السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حوريات بزعانف بلاستيكية يتعلمن أبجديات البحر

حوريات بزعانف بلاستيكية يتعلمن أبجديات البحر
22 يوليو 2007 04:22
في أحد مراكز تعليم الغوص التقينا نواعم أحببن هذا البحر بما فيه وأحببن أن يكنّ حوريات بزعانف اصطناعية يخاطبن الأسماك المتلألئة ويحتمين في قصر المرجان ويصادقن الحيتان أيضا! سلامة الكعبي واحدة من الإماراتيات اللواتي عشقن عمق البحر وعشقن أعماقه، تقول عن الغوص: كان الفضول دافعي الأول لتعلم الغوص، جذبتني صور الشعب المرجانية في أحد البرامج الثقافية وأحسست أن مشاهدة ما أراه بالتلفاز سيكون أجمل لو شاهدته بعيني· صادف بعدها أن قرأت إعلانا عن مركز لتعلم الغوص· اتصلت بهم ورحبوا بانضمامي الى النادي، وبعد الزيارة الأولى قررت أنني أريد الغوص فعلا، ثم واظبت على الدروس النظرية قبل أن أجرب الغوص المبدئي في الحوض· وتتابع سلامة التي تطمح أن تكون مدربة غوص يوما ما: مازلت هاوية لكنني أصمم على تلقي المزيد من الدروس ومحاولة الغوص مرات ومرات· أود أن أصل الى مرحلة المدرب، كي أستطيع تعليم الراغبات الغوص بنفسي، ولكي أستمتع أكثر بجمالية الغوص وشعور الطفو والراحة الخاصة التي يحس بها من يدخل إلى عمق البحر· هواية وتحدٍ هدى سلمان فتاة أحبت الغوص أيضا، ومارسته منذ 3 سنوات كهاوية واجتازت أكثر مراحل تدريباتها بنجاح، وهي الآن تمارس الغوص الليلي والغوص في الأعماق· تتحدث عن الغوص بنوع من البهجة وتقول: الغوص هوايتي منذ زمن، تعلمته وأنا أحبه كرياضة، والغوص كأي رياضة يتطلب لياقـــــــة بدنية وله قوانـــــــين وقواعد، وله أسلوب خاص وإطار يمـــــارس من خلاله، وبالتأكيد له عدة مخاطر قد يتعرض لها الممارس بالضبــــــط كما رياضـــة كرة القدم أو ركوب الخيل أو غيرها من الرياضات· وتتابع: يخشى الكثيرون الغوص ويعتبرونه مجازفة بالنفس، ونوعا من أنواع التهور، لكن للغوص متعة خاصة، أثناء ممارسته تستمتع بعالم جميل لا يراه الإنسان العادي إلا بالصور والبرامج التلفزيونية· والغوص يتطلب القليل من الجرأة والكثير من التركيز وسرعة البديهة· بدأت هدى الغوص ببعض الخوف كما تقول: في الغطسة الأولى كنت مضطربة تماما كمن يقدم على امتحان مصيري، لكني وبمجرد الاعتياد على نور الكشافات التي يستعملها الغواص وجدت العالم السحري الذي طالما حلمت أن أراه بالعين المجردة، انتهى اضطرابي وزالت مخاوفي، استعملت البوصلة وحددت تحركاتي· كنت أغوص لعمق 5 أمتار وأنا مبتهجة وأشعر أني أنجزت الكثير· والطريف أني دون باقي الفريق الذكوري الذي رافقني يومها اتجهت لحطام سفينة وبدأت باكتشافه، وحين خرجنا الى سطح الماء بعد انقضاء المدة شجعني زملائي وهنأوني على ولوجي داخل بقايا السفينة فشعرت أني انتصرت على خوفي· الغموض يجذبهن محمد هاشم مدرب غوص يدرب حاليا 3 فتيات وقام بتخريج عدد كبير من الفتيات الغواصات يقول: الغوص هواية جميلة ومهنة تحمل أبعادا إنسانية معروفة، تقبل عليها الفتيات لأنهن ينجذبن دوما لتحدي المجهول ويرين فيه استكشافا لشيء غامض كبير هو ''البحر''· في البحر - كما يتابع محمد- يتساوى الرجل والمرأة، هما أمام نفس المهمة وعليهن أداء نفس الحركات والتحلي بنفس الصفات، وإن كانت النساء أكثر مثابرة وحرصا على تلقي الدروس وحضور المحاضرات من الرجال· يتعلم الغواص في البداية بعض المهارات التي تختلف كلما اكتسب خبرة أكثر عن طريق الدروس النظرية والتعرف إلى دور المعدات التي يستعملها في الغوص، مثل النظارة والقصبة وزوج الزعانف والأهم جهاز التنفس الذاتي تحت الماء الذي يحوي هواء مضغوطا وليس مجرد أوكسجين كما يظن البعض· ويتعلم أيضا دروس الغوص بشكل نظري في قاعات المحاضرات عن طريق عروض فيديو وشرح لقوانين وقواعد منظمة (بادي ) العالمية التي تعنى يترخيص الغواصين حول العالم· بعد الدروس النظرية ينتقل المتعلم لرياضة الغوص إلى الدروس العملية الأولى، وفيها يرتدي عدة الغوص كاملة ويغوص في حوض السباحة كي يكون تحت سيطرة ونظر المدرب وكي يستعد للغوص في المياه الضحلة ومن ثم الأعماق· في الحوض يتم التعرف على الأخطاء وشرح طرق تلافيها، كما يتعلم المتدرب طريقة الطفو والعوم في الماء مرتديا كامل بدلة الغوص· في المرحلة الثالثة يدخل المتدرب المياه الضحلة وينفذ عدد من الغطسات ويغوص بصحبة المدربين ويتعلم استعمال الأدوات ليعتاد البحر والضغط فيه، وبعدها ينتقل المتدرب للغوص في الأعماق وفي عرض البحر· يحاول المدرب أن يوصل الغواص لمرحلة يبدو فيها في عمق البحر مرتاحاً وكأنه يطفو على سطحه، وذلك بسبب انعدام الجاذبية· هذه الحركة يمكن من خلالها تميز الغواص الماهر لأنها من أهم المهارات التي يجب أن يتقنها الغواص ، فهي تمكنه من الاستمتاع بالغوص دون بذل أي جهد عال بحيث يمكنه الاستمتاع بالمناظر الخلابة وهو في مكانه، وأيضا تساعده على الصيد والتصوير تحت الماء بكل سهولة وبدون بذل جهد عالٍ·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©