في مصر، أكد في اجتماع بالنادي “أن قضاة مصر مستهدفون من فصيل يظن انه ملك مصر، ويعمل على المساس بالسلطة القضائية” في إشارة على ما يبدو إلى جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس المصري محمد مرسي. وتحدث الزند في اجتماع عقد بنادي القضاة بحضور مئات من رجال القضاء والنيابة العامة لبحث الأزمة الناجمة عن عدول النائب العام طلعت عبد الله السبت عن استقالته التي كان تقدم بها في 17 ديسمبر، بعد وقفة احتجاجية دعا إليها أعضاء النيابة العامة رفضا لعدول النائب العام عن استقالته.
من جهة أخرى طالب الزند وزير الداخلية بأن “يضرب بيد من حديد من يحاصرون مؤسسات القضاء” في إشارة إلى اعتصام إسلاميين منذ بداية ديسمبر أمام المحكمة الدستورية العليا مانعين قضاتها من دخولها. وأعلن رئيس نادي القضاة في نهاية الاجتماع عن تعليق جزئي للعمل في المحاكم وعقد جمعية عمومية طارئة لنادي قضاة مصر بدار القضاء العالي لبحث “تطورات الأوضاع الراهنة، فيما يخص العدوان المتواصل على السلطة القضائية وقياداتها ورجالها”.
عدد اليوم
