بوش: فكرت ثم عدلت عن إرسال جنود إلى دارفور

أعلن الرئيس الآميركي جورج بوش أمس أنه فكر ثم عدل عن فكرة إرسال جنود أميركيين إلى إقليم دارفور في غرب السودان، وقال إثر زيارته القصيرة إلى ناشفيل: ''لقد اتخذت قرار عدم إرسال جنود أميركيين إلى دارفور من جانب واحد وخلصت إلى أن ذلك ليس العمل المطلوب القيام به بكل بساطة''· الى ذلك حذر مبعوث الامين العام للأمم المتحدة الخاص بدارفور يان الياسون امس من تعثر المساعي الرامية للتوصل لتسوية لأزمة الاقليم المضطرب، ورأى أن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى انهيار اتفاق السلام في الجنوب أيضا· وأعلن في ختام زيارته إلى الخرطوم أن الاجتماع الذي سيعقد بمدينة أروشا التنزانية في الفترة من 3 إلى 5 أغسطس المقبل يهدف إلى إقناع الحكومة وحركات التمرد بوقف الأعمال العدائية كبادرة حسن نية تمهيدا لانطلاق المحادثات بين أطراف النزاع، إلا أنه رفض تحديد موعد قاطع لبدء المحادثات وقال إنه متروك لتغيرات عدة، مشددا على حرص الأمم المتحدة على انعقادها في أسرع فرصة ممكنة· وأوضح المبعوث الدولي أن التأخير في حل قضية دارفور سيدفع نحو انهيار اتفاق السلام في جنوب البلاد الموقع بين الحكومة و''الحركة الشعبية لتحرير السودان'' لاسيما وأنه يتحدث عن وحدة السودان فضلا عن أن الاتفاق يعاني حالة من الهشاشة تستدعي إنهاء أزمة دارفور· فيما رأى وزير المعونة الدولية البريطاني دوجلاس الكسندر ان العنف في اقليم دارفور لن ينتهي إلا إذا وفر المجتمع الدولي قدرا مناسبا من الامن وقدم السودان قدرا مناسبا من الدعم· من جهة اخرى قال مدير ادارة الدفاع المدني في السودان حمد الله آدم علي أمس إن أكثر من 50 شخصاً قتلوا وأصيب 20 في أسوأ فيضانات من نوعها تجتاح السودان اسفرت عن تدمير كلي او جزئي لـ18 الف منزل، وأوضح أن مياه الفيضان أغرقت طرقاً رئيسية تؤدي إلى بعض المناطق في شرق وجنوب شرق السودان وحول الخرطوم، لافتا الى قيام طائرات مروحية تابعة للشرطة بنقل مساعدات إغاثية عاجلة وخيام إلى المناطق المتضررة وحول الخرطوم· وقال علي: ''يبدو ان أكثر من 50 شخصاً قتلوا لكن أقل من 75 اضافة الى ان هناك 20 مصاباً في المستشفيات''، واضاف ان هذه الارقام يمكن ان تزيد لا سيما وانها أسوأ فيضانات يشهدها في السودان، وقال: ''رجل في حوالي التسعين من العمر أخبرني انه لم ير مياهاً مثل هذه طوال حياته· فيما قال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الاحمر والهلال الاحمر إن الفيضانات قد تؤدي إلى تضرر نحو 2,4 مليون شخص في أنحاء 16 ولاية من ولايات السودان الـ،26 واضاف ''مع توقع استمرار الفصل الممطر حتى منتصف اكتوبر تتوقع منظمات الارصاد ان تكون مناطق في الشمال والشرق الاكثر تضرراً، ودعا الى تقديم 2,1 مليون فرنك سويسري (1,75 مليون دولار) لمساعدة نحو 40 الف سوداني دمرت الفيضانات الكاسحة منازلهم· وأجبرت الأمطار والفيضانات الكاسحة وفيضان الانهار مئات العائلات على اللجوء للطرق الرئيسية وهي في العادة الارض الأعلى عما حولها وهم يرون المنازل والممتلكات تجرفها المياه، وقال عمال إغاثة إنه عن طريق التخطيط والمراقبة الأفضل يمكن للسلطات السودانية تجنب مقتل المزيد· وأوضحت سلطة الدفاع المدني ان الناس قاموا بالبناء في مناطق ترتفع فيها المخاطر قرب ضفتي النهر او سهول منبسطة عرضة للفيضان متجاهلين تحذيرات الحكومة·