لم تكتمل فرحة سكان خورفكان بافتتاح محطة التحلية الجديدة في المنطقة جراء توقفها عن العمل بسبب ظاهرة المد الأحمر التي استمرت طوال أشهر ماضية وأدت إلى نفوق كميات كبيرة من الأسماك وانبعاث رائحة كريهة من مياه البحر·
فرحلة أم سالم شبه الأسبوعية لم تنته إلى محال السوبر ماركت لشراء المياه الصحية بسبب ملوحة المياه في المنطقة، وتقول ''نعاني كثيراً من ملوحة المياه وقمنا يتخصيص ميزانية خاصة أيام نهاية الأسبوع التي نحتاج فيها لكميات أكبر من المياه بسبب تجمع أفراد العائلة''·
وأضافت ''أن افتتاح محطة التحلية بعث فينا الأمل بالحصول على مياه غير مالحة، إلا أن الفرحة لم تكتمل بسبب ظهور المد الأحمر الذي أدى إلى توقف تشغيل المحطة''·
ويقول أحمد محمد ''في الماضي كان الناس يحسدوننا على حلاوة مياهنا، وكانوا يأخذون الماء في دبات كبيرة، واليوم اضحينا نحتاج إلى مياه الشرب بعد ارتفاع ملوحتها في المنطقة''·
وتقول مريم سعيد ''افتتاح المحطة وفر علينا شراء المياه الصحية الكبيرة ذات سعة 5 جالونات والتي تباع بخمس أو ثمانية دراهم، وتستهلك خلال اليوم الواحد للشرب والبعض يستخدمها للطبخ، فخلال الأسبوع الواحد نصرف حوالي 100 درهم للمياه وقد يكون أكثر حسب عدد أفراد الأسرة''·
وقالت فاطمة ''أغلبية المنازل في المنطقة قامت بتركيب فلاتر تنقية المياه على حسابها الخاص لمعالجة الملوحة و توفير شراء كارتون المياه بستة دراهم وأكثر''·
ولم يعد أبو محمد الذي يعيل أسرة كبيرة من 11 فرداً يحتمل وضعه فقد سأم من مشواره اليومي لمحل السوبر ماركت لشراء زجاجات المياه المعدنية لاستخدامها للشرب والطبخ بسبب ملوحة المياه التي تعاني منها المنطقة منذ أكثر من عامين''·
ويقول ''لم نعد نحتمل ففي ظل الأزمة الاقتصادية نعاني أيضاً من أزمة المياه في المنطقة وعند افتتاح محطة التحلية في شهر أكتوبر من العام الماضي، غمرتنا السعادة، إلا أن الفرحة لم تدم طويلاً فبعد شهر من تشغيلها تم توقفها بسبب المد الأحمر الذي ضرب شواطئ الساحل الشرقي في شهر يونيو من العام الماضي، وتم إعادة تشغيلها مرة ثانية ثم توقفت في 16 فبراير للعام الجاري''·
وكان نائب مدير الإدارة العامة للمنطقة الشرقية للشؤون الفنية المهندس أحمد الملا قد قال في تصريح لـ''الاتحاد'' إن هيئة الكهرباء والمياه بالشارقة تقوم حالياً بدراسات وأبحاث لإيجاد مصادر مياه أخرى بديلة لتشغيل المحطة التي توقف بها العمل أكثر من 3 مرات بسبب المد الأحمر لأن المحطة تعتمد على مياه البحر''· وقال إنه تم افتتاح المحطة لحل مشاكل ملوحة المياه التي يعاني منها سكان المنطقة منذ أكثر من عامين نتيجة زيادة الملوحة في الآبار التي كانت المنطقة تعتمد عليها بسبب قلة الأمطار وكثرة استخدام المياه بسبب التقدم العمراني·
وتغذي المحطة سكان المنطقة البالغ عددهم نحو 60 ألف نسمة ويصل استهلاكهم اليومي الى 4,4 مليون جالون·
وبلغت طاقة المحطة الإنتاجية 5,7 مليون جالون من المياه يومياً وبلغت كلفتها 155 مليون درهم وأن وقف التشغيل كان بشكل مؤقت وطارئ بسبب المد الأحمر·
وتشتكي هدى عبدالله من ظهور قشرة وتساقط الشعر واحمرار والتهاب العيون بسبب ملوحة المياه· وتؤكد منال سليمان عدم صلاحية المياه وأنها تقوم بشراء ثلاث كارتونات تحتوي على أربع قنينات سعة أربعة جالون·
أشرف صـاحــب بقــالة ذكــر أنه يبيع كل يوم من 10 إلى 20 عبوة مياه للمنازل ذات سعة 5 جالونات وخلال الأسبوع الواحد يصل لأكثر من 140 عبوة إلى جانب العبوات الأخرى·
عدد اليوم
