الجيش اللبناني يرفض عرض تفاوض لـ فتح الإسلام

احرز الجيش اللبناني امس المزيد من التقدم المنهجي داخل مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين شمال لبنان، مشيرا الى أن قواته تقترب اكثر من الأماكن التي يتحصن بها مسلحو جماعة ''فتح الإسلام''، وقال ''إننا في المراحل الأخيرة للعملية والتي سنضع خلالها نهاية للإرهابيين المختبئين داخل المخيم''· فيما اعلنت الجماعة التي اطلقت المزيد من صواريخ ''الكاتيوشا'' على القرى المحيطة بالمخيم استعدادها مجددا للتفاوض لايجاد حل ينهي الاقتتال، لكن الجيش رد في المقابل بالتشكيك بهذه النوايا والتشديد على مطالبته المتشددين بالاستسلام· وقال متحدث باسم الجيش إن 3 جنود قتلوا في معارك مساء امس الاول، كما جرى انتشال جثث 4 آخرين من وسط انقاض مبان مفخخة في المخيم مما يرفع الحصيلة الرسمية لقتلى الجيش إلى 111 جنديا منذ بدء المواجهات في 20 مايو الماضي· فيما اشارت مصادر عسكرية اخرى الى إن ست جثث على الأقل لمسلحين من ''فتح الإسلام'' شوهدت ملقاة وسط الأنقاض داخل المخيم، وقالت إن الجيش عثر خلال عمليات التطهير على مقبرة جماعية لمسلحي الجماعة انتشل من داخلها نحو 35 جثة أخرى كانت معظمها مسحوقة تحت الأنقاض، كما عثر على مستودع كبير للاسلحة تم تدميره، واضافت ''جميع المسلحين متفرقون الآن في جيوب صغيرة بعد أن أطبقنا عليهم الخناق''· وقال متحدث عسكري ''عملياتنا مستمرة والخناق يضيق تباعا على الارهابيين فيما يستمر الجيش بتوسيع نطاق سيطرته''، واضاف ''الارهابيون يتوزعون في جيوب صغيرة متفرقة يتراوح اجمالي مساحتها بين 200 و300 متر مربع بعضها في اطراف المخيم القديم· فيما افاد شهود عيان ان اشتباكات عنيفة سمع دويها امس في اطراف المخيم القديم وسط استمرار الجيش بقصف هذه المناطق بشكل متقطع ومواصلة التقدم للسيطرة على طريق رئيسي· فيما افاد مصدر طبي عن وجود 39 جثة لمقاتلي فتح الاسلام في شاحنة مبردة وانها تراكمت منذ 20 مايو، وتردد انه بين جثث القتلى عدد من قيادات ''فتح الاسلام'' وابرزهم شاكر العبسي، ابو الحارث السعودي، شاهين شاهين وابو هريرة· وعلى غرار الايام السابقة، اطلق مسلحو ''فتح الاسلام'' اكثر من 10 صواريخ كاتيوشا سقطت في حقول على بعد بضعة كيلومترات شمال المخيم وجنوبه وبالقرب من الطريق العام على اوتوستراد المنية المؤدي الى عكار من دون ان تسفر عن وقوع اصابات· وقد ادانت حركة ''حماس'' اطلاق صواريخ ''كاتيوشا'' من المخيم على القرى اللبنانية، مؤكدة رفضها استخدام المخيم للاساءة للجوار والاعتداء على الاشقاء اللبنانيين· الى ذلك، اعربت جماعة ''فتح الاسلام'' امس عن استعدادها لاستئناف المفاوضات لانهاء القتال، وقال المتحدث باسمها ابو سليم طه الذي لم يدل باي تصريحات علنية منذ اكثر من شهر عبر الهاتف لقناة الجزيرة انه لا مانع لدى الجماعة من العودة الى المسار السياسي لايجاد حل لقضية نهر البارد، وقال ''الكرة في ملعب الطرف الاخر··في ملعب الاطراف التي تقف خلف الجيش اللبناني ليس في ملعب الجيش اللبناني··بيدهم مفتاح الحل''، واضاف ''الان لا مانع من ان تعود المفاوضات والحلول السياسية الى ارض الواقع مرة اخرى··هذا ليس ببعيد''· ولكن لا يبدو ان هذه الدعوة ستؤخذ مأخذ الجد لان الجيش اصبح على بعد ايام من سحق المسلحين في المعارك المستمرة، وقال مصدر عسكري ''لا نريد الا ان يستسلموا··هذه كلها بروباجندا اعلامية لان الخناق يضيق عليهم''، وتساءل ''بعد كل هذا القتال الشرس واصبح لدينا نحو 111 شهيدا هل ما زال لديهم نوايا سلمية··استغرب هذا الامر''·