السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ربّ أمٍّ لك لم تلدْكَ الأمهات أغلى الهدايا

ربّ أمٍّ لك لم تلدْكَ الأمهات أغلى الهدايا
16 مارس 2008 03:32
ثمة آيات عظيمة وأحاديث نبوية قدّست الأم وعظّمت دورها، كما نظمت فيها روائع من الشعر والنثر العالميين، غير أن الحقيقة تقول إنه ليس كل من أنجبت صارت أماً، فقد تنجب المرأة عشرة من الأولاد لكنها لا تصبح لهم أماً بمعنى الكلمة، وقد لا تنجب ولكنها تصير أماً للكثير من الأبناء بحنانها وعطائها· يقول المثل: ''ليست الأم من أنجبت، ولكن الأم التي ربّت''، وهو ما ينطبق على كثير من الأمثلة في حياتنا، فهنالك العديد من الأمهات اللواتي كن أمهات رائعات لغير أبنائهن· ويؤكد على هذه المقولة فادي زيدان بقوله: ''كانت والدتي صغيرة السن عندما أنجبتني، فتربيت في حضن جدتي ''والدتها'' التي غمرتني بالحنان، وأحسنت تربيتي وأعتبرها بمثابة أمي الحقيقية''· وتقول سماح عدنان: ''في الحقيقة إنني لم أعرف أمي الحقيقية إلا عندما كبرت، إذ تربيت في بيت أخي الكبير الذي لم ينجب، فكنت أناديه ''بابا'' وأنادي زوجته ''ماما'' في حين كنت أنادي أمي الحقيقية: جدتي، وللأمانة فقد قدم لي أخي وزوجته الحب والرعاية والحنان وكلّ ما أشتهي من الدنيا، واليوم بعد أن كبرت وأنجبت لا زلت أعتبر أن زوجة أخي هي أمي الحقيقية فهي التي ربتني واعتنت بي منذ كنت صغيرة''· وتتشابه قصة محمد سعيد مع سماح إلى حدّ ما حيث يقول: ''أمي التي أنجبتني موجودة أطال الله عمرها لكنني أعتبر عمتي أمي الحقيقية، فقد نذرت حياتها من أجلي أنا وإخوتي، وحرمت نفسها من الزواج لتعمل وتنفق علينا، وعندما أنهينا دراستنا الثانوية علمتنا في أحسن الجامعات، لقد كانت هي المعين والسّند لنا في الحياة ومهما قدمنا لها لن نوفيها حقها''· من عزّ البرد وحين تتحدث عن الأم تتذكر نادية صالح، من الأردن، قصة حدثت معها وهي صغيرة تقول: ''في أحد أيام البرد القارس كنت عائدة من المدرسة أنا وصديقتي، وفي الطريق اشتد البرد وهطل مطر غزير، فأخذنا نركض لنصل إلى بيوتنا بسرعة، كان البرد يصفع وجوهنا التي أصبحت من شدته حمراء، وكنا نبكي من البرد، وفجأة لمحنا سيدة كبيرة في السن ترتدي ثوبا أسود كانت تتقدم نحونا بابتسامة دافئة وقالت: تعاليْن معي حتى يتوقف المطر· ذهبنا معها إلى بيتها وكان قريبا، فأجلستنا قرب المدفأة ثم قدمت لنا حليباً ساخناً، ولمّا كانت ملابسي مبتلة بالكامل طلبت مني تبديلها وألبستني ملابس ولدها الصغير ففعلت، وعندما هدأ المطر رجعت وصديقتي إلى بيتينا، في اليوم التالي ذهبت إلى منزل تلك السيدة وشكرتها، وكنت أراها بين الحين والآخر في طريقي إلى المدرسة وكانت تخاطبني بقولها: ''أنت حسينتي'' فسألتها عن معنى الكلمة وأجابت أيّ ''أنت ابنتي''، ثم ما هي إلا شهور قليلة حتى توفيت المرأة فحزنت عليها كثيراً، واليوم أذكرها بين الحين والآخر فأترحم عليها ولا أنسى لها فضلها ما حييت، لقد كانت أما حقيقية ليس لأولادها وحسب وإنما للكثيرين''· أم أخرى تقول هيا مبارك: أمي سيدة رائعة بكل المقاييس فهي حنونة وصبورة وحكيمة، ولكن يوجد لديَّ أم أخرى، وهي أرملة تعرفت عليها من خلال زوجي كانت لي بمثابة الأم رغم أنها مختلفة كل الاختلاف عن أمي الحقيقية، فهي قوية الشخصية واجتماعية جدا وكل من يعرفها يناديها ''يَمّا''· هذه المرأة وقفت إلى جانبي في كثير من المواقف الصعبة التي مررت بها في حياتي، ولذلك فإنني في عيد الأم أتذكرها كما أتذكر أمي تماما· وفي الوقت الذي فقدت فيه آمال عيد والدتها وهي صغيرة، فقد وجدت من يعوضها حنان الأم: ''كانت والدة صديقتي بمثابة الأم لي فكنت أحس تجاهها مشاعر الأمومة الصادقة، وحتى بعد أن تزوجت وأنجبت ''لم أقطعها'' يوماً من الزيارات والمكالمات الهاتفية''· أما أم محمد التي توفيت والدتها وهي صغيرة أيضا، فقد وجدت أماً أخرى تمثلت في شخص أبيها رحمه الله: ''بعد وفاة والدتي وكنا صغاراً، عوضنا والدي حنان الأم فكان حنوناً علينا رغم قسوة زوجته، وكان يبكي إذا مرض أحدنا وظل يصلنا ويدعو لنا حتى توفي رحمه الله''· كل عام و أنتِ بخير أغلى هدايا عيد الأم روعة يونس أبوظبي- إنه يوم الهدايا، كيف لا وهو ''يوم الأم''· 21 مارس يوم مختلف حتى لأولئك الذين لا يقتنعون بتخصيص يوم واحد للأم، لأن كل الأيام ينبغي أن تكون لها ومسخّرة للعناية بها وتكريمها، ولهذا يسارع الناس خاصة الأبناء الى اقتناء الهدايا، فمهما كان نوعها أو شكلها أو حجمها أو لونها أو ثمنها، فهي هدية صغيرة للهدية الكبيرة في حياته: أمه، التي توجد ''الجنة تحت أقدامها'' نظراً لمكانتها وعظيم عطائها· لكن ثمة هدايا مميزة ومغايرة عما نعهده، لأن الهادي يكون وليداً صغير السن لا يملك أن يهدي والدته أكثر من ابتسامة تُشرق عليها في صباح يومها، فينوