الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

شادويل ·· امبراطورية النسب

شادويل ·· امبراطورية النسب
22 يوليو 2007 01:44
امبراطورية الحسب والنسب كانت اهم المحطات للوفد الإعلامي لسباق دبي الدولي للخيول العربية حيث زار الوفد اسطبلات شادويل للوقوف على امبراطورية النسب التي لا تغيب عنها الشمس· شادويل·· مزرعة مختلفة لاغراض خاصة جداً اهمها الحفاظ على السلالات من الانقراض عبر تقنية التلقيح الصناعي، وتعكس المزرعة النظرة الثاقبة لسمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم ورؤيته المستقبلة للخيول· وفي منطقة تتفورد كنا على موعد مع حبس الانفاس ونحن نشاهد مملكة التهجين، وفي البداية زرنا جناح الخيول المهجنة الستة الموجودة في المزرعة برفقة مارك زيبفل سايس الفحول بالمزرعة، وشملت الزيارة كلاً من الفحل ''جرين دزرت''، ''سخي''، وحافظ واكت ون ونايف· وشملت الزيارة منطقة مولتون حيث جناح مزرعة شادويل الذي توجد به مجموعة من الفحول العربية العائدة لسمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، وتضم ''بنجالي دي البرت'' وهو من اشهر الفحول العربية في السباقات وفي التهجين ايضاً، إضافة إلى ''اوريال'' الذي حقق العديد من الانتصارات، و''كاولينو'' الفائز بسباق دبي كحلية عام ،2004 وتجري الاستعدادات حالياً لارساله إلى اميركا خلفاً للفحل ''فالينا دو فابري'' الذي نفق في العام الماضي· فكرة اسطبلات شادويل تبلورت لدى سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم في أوائل الثمانينات من القرن الماضي، حيث كانت هناك ضرورة لإنشاء مزرعة لتربية الخيول وإخضاعها عملياً لمحك التجريب والاختبار، وذلك بإنشاء أول مزرعة لتربية الخيول التي يمتلكها، ويتولى فيها وضع خططها وتطوير مرافقها ورسم سياستها العامة حسب رؤاه الخاصة وتجربته الشخصية، وبالفعل أنشأ سموه مزرعة شادويل بعاصمة الخيل البريطانية نيوماركت· وكانت مزارع شادويل العريقة قبل أن تؤول ملكيتها لسمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم في عام 1984 عبارة عن مزرعة صغيرة تضم اسطبلين لرعاية الخيول هما ميلتون بادوكس واسطبل سنير هيل، ولا تتجاوز مساحتها 3500 فدان، غير أن تاريخ شادويل يعود إلى أكثر من ذلك، ويمتد عبر العصور الى القرن الماضي وتحديداً في عام 1885 حيث كانت مملوكة للجد الأكبر للسير جون واليدي ماسكر، وكانت تعرف وقتها باسم شادويل بارك كناية عن الحدائق الغناء والمروج الخضراء والمناظر الطبيعية الجميلة التي تحتويها المزرعة· أما اسطبل مولتون فقد اكتسب اسمه من الفحل الشهير ''مولتون''، الذي كان يقيم بذات المزرعة آنئذ والذي كان له شأن كبير في عالم الخيل وتحسين أنسال الخيول· وقام سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم بإحداث نقلة جوهرية في المزرعة لتصبح صرحاً مثالياً رائداً في صناعة وتربية الخيول، حيث تم إعادة توزيع الاسطبلين بتخصيص اسطبل مولتون ليكون مقراً للفحول العربية الأصيلة، بينما جرى تحويل اسطبل سينرهيل ليصبح مقراً لتأهيل الخيول المصابة والمعطلة التي تحتاج إلى رعاية خاصة بهدف اعادتها إلى دورة النشاط مرة أخرى· كما قرر سموه توزيع المزرعة بضم المزيد من الأراضي تقدر بحوالي ألف فدان، تشتمل على مساحات من المراعي والمروج الخضراء والأعلاف الطبيعية الضرورية لتنشئة الخيول· أعمال التطوير الأساسية بالمزرعة نجحت في الارتقاء بالمقومات الطبيعية لمزرعة شادويل كماً ونوعاً حيث ارتفعت مساحة المزرعة الى ستة آلاف فدان من المروج والمراعي والغابات والمسطحات الخضراء تقع مباشرة على سفوح الهضاب الجنوبية الغربية لمقاطعة نورفولك البريطانية التي تعتبر المهد الأول والرئيسي لصناعة الخيل البريطانية، وقد استمر سموه في آمال التطوير والتوسعة حيث اشترى ألف فدان اضافية لزيادة المراعي وتنويع مصادر العشب فيها، بالإضافة الى 500 فدان أخرى هي التي أقيم عليها اسطبل نانرى للفحول الذي يعتبر بمثابة العمود الفقري للمزرعة إذ تتواجد به كوكبة من أروع ما عرفته بريطانيا من فحول· وتعتبر مزرعة شادويل العربية أولى المزارع في العالم التي تأخذ بنظام التلقيح الاصطناعي، ونقل السائل الحيوي منذ إجازته عالمياً، ومنذ ذلك اليوم الأول لتطبيق هذه التقنية الحديثة فقد عمدت شادويل إلى تطبيق نظام التلقيح الاصطناعي بأحدث المواصفات الفنية الممكنة وباستخدام أشد الضوابط الفنية والقانونية في هذا المجال· ويعد السماح باستخدام هذا الأسلوب الحديث في عمليات التلقيح والتهجين فتحاً كبيراً بالنسبة لمستقبل الخيول العربية الأصيلة من شأنه الارتقاء بقدراتها وتحسين أنسالها بصورة كبيرة نظراً للسهولة المتناهية في الوصول بالسائل الحيوي لأجود أنواع الفحول، وأفضلها إلى الأفراس في كافة أرجاء العالم، الأمر الذي يزيح عقبة كبرى كانت تقف حائلاً أمام الملاك الذين لا يستطيعون الوصول بأفراسهم إلى الفحول التي يرغبون في التلقيح منها والفوز بذرياتها· ونسبة لامتلاك شادويل لأنقى السلالات العربية من فحول الصف الأول التي حصدت أكبر البطولات العالمية، فإن الإقبال كان كبيراً على فحولها، وإن الطلب عليها في تزايد مستمر سواء داخل الاسطبل أو عن طريق التلقيح الصناعي·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©