أنقرة تهدد باجتياح شمال العراق بعد الانتخابات

هدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بأن بلاده قد تتوغل في شمال العراق إذا لم تسفر مباحثات ثلاثية مع الأميركيين والعراقيين عقب الانتخابات التشريعية التركية المزمع إجراؤها غداً، عن إجراءات فاعلة لكبح أنشطة حزب العمال الكردستاني الانفصالي التي تنطلق من كردستان العراق· وأبلغ أردوغان قناة ''اي تي في'' الخاصة الليلة قبل البارحة أن نظيره العراقي نوري المالكي سيقوم بزيارة لأنقرة عقب الانتخابات لبحث مطالبة السلطات التركية بغداد بشن حملة على المسلحين الأكراد الأتراك· وقال ''المالكي يزور أنقرة عقب الانتخابات وسنجري مباحثات ثلاثية تشمل الجانب الأميركي· سنعمل للحصول على النتائج التي نتوقعها· والا فإننا سنقرر الوسيلة والأسلوب اللذين يحققا مطالبنا بالتشاور مع المؤسسات المعنية''· ولدى سؤاله عن إمكانية القيام بعملية عسكرية عبر الحدود عقب الانتخابات أكد أردوغان '' أي إجراء يمكن ان يحدث· قد يصعد الخيار العسكري ضد الانفصاليين بكردستان العراق الى أجندتنا· أي إجراء ضروري يمكن إجراؤه حالاً والحكومة تمتلك القدرة والامكانات لفعل ذلك وإذا كان لابد من التوغل داخل الأراضي العراقية، سنفعل ذلك بكل تأكيد''· وكانت تقارير أمنية قد تحدثت خلال الأيام القليلة الماضية عن حشد أنقرة نحو 200 الف جندي على حدودها مع كردستان العراق بينما طالبت بغداد الأربعاء الماضي بوقف قصف مدن وقرى محافظة دهوك الشمالية واللجوء إلى الحوار· من جانب آخر، أكدت السلطات التركية أمس الأول أن 1252 سلاحاً من بين الأسلحة التي صادرتها أثناء عمليات عسكرية ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني هي من الأسلحة الأميركية الممنوحة إلى قوات الأمن العراقية· وأوضح مسؤولو دائرة مكافحة التهريب والجريمة المنظمة في مديرية الأمن التركي في بيان، أنها أجرت تحقيقات وتحريات واسعة النطاق بالتعاون مع فرق استخبارات القوة الجوية الأميركية التابعة لوزارة الدفاع بخصوص الأسلحة المهربة إلى تركيا· وأشار تقرير للأمن التركي إلى أن قوات الأمن ضبطت أعداداً كبيرة من الأسلحة الأميركية الآتية من العراق، مضيفاً أن 12 ألف قطعة سلاح من مجموع 500 ألف من الأسلحة الممنوحة للعراق غير مسجلة في أي سجل رسمي· وقد سبق أن اعتقلت قوات الأمن أوائل يوليو الجاري شخصاً في محافظة ماردين اعترف بأنه ولمدة سنتين كان يهرب ويبيع الأسلحة التي منحتها الولايات المتحدة إلى قوات الأمن العراقية· كما اعترف أيضاً بأن الشرطي الذي اغتيل في إزمير في يناير الماضي قتل بأحد الأسلحة التي باعها للمسلحين· وأثبتت التحريات أنه مسدس من نوع وولتر ابتاعت واشنطن أعداداً كبيرة منه من ألمانيا، وأرسلتها إلى العراق· ويتطلب القيام بأي إجراء عسكري موافقة البرلمان التركي الذي سينتخب غداً علماً بأن الحزبين الآخرين المنافسين لحزب العدالة والتنمية (الشعب الجمهوري وحزب العمل القومي) يدعمان القيام بعمل عسكري ضد قواعد حزب العمـــــال الكردستاني في المناطق الجبلية الوعرة بشمال العراق·