الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

خريف الخروج يجتاح إندونيسيا وتايلاند وماليزيا!

20 يوليو 2007 00:17
توقف قطار منتخبات ثلاث دول من الدول الاربع المضيفة لنهائيات كأس اسيا الرابعة عشرة لكرة القدم عند المحطة الاولى بخروجها من الدور الاول كما كان متوقعا، ووحده المنتخب الفيتنامي انضم الى لائحة الثمانية الكبار في ربع النهائي على حساب منتخبين عربيين هما الاماراتي والقطري· ومنذ ان اسند الاتحاد الاسيوي للعبة تنظيم البطولة الى الدول الاربع المذكورة، بدأت لجانها التنظيمية استعداداتها على الاصعدة كافة وخصوصا الفنية منها لكي تستفيد من عاملي الارض والجمهور وتظهر مدى تطور كرة القدم فيها علها تتخطى الدور الاول وتؤسس لاجيال قادرة على اللحاق بركب المنتخبات العريقة في القارة الاسيوية· واجهت الدول الاربع، تايلاند وفيتنام وماليزيا واندونيسيا، بعض المشكلات التنظيمية بسبب قلة خبرة كوادرها في التصدي لاستضافة بطولة كبيرة ككأس اسيا، وان كانت كل دولة تحتضن مباريات مجموعتها فقط في الدور الاول، ولكنها هدفت بدرجة كبيرة الى انجاح البطولة من الناحية الجماهيرية على اقل تقدير· منتخب تايلاند الذي خاض المباراة الافتتاحية امام العراق وتعادل فيها 1-1 كان يمني النفس بالابتعاد اكثر من الدور الاول هذه المرة بعد ان اكتفى بخوض منافساته في الدورات الاربع السابقة في هيروشيما 1992 وابوظبي 1996 وبيروت 2000 وبكين 2004 وشارك منتخب تايلاند للمرة الاولى في البطولة في النسخة الخامسة التي اقيمت في بانكوك عام 1972 التي شهدت مشاركة ستة منتخبات، فحل فيها ثالثا في ابرز نتيجة له على الصعيد القاري، علما بأنه خسر مباراته في نصف النهائي امام كوريا الجنوبية بركلات الترجيح 1-2 بعد تعادلهما 1-1 ثم فاز على كمبوديا في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع بركلات الترجيح ايضا 5-3 اثر تعادلهما 2-2 · يمكن اعتبار منتخب تايلاند افضل منتخبات الدول الاربع المضيفة للبطولة الحالية من الناحية الفنية، وكان اقرب منها ايضا من الناحية المنطقية الى انتزاع احدى بطاقتي التأهل الى ربع النهائي على الاقل· لم يبخل الجمهور التايلاندي على منتخبه في المباريات الثلاث التي خاضها، فكانت بدايته منطقية بالتعادل مع العراق، اذا ما اخذنا في الحسبان المباريات الافتتاحية التي يغلب عليها طابع الحذر· واراد التايلانديون تحقيق الفوز على عمان في الجولة الثانية قبل مواجهة استراليا في المباراة الاخيرة من الدور الاول، وكان تفكير المدرب المحلي تشانفيت بولشوفين صائبا لان استراليا لن ترضى بالخروج مبكرا من البطولة في مشاركتها الاولى فيها· وفعلا اعتمد بولشوفين الخطة المناسبة لمواجهة العمانيين معولا على ابرز لاعبيه وفي مقدمتهم سوتي سوكسومكيت ونيروت سوراسيانج فخرج اصحاب الارض بفوز مهم بهدفين للاشيء رافعين رصيدهم الى اربع نقاط· وكان التايلانديون يسعون الى ادراك التعادل امام استراليا، املين في الوقت ذاته بتعادل العراق وعمان او فوز الاخيرة لكي يضمنوا بطاقتهم الى الدور المقبل، لكن الاستراليين انتظروا اللحظة المناسبة ليؤكدوا علو كعبهم فحققوا فوزا كاسحا باربعة اهداف نظيفة وحلوا في المركز الثاني للمجموعة خلف العراق، لينهوا بالتالي الحلم التايلاندي بمواصلة المشوار· إندونيسيا قوية وقع منتخب اندونيسيا في المجموعة الرابعة التي سميت بمجموعة الموت الى جانب كوريا الجنوبية الساعية الى لقبها الاول منذ 47 عاما والثالث في تاريخها، والسعودية التي تريد محو آثار خروجها المخيب من الدور الاول في الصين واضافة لقب رابع الى رصيدها بعد اعوام 1984 و1988 و1996 والبحرين التي بحثت عن تكرار انجاز النسخة الماضية عندما بلغت نصف النهائي· خاض المنتخب الاندونيسي مبارياته في ظروف قد لا تتكرر معه في المستقبل القريب في البطولة الاسيوية، اذ حظي بتشجيع نحو تسعين الف متفرج في كل مباراة كانت تضيق بهم مدرجات ستاد ''جيلورا بونج كارنو'' في العاصمة جاكرتا، فضلا عن بقاء الالاف خارج اسوار الملعب لعدم حصولهم على تذاكر الدخول، وحضور الرئيس الاندونيسي للمباراتين الثانية ضد السعودية والثالثة ضد كوريا الجنوبية· بداية اصحاب الارض بقيادة المدرب البلغاري ايفان كوليف كانت اكثر من متوقعة بفوز لافت على المنتخب البحريني مفاجأة النهائيات الماضية بنتيجة 