حقق الفنان سامي أمين شهرة واسعة، تخطت الحدود، ليصبح أحد “أيقونات” الأناقة والموضة في العالم العربي، ووصلت تصاميمه إلى عواصم الموضة العالمية، لتحظى بتقدير النساء في إيطاليا وفرنسا وإسبانيا، وغيرها. فقد نجح في ابتكار تصاميم خاصة، يغزل فيها أفكاره ورؤيته الفنية مع فنون التراث المصري الأصيل، ويضع تصاميمه بصبر ومتعة، ليطرح في كل موسم مجموعة متفردة من الحقائب والاكسسوارات المميزة، وتجمع كل قطعة بين القيمة الفنية والجمالية العالية والجودة الفائقة، التي يعكسها اختياره لأجود الخامات الطبيعية من الجلود والأقطان والمعادن.
ماجدة محيي الدين (القاهرة) ـ بدأ حبه للرسم منذ الطفولة، فقد كان سامي أمين يعبر عما في داخله بالألوان قبل أن يكبر ويلتحق بكلية الفنون الجميلة، حيث استهوته الأعمال الحرفية، وأثناء الدراسة الجامعية بدأ العمل، ووجد متعة فنية كبيرة، وحرص على تقديم تصاميم متفردة تتسم بالخصوصية والجودة العالية في التنفيذ والخامات. ومؤخراً أصدر أمين مجموعته الأخيرة التي تميزت بالرموز الشعبية والخامات الطبيعية.
منابع الأفكار
حول منابع الأفكار التي يلجأ إليها للتصميم، يقول أمين “وجدت في تراثنا الفني وحضاراتنا القديمة نبعاً لا ينضب من الرموز الفنية التي أبدعها الفنان المصري القديم سواء في الحضارة الفرعونية أو الفن القبطي والإسلامي، ووظفتها بشكل عصري يساير الاتجاهات الحديثة في الموضة العالمية”.
ويوضح أن اهتمامه بأكسسوارات النساء والحقائب والحلي فرضته طبيعة سوق العرض والطلب، والأشياء التي تخص المرأة هي الأكثر رواجا سواء كانت المرأة هي التي تقبل على شرائها أو الرجل الذي يبحث عن هدايا متفردة يقدمها إلى المرأة.
وعن اعتماده بشكل أساسي على الجلود الطبيعية والنحاس، يقول أمين إنهما خامتان تمنحان المصمم مساحة كبيرة للابتكار والإبداع. ويضيف “النحاس معدن مرن يسهل تشكيله كما أنه يمنح طاقة إيجابية لمن ترتديه، وهو الأكثر تداولاً في مجال تصميمات الحلي في العالم، ولدينا في مصر والعالم العربي فنانون متميزون في تصميم الحلي مثل عزة فهمي وإحسان ندا وسوزان المصري، ولكن في مجال الجلود لا يوجد اهتمام كبير على الرغم من أننا نملك تراثاً مميزاً في تصميمات الجلود، ولذلك حرصت على تقديم تصاميم تحمل التأثير التراثي الفرعوني والقبطي والإسلامي، وهذا تاريخنا الذي يحق لنا استخدامه ونشعر معه بالألفة، فهو جزء من وجداننا ننتمي له”.
ويشير مصمم الحقائب والأكسسوار إلى أن بعض التصاميم تحمل جزءاً من الفنون والزخارف الأفريقية، لأن مصر جزء من أفريقيا ـوهناك بعض الرموز من التراث النوبي، موضحا أنه ينتقي ما يعجبه ويتذوقه ويشعر بأنه يلائم طبيعة التصميم.
أصالة وحضارة
يؤكد أمين أن المرأة تشعر بالاعتزاز والثقة وهي ترتدي التصاميم والاكسسوارات التي تعبر عن الأصالة والحضارة التي تنتمي إليها، وهو ما يمنحها الإحساس بالفخر بتاريخها وتراثها، إلى جانب رغبتها الدائمة في اقتناء أشياء تمنحها طلة متفردة عن غيرها، ولذلك تحظى الحقائب والحلي اليدوية بقيمة مضاعفة، فهي تعتمد على الخامة الجيدة فضلاً عن البعد الفني.
وعن مجموعته الجديدة، يقول أمين “أسعى لأن يكون هناك خط واحد يربط الحقيبة وحافظة النقود والحزام والحلي وربما برواز صورة، وعلى سبيل المثال هناك تصاميم اخترت فيها موتيفات “الشمس” ووضعتها على الحقائب والأحزمة والقرط والعقد. ولجأت إلى جريد النخل في تصاميم أخرى، وهو أحد الفنون التراثية الشهيرة في عالمنا العربي، حيث يجدل بطرق معينة ويصنع منه أشياء كثيرة، ومنه قدمت تصاميم مبتكرة لحقائب وأحزمة، وغيرها من الاكسسوارات، وعلى الرغم من أن الحرف التي تعتمد على شغل جريد النخيل قديمة ومتعددة لكني أستخدمها بأسلوب حديث يوافق الجديد في الموضة”.
ويرى أمين أن مواكبته للجديد في الموضة جزء من عمله، ولكنه ينتقي ما يلائم أسلوبه وطبيعة التصاميم، مشيراً إلى أنه لا يميل إلى استخدام الجلد الفوشيا أو الأصفر أو المصبوغ بألوان فسفورية، ويجد أن الألوان الأزرق والأحمر ودرجات البيج لا تتنافر مع روح التصاميم التي تحمل اللمسة التراثية، فهي ألوان كانت مستخدمة عبر الأزمنة السابقة، ومازالت مناسبة للمرأة العصرية.
وحول عشقه للخامات الطبيعية، يقول أمين “أهتم بالاعتماد على الخامات الطبيعية كالنحاس الطبيعي الذي قد يطلى بالفضة، والجلود الطبيعية وحتى البطانة الداخلية للحقائب من الجلد الطبيعي.
وقد لمست أن هذه العناصر تجعل المنتجات التي أصممها تدوم وتعيش محتفظة برونقها، بل إنها بعد الاستخدام تصبح أكثر جمالاً، وأشعر بسعادة بالغة عندما تأتي إحدى عميلاتي بعد سنوات لإصلاح غرزة أو تركيب قطعة أكسسوار فقدتها، وهو ما يعني أن التصميم ما زال يحظى بإعجابها ويلائم الجديد في عالم الأزياء”.
معارض دولية
حول مشاركته في العديد من المعارض الدولية، يقول المصمم سامي أمين “أحرص على المشاركة في العديد من المعارض الدولية سواء في الدول العربية أو الأوروبية، وقد شعرت بسعادة بالغة عندما وجدت إقبالاً كبيراً من النساء في إيطاليا التي تشتهر بصناعة الجلود على اقتناء تصاميمي، كذلك الحال في فرنسا وإسبانيا، وهو ما يجعلني أشعر بأننا لم نعد مستوردين أو مستهلكين للموضة، ولكننا يمكن أن نساهم فيها بما نملكه من تراث فني وحضاري لا يفقد بريقه وله جاذبية وسحر خاص”.
عدد اليوم
