الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحزب الجمهوري ··· واستراتيجية الفوز في انتخابات 2008

الحزب الجمهوري ··· واستراتيجية الفوز في انتخابات 2008
19 يوليو 2007 02:50
لقد أصبحت الأسئلة الكبرى المرتبطة بانتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة في يد ''الديمقراطيين'' ليحددوا مصيرها ويقررون وجهتها: ومن تلك الأسئلة التي تثار اليوم على نطاق واسع هل تستطيع ''هيلاري كلينتون'' إظهار إنسانيتها؟ هل يتوفر ''باراك أوباما'' على ما يكفي من التجربة والخبرة للاضطلاع بمهام الرئيس؟ ولكن ثمة سؤالاً كبيراً قلما طرحه أحد: هل يتوفر ''الجمهوريون'' على قدر من الحظ ولو ضئيل لدخول البيت الأبيض والفوز بمنصب الرئاسة في 2008؟ لا سيما وأن التدني الكبير لشعبية إدارة بوش، يجعل من مرشح ''الديمقراطي'' الفائز الأوفر حظاً؟ وبالطبع فإن ما يقفز إلى الذهن مباشرة هو أن حظوظ ''الجمهوريين'' في الظفر بالرئاسة لا تبدو جيدة على الإطلاق، ولا يعني ذلك أن فوز ''الجمهوريين'' مستحيل تماماً، غير أن تحقيق ذلك سيتطلب أجندة تستشرف المستقبل، وتولي انتباهها لملايين الناخبين المستقلين، فضلاً عن ضرورة توفر ''الجمهوريين'' على مرشح مبدع، وحملة قوية، وكثير من الحظ· وبعبارة أخرى، ذاك أمر مستبعد جداً· فقد كان فشل الحزب ''الجمهوري'' في انتخابات التجديد النصفي خلال 2006 كارثياً بكل المقاييس، بحيث انحدر الحزب في وضع سيئ للغاية نتيجة تأييده للحرب في العراق· ولنتأمل ''المؤشرات الرئيسية'' الثلاثة التالية، أو أنماط التصويت التي يتوقع أن يتبعها الناخب الأميركي للإدلاء بصوته في الانتخابات الرئاسية المقبلة: - فناخبو اليوم هم الأكثر تشاؤماً على الإطلاق منذ جيل كامل، ذلك أن 19% فقط من الأميركيين يعتقدون أن البلاد ماضية في الاتجاه الصحيح، في حين يعتقد 75% منهم أنها ''في الاتجاه الخطأ''، وذلك حسب استطلاع للرأي أجرته ''سي· بي· إس نيوز'' الشهر الماضي· - يدخل الناخبون مراكز الاقتراع تظللهم شعبية الرئيس جورج بوش المتدنيـــة منذ إعادة انتخابـــه قبل أقل من ثــلاث سنوات· ومما يذكر هنا أنه طيلة الخمسين سنة المنصرمة، لم يسبق لرئيس أن تدنت شعبيته إلى مستوى الرئيس بوش باستثناء ''ريتشارد نيكسون''· كما لم يسبق لحزب سياسي أن حافظ على البيت الأبيض برئيس شعبيته متدنية مثل بوش منذ الرئيس هاري ترومــان في ·1948 - وعندما سئل الناخبون عن الحزب الذي يعتزمون التصويت له في انتخابات 2008 الرئاسية اختار المستجوبون الحزب الديمقراطي بفارق نسبة نقاط معتبرة تصل إلى 18%، وذلك حسب استطلاع للرأي أجرته ''إن بي سي نيوز'' و''وول ستريت جورنال''· والواقع أنه لم يسبق لنا أن حصل حزب ما على هذه الأفضلية لدى الناخبين منذ فضيحة ''ووترجيت'' التي أسقطت الحزب ''الجمهوري''· ومع ذلك أعود لأشدد على أن انتصارا للحزب ''الجمهوري'' ليس أمراً مستحيلاً، فالأمر لم يحسم بعد ومايزال السباق الانتخابي مفتوحاً على جميع الاحتمالات· ومن بين المؤشرات التي تبعث على التفاؤل في هذا السياق الحقيقة التي تشير إلى أن شعبية الكونجرس تسجل اليوم أدنى مستوياتها منذ جيل - بل إنها أدنى مما كانت عليه في ،1994 عندما سيطر ''الجمهوريون'' على الأغلبية في مجلس النواب بعد 40 عاماً من سيطرة الحزب ''الديمقراطي''· فقد كان وصول ''الديمقراطيين'' إلى الكونجرس الأميركي في 2006 بمثابة التغيير الذي فرضته ردة فعل الناخبين على فضائح الحزب ''الجمهوري''، وسوء تدبير الموازنة، وحرب كارثية في العراق· لكن في الأسابيع الأخيرة، بدأ يخفت الوهج الذي اكتسبه الكونجرس بـ''ديمقراطييه'' و''جمهورييه''، إذ برغم الأغلبية ''الديمقراطية'' في مجلس الكونجرس، فإن هذا الأخير بات ينظر إليه باعتباره فشل في وضع معايير أخلاقية صارمة، وفي الحد من الإهدار في النفقات، فضلا عن تعثر قانون وإصلاح الهجرة· وبالطبع تشكل حالات الفشل هذه بارقة أمل بالنسبة للحزب ''الجمهوري''· والجدير بالإشارة هنا أن الغضب والإحباط الشعبي إزاء السياسيين هو أكبر اليوم مما كان عليه في 1992 عندما فاز ''روس بيرو'' بنسبة 20% من الأصوات الشعبية، رغم أنه مرشح من خارج الحزبين الرئيسيين· ويبدو أن الأميركيين ضاقوا ذرعاً بالكونجرس، كما سئموا من الصخب وحالة الركود التي لا تقود إلى شيء، فضلا عن غياب حس المنطق وإعمال العقل· وإذا ركز ''الجمهوريون'' في الانتخابات المقبلة على مسألة الضجر التي تنتاب الناخبين الأميركيين من الكونجرس الذي لم يحقق الكثير، فإنهم يضعون أرجلهم على أول الطريق للبقاء في البيت الأبيض· ومن ثم تطوير رسالة جديدة تقوم على تكريس الأمل في نفوس الناخبين من خلال تقديم ما يمكن أن تنجزه أميركا، بدلا من التوقف عند الأخطاء والسلبيات· أما الخطوة الثالثة التي يتعين على ''الجمهوريين'' اتباعها فتتمثل في التزام الصدق وبلورة خطاب صريح يدشن قطيعة مع ممارسات بوش السابقة· خبير جمهوري في إجراء استطلاعات رأي ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©