الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مطربة المشردين

19 يوليو 2007 02:42
سألني الزميل محمد الحلواجي بالهاتف: ماذا تفضل أن تكون، صحافيا أم مشردا؟ أجبته بسؤال: وهل هناك فارق بين الاثنين؟ أجزم أن 99 بالمئة من الزملاء ومنهم الزميل صاحب السؤال، لا يجدون أي فارق بين النوعين، فالصحافي مرشح لكي يكون مشردا من الدرجة الأولى، والمشرد بإمكانه أن يكون صحافيا لامعا، إذا توفر له ناشر من طينته· والنقطة الأخيرة حقيقة قائمة، إذ تصدر جمعية المشردين في لندن مجلة نصف شهرية اسمها The Big Issue (القضية الكبرى)، وهي مجلة عالية الجودة يحررها ويوزعها المشردون من ''مكاتبهم'' على نواصي الشوارع· وجدت أن هذا الاستطراد في محله عندما أرسل لي الزميل العزيز خبرا معززا بالصور، يقيم رابطا موضوعيا بين المشرد والصحافي· والخبر هو باختصار عن المطربة اللبنانية دومينيك حوراني، التي اشتهرت بما ترتديه أو لا ترتديه، وليس بما تغنيه أو لا تغنيه· فقد صرحت المغنية البراقة بأنها تعطف على المشردين، ولا تتوانى عن مد يد المساعدة لهم· وبالتأكيد فإن مساعدات دومينيك للمشردين لا تكون بالغناء لهم، وإلا فإنهم مضطرون والحال هذه أن يدخلوا في صيام تاريخي· ويقول الخبر أن ''عطف'' دومينيك لا يقتصر فقط على المشردين، بل إنه يشمل عددا مختارا من الصحافيين الذين يشتغلون في الترويج لمن هن من فصيلة المغنية التي تعرف كيف تعطي وكيف تأخذ· ولذلك فإن أخبارها وصورها تغطي الصفحات الملونة من البحرين إلى مراكش، وتخترق مواقع الإنترنت بالطول والعرض· وخير مثال على ذلك هو أغنية جديدة للمغنية المذكورة، لم تصدر بعد ولم ينجز الفيديو كليب الخاص بها حتى الآن· اسم الأغنية ''جرب''، وإذا حاول أي صاحب حشرية فنية أن ''يجرب'' ويبحث عنها في الإنترنت، فإنه سوف يقع على مادة بحجم مادة ألف ليلة وليلة مع سيل من الصور لصاحبة الأغنية لا تستر ما ينبغي ستره أو التستر عليه· نفهم أن هذا العصر هو عصر العلاقات العامة في كل نواحي الحياة والنشاطات الاقتصادية والسياسية والرياضية والعلمية والثقافية والفنية، ولكن العلاقات العامة تتحول إلى علاقات خاصة عندما تصبح بدلا عن ضائع أو عندما تكون هي الغاية وهي الوسيلة في آن· وتكون النتيجة صورا ملعلعة لأجساد تحمل أسماء مغنيات· عدت للزميل الحلواجي أساله: ارتضيت أن أكون صحافيا ومشردا في آن، ومع ذلك لم أجد ''عطفا'' مما يغدق على هذا أو ذاك· أجاب الزميل بجديته الساخرة: ربما لأنك من أبناء السبيل·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©