الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مُوَاجَهة

مُوَاجَهة
6 يناير 2010 23:33
(أن تَعِش حياتُك ليس في سهولةِ أن تجتاز حقلاً ) مثل روسي (1) عتمة.. و شبابيك موصدة. الزَمان: هنا الآن .. عند انشِطارِ الخطى مسلَكين ونيف. المكان: هُنالك.. حيثُ لا الريحُ يجتاحُ جذعاً لِيُسقِطَ رُطباً جَنِياً عليك ولا الانتظار. حيثُ المراثي تَنظُرُ أنّى الحضُور، لِتحفَلَ.. ـ وفق هواهَا ـ بأبطالَها.. عند تمام الذهُول. هناك.. وحيث انقطاعُ المدَى والأُفول، تَلُمُ الفراشاتُ أزهارَها وتَتلُو ـ جميعاً ـ بِقبري ترَاتيلَ همسُ الوداعِ الأخير. (2) على مشارفِ المنفى توقفتُ، تأملتُ بعضي.. وصوَرٌ قديمة كانَ عليّ ترتِيبُ هندامي.. وَقصُ الأظافر لأبلُغَ حَتفي عَصِّياً على الموتِ.. والأدمُعِ الذارِفة تَساءَلتُ: هل تستدِير الخدودَ لِتُصفَعُ مراراً.. لِمَرضاة ربي؟ وهل يَتَوّجَبُ أن أستكين.. لأسلُكَ دربي، أم قد يكفي بوحِيَّ لِلأرض حُبي؟! كذَا.. سألَ ابن مريم.. وهو يموت هنا مرتين، وكذَا يَتوَّجبُ أن أستعيد.. ـ أنا من جديد ـ ألق الطُفولَةِ، والأمنيات لأستَبدِلها بإعلانِ أوبة، وصَكُ غُفران. (3) كانت.. وَردةٌ على شاطئ النهرُ يعتريها الحنين. وكانت.. شرفَةٌ علي مطلَعِ الفجر يَعتَصِرها الأنين، فصارت.. خُطوةٌ إلى مدخَلِ القبر أثقلَتها السنين.. وصمت. هكذا... ما بين رِيحٍ وريح وما بينَ عينيها وقلبي الجريح، مساراتٌ من الحُزنِ.. حُبلى بأشجانِنا، وقطَراتُ دمع. (4) أزَلِّيةٌ.. كانت لَنا الحَسرَاتُ، أو.. كَبُكائنا المُرُ على قبُور الياسَمِين. أبَدِّيةٌ.. ظَلّت لنا النَعَراتُ في طورِ التخَّلُق، والأجنةُ في حَشايا الأُمهات.. مَوؤُودُونَ بِالغدِ.. والظُنون. (5) مِثلما النهرُ دَفقاً، أو.. كالهُطول، تَحُطُ سَمائي عليّ رَماداً وجَمراتُ حُزن. فالأرضُ كانت تَحشُد الرملَ ذُخراً.. لأجل اندلاعِ الصباح. وكُنتُ هناك، مُوثَقُ الرافِدَين، ونبعِي اليتيم مُورِقُ الشاهِدين.. وصمتي القديم. ذابل.. وإن كُنتُ أنضَر مِن ضَراعاتِهم.. والخُنوع، سَاخِط.. وإن كُنتُ أهلاً بِهذِي الحياة يَشُدُ حنيني الحنين إلى حيثُ حُلمِي.. فأحلُم ويجتاحُ شَطِي الأنين إلى نبع دمي.. لأرسُم.. سَماوات أرحبَ من هذهِ الشاحبة. (6) أصرخُ... مِلء حُروفي، ولا أسمَعُني أعوِي.. وحدي، في مُنتَصفِ الخيل، ولا أٍٍٍٍٍٍسمعُني، أصعدُ، أهبط.. في مُنحدرَاتِ الوَقت، ولا أسمَعُنِي. فاللُغة المَكسُورة ما عَادت تكفي كي ما تطفئ... وهج الصمت. * شاعر سوداني
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©