جمال إبراهيم (عمان) - أعلنت شخصيات سورية معارضة تأسيس تحالف وطني سوري من عمّان، تسعى من خلاله للعمل على تشكيل تيار مدني يؤسس لسوريا الديمقراطية المدنية البعيدة عن جميع الطوائف الدينية وكذلك القوى والاعتبارات السياسية. وقالت الشخصيات التي تضم أطباء وسياسيين وفنانين ومثقفين، إنها تعقد اجتماعات مكثفة في عمّان لبلورة صورة نهائية للائتلاف الذي يسعون لتشكيله بصيغة نهائية، ليؤسس لحالة سياسية سورية مختلفة تحمي بلادهم مستقبلاً من أي اضطرابات تدفع بها إلى حرب أهلية، مشيرين إلى أن الأهم في العمل السياسي السوري الآن هو العمل ليصل السوريون إلى صندوق الاقتراع. واعتبرت المجموعة أن ما يحدث في سوريا لا يخلو من مؤامرة، وهناك أياد خارجية لها دور سلبي في كل ما تشهده بلادهم، مستطردين أن “النظام السوري فعل كل ما تحلم به المؤامرة، بعدم استجابته لمطالب الشعب فكان أن لحق بالبلاد كل الخسائر التي نشهدها”.
وقالوا إنهم “لا يسعون لتشكيل حكومة سورية من الخارج، وهذا ليس هدفهم، كما أنهم لن يشاركوا في الحكومات السورية مستقبلاً، وأنه لا يوجد أي دولة تدعمهم مثلما يحصل مع غيرهم، مشددين على أن سوريا يجب أن تحكم من دون أحزاب دينية”.
وقال المعارض السوري الدكتور كمال اللبواني “نحن نسعى لإنشاء تحالف وطني ديمقراطي سوري بهدف تشكيل تيار مدني ديمقراطي، يرى مستقبل سوريا دولة مدنية ديمقراطية على نموذج الدول المدنية بعيدا عن الدولة الطائفية أو جزء من أي تيار أو فصيل سياسي”.
وأضاف اللبواني “أن التحالف لا يتحدث باسم الشعب السوري، ذلك أن الائتلاف الوطني السوري، هو المظلة للحراك السوري، وأنا شخصياً عضو به، وهو الذي يمثل الشعب، وعليه فهو المخوّل بهذا الأمر وليس نحن الذين نعمل على أساس أننا حزب بعيد عن أي انتماءات سياسية ودينية”.
وفر اللبواني من دمشق إلى عمان في 2011، بعد أن تم الإفراج عنه عقب 10 سنوات من الاعتقال في سجون النظام السوري.
من جانبه، قال الفنان جمال سليمان من أعضاء التحالف “نحن هنا نقوم بعمل سياسي وطني، والظهور إعلامياً بتفاصيل ما نقوم به قد يفشل عملنا وما نقدم عليه ليس مسلسلاً أو عملاً فنياً، إنما نسعى لإيجاد مخارج للأزمة السورية ونؤسس للمرحلة القادمة حتى لا تضيع البلاد كلياً، ومن واجب السوريين الآن العمل حتى لا يستمر نزيف الخسائر”.
واعتبر سليمان فصل الدين عن السياسة مسألة مبدئية بالنسبة له، لأن الدين شيء والسياسة شيء آخر، فلا بد أن تقوم السياسة على قيم وليست منعتقة من القيم، وهذه القيم حتماً تكون مستقاة من القيم الإسلامية والدينية، كما هو في السويد نجد أنه رغم أنها دولة علمانية إلا أن نظامها هو نظام مؤسس على القيم الدينية المسيحية.
عدد اليوم
