الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قضية ليتفينينكو ··· وبوادر أزمة سياسية بين روسيا وبريطانيا

قضية ليتفينينكو ··· وبوادر أزمة سياسية بين روسيا وبريطانيا
19 يوليو 2007 02:49
في تصعيد لافت لجريمة قتل غامضة وتحولها إلى قضية عالمية مثيرة للجدل، انفجرت خلال هذا الأسبوع فضيحة مقتل عميل ''كي·جي·بي'' ''ألكسندر ليتفينينكو'' لتغدو أزمة سياسية تذكرنا بأيام الحرب الباردة بين روسيا وبريطانيا ولتلقي بظلالها الكثيفة على جوانب أخرى من علاقة ما فتئت تتأزم يوماً بعد يوم· فقد أعلن وزير الخارجية البريطاني ''ديفيد ميليباند'' يوم الاثنين الماضي طرد بلاده لأربعة دبلوماسيين روسيين بهدف إظهار مدى الجدية التي توليها بريطانيا لرفض الكرملين تسليم ''أندري لوجوفوي''، المشتبه فيه الرئيسي بقضية ''ليتفينينكو'' الذي قتل خلال شهر نوفمبر الماضي، ومثوله أمام المحكمة في بريطانيا· وأوضح وزير الخارجية ''ميليباند'' هذا الأمر قائلاً ''إنه بالنظر إلى أهمية الموضوع بالنسبة لنا وفشل روسيا في التعاون لإيجاد حل، فإننا بحاجة إلى رد مناسب''، مضيفاً ''إن أهدافنا واضحة: أولاً، الدفع في اتجاه استكمال الإجراءات القضائية؛ ثانياً، أن يدرك الجمهور في الداخل، كما الحكومة الروسية تداعيات الفشل في التعاون؛ وثالثا، التشديد على التزامـنـــا بضمــــان سلامـــة المواطنيــن البريطانيين والمقيمين''· ومن ناحيتها نددت روسيا يوم الثلاثاء الماضي بالخطوة البريطانية معتبرة أنها ''محاولة لمعاقبتنا على التزامنا بدستورنا الخاص'' الذي يحرم ترحيل الروس إلى الخارج، مضيفة أن الخطوة تضع البلدان على طريق المواجهة· وقد تعهد المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ''ألكسندر جروشكو'' برد مناسب ''في المستقبل القريب''، والذي يعتقد الخبراء أنه قد يطال الشركات المرتبطة ببريطانيا، فضلاً عن المنظمات غير الحكومية في روسيا· ويعلق على هذا الأمر ''ألكسي جروميكو''، رئيس مركز الدراسات البريطانية بموسكو قائلا ''إن القضية التي أثيرت منذ البداية هي مدى تسييس القضاء، والآن ثمة خطر آخر أن تغذي هذه الأحداث مشاعر سلبية تجاه بريطانيا لدى الروس''· وكان وزير الخارجية البريطاني قد أدلى بتفاصيل جديدة حول المزاعم التي تحيط بالمشتبه فيه الأول ''لوجوفوي''، قائلاً إن الشرطة البريطانية تتوفر على أدلة قوية تؤكد أن ''لوجوفوي'' رش جرعة مميتة من (لبولونيوم 210) في فنجان الشاي الذي كان يحتسيه ''ليتفينينكو'' في شهر نوفمبر الماضي بلندن· وبالإضافــــة إلى ذلك حذر السفير البريطاني ''أنطوني برينتون'' بأن بلاده قد تفرض قيوداً على منح التأشيرات للمسؤولين الروس· لكن روسيا، التي تعتبر نفسها ضحية لمؤامرة بريطانية، ترى في الأحداث الأخيرة أيادي واضحة لوكالة الاستخبارات البريطانية MI6، إلى جانب المعارض الروسي ''بوريس بيريزوفسكي''، باعتبارهما السبب الرئيسي وراء عداء لندن المتنامي ضد موسكو· ففي مؤتمر صحفي عقد في شهر مايو المنصرم، الذي يعتقد العديد من الخبراء أنه هُيئ من قبل الاستخبارات الروسية، دافع المشتبه فيه الأول ''لوجوفوي'' عن براءته، زاعماً أن ''ليتفينينكو''، وراعيه هما عميلان لجهاز الاستخبارات البريطاني، ويعملان معا ضد المصالح الروسية· وفي الأسبوع الماضي فتحت أجهزة الاستخبارات الروسية تحقيقاً للبحث في أنشطة تخريبية مزعومة تقوم بها MI6 ضد روسيا، وقدمت في وسائل الإعلام مواطناً روسيا أعلن بأنه سلم نفسه للاستخبارات الروسية بعدما جندته MI6· ويقول في هذا الإطار ''فيودور لوكيانوف''، محرر دورية ''روسيا والقضايا الدولية'': ''يميل الكرملين إلى اعتبار كل ما يجري نوعا من المناورة ضده تنخرط فيها الاستخبارات البريطانية''· ويذكر أن التوتر الحالي في العلاقات الروسية البريطانية اتخذ منحى تصاعدياً منذ أن رفض الكرملين تسليم ''لوجوفوي'' إلى بريطانيا في شهر مايو الماضي، معللاً رفضه بمقتضيات الدستور الروسي· وقد ذكر موظفو المجلس البريطاني، الذراع الثقافي للسفارة البريطانية بروسيا، فضلا عن السفير ''أنطوني برينتون'' تعرضهم في الأسابيع الأخيرة لمضايقات على يد أعضاء منظمة شبابية موالية للكرملين تعرف باسم ''ناشي''· والأكثر من ذلك أرغمت شركة روسية تعمل مع شركة النفط البريطانية ''بريتيش بتروليوم'' (BP) من الخروج من صفقة لاستغلال أحد حقول الغاز الروسية في سيبيريا، بعد مفاوضات عسيرة مع الشركة الروسية العملاقة ''جازبروم''· وفي هذا الصدد يقول ''يفجيني ياسين''، رئيس المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو ''إنه من المحتمل أن تتأثر الشركات البريطانية سلباً بما يجري، فكل هذه المشاعر المتأججة لن تكون بالتأكيد في صالح العلاقات الاقتصادية''· ويرى المراقبون أن المنظمات غير الحكومية التي تمولها بريطانيا قد تتعرض أيضا للتضييق إذا ما زادت العلاقات الثنائية بين البلدين في التدهور· وفي غضون ذلك تركز روسيا، في معرض انتقادها لموقف لندن اتجاهها، على ما تعتبره ازدواجية في المعايير· فقد نشرت الصحيفة الروسية التابعة للحكومة ''روسيسكايا جازيتا'' يوم الثلاثاء الماضي قائمة بـ21 اسما تقول إنهم مجرمون روس حاولت استعادتهم من بريطانيا لكن من دون جدوى· ومن بين هؤلاء الأسماء يوجد ''بيريزوفسكي'' الذي بدأت محاكمته غيابياً بتهم الاختلاس والتدليس في الأسبوع الماضي بموسكو· وقد اتهم السفير الروسي في لندن ''يوري فيدوتوف''، في حوار أجرته معه صحيفة ''صانداي تايمز''، السلطات البريطانية بتأجيج مشاعر العداء ضد روسيا، حيث زعم أن الروس في بريطانيا يعاملون كما لو أنهم ''أعضاء في المافيا''، وكثيراً ما ترفض خدمتهم في المطاعم والفنادق· مراسل كريستيان ساينس مونيتور في روسيا ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©