2-1 وليس هذا فقط، بل ان الفوز ترافق مع اداء حماسي وسرعة بارزة كانتا ميزة الاندونيسيين في البطولة ما جعل مدربي المنتخبين السعودي والكوري الجنوبية يتنبهان للامر جيدا· وكانت الامور تسير جيدا مع المنتخب الاندونيسي وفق الخطة التي رسمها كوليف في الجولة الثانية بانتزاع التعادل مع السعوديين، اي الخروج من المباراة بنقطة تضاف الى النقاط الثلاث من الجولة الاولى، ما يعني عمليا قطع شوط كبير نحو التأهل الى ربع النهائي· واحتفلت الحشود الحاضرة في الملعب بالنقطة الرابعة قبل الصافرة النهائية لحكم المباراة، لان النتيجة كانت تشير الى التعادل 1-1 حتى الوقت بدل الضائع، قبل ان يقول المهاجم الشاب سعد الحارثي كلمته النهائية حين ارتقى لكرة من ركلة حرة من الجهة اليمنى ووضعها برأسه بنجاح في الشباك قالبا الامور رأسا على عقب، فانقذ منتخب بلاده من الضغط الذي كان سيتعرض له في مباراته الاخيرة مع البحرين وحوله في المقابل الى الجهة الاندونيسية قبل مواجهة كوريا الجنوبية· وسقط اصحاب الارض امام كوريا الجنوبية بهدف مقابل لاشىء، وخرجوا بالتالي من الدور الاول، لينتهي الحلم كما انتهى في الدورات الثلاث السابقة التي تكون انجازات منتخب اندونيسيا في البطولة الاسيوية حتى الان· واللافت لدى الاندونيسيين ان معنوياتهم كانت عالية جدا على صعيد اللاعبين والجمهور والمدرب رغم الخروج من الدور الاول، وكان كوليف واضحا بالقول ''اشعر بالفخر لما قدمه اللاعبون في هذه البطولة خصوصا انهم حاربوا حتى النهاية''· واعرب المدرب البلغاري ''عن تفاؤله بمستقبل المنتخب الاندونيسي''، لكنه اعتبر في الوقت ذاته ''ان التحضير لبطولة كبيرة ككأس اسيا يحتاج الى اعداد افضل''· الخيبة الماليزية الخيبة كانت كبيرة في ماليزيا التي شارك منتخبها في النهائيات مرتين فقط عامي 1976 و1980 وخرج فيها من الدور الاول، وكان يأمل بتحقيق الافضل على ارضه هذه المرة لكنه كان الحلقة الاضعف ليس في مجموعته وحسب بل في البطولة ككل· الضربة الاولى التي تلقاها الماليزيون كانت من الصين وصيفة بطلة النسخة الماضية بخسارة قاسية 1-5 ولم يكن وقع الصدمة يبتعد قليلا عن كاهل اللاعبين والمسؤولين في الاتحاد الماليزي حتى جاءت خسارة ثانية اقسى امام اوزبكستان صفر-5 ما احدث ارتدادات على الصعيد الاداري تمثلت باعلان استقالة نائب رئيس الاتحاد احمد شاه قبل ان يوضح لاحقا بقاءه في منصبه· وتبين لاحقا ان اثار الخسارتين الاوليين ادتا الى ابلاغ المدرب المحلي نوريزان بكر باقالته من منصبه، وقد اعلن ذلك بنفسه عقب الخسارة الثالثة المتوقعة امام اليابان صفر-2 في الجولة الاخيرة· الحظ يخدم فيتنام تجيد بعض المنتخبات استعمال العامل النفسي في مباريات كرة القدم للضغط على المنتخبات المنافسة، لكن على الاخيرة الا تستسلم تماما لقدرها كما حصل مع منتخبي الامارات وقطر في مواجهة فيتنام على ارضها· فقبل اشهر من البطولة الاسيوية، كان منتخب فيتنام يعتبر من المنتخبات المغمورة في القارة، لكن جاء تأهل منتخبها الاولمبي الى الدور النهائي من التصفيات الاسيوية المؤهلة الى اولمبياد بكين 2008 ليعطي حافزا للمنتخب الاول لتحقيق نتائج ايجابية في كأس اسيا· وقبيل انطلاق البطولة بايام، حقق منتخب فيتنام فوزين وديين لافتين، على جامايكا 3-صفر، والبحرين 5-3 فتحول بالتالي من جسر العبور في المجموعة الى المنتخب الغامض الذي يجب الحذر منه· واحسن الفيتناميون الاستفادة تماما من عامل الجمهور، فحققوا فوزا مهما جدا على الامارات في مباراتهم الاولى 2-صفر، وتميزوا بالحماسة والسرعة كما حصل مع الاندونيسيين، وخرجوا بتعادل مع قطر في المباراة الثانية رغم انهم تقدموا فيها حتى الدقيقة 77 الا انهم سقطوا في الامتحان الابرز امام اليابان حاملة اللقب في الدورتين الماضيتين 1-·4 لكن النقاط الاربع التي جمعتها فيتنام كانت كافية لها لتحجز بطاقتها الى ربع النهائي على حساب المنتخبين الاماراتي والقطري، مع ان الفرصة كانت سانحة للاخير لكنه خسر امام الامارات 1-2 منتخب فيتنام الذي كان قويا على منتخبين عربيين على ارضه وبين جمهوره في الدور الاول، سيواجه منتخبا عربيا ثالثا في دور الثمانية هو العراقي، ولكن هذه المرة خارج قواعده وتحديداً في بانكوك حيث مقر العراقيين منذ انطلاق البطولة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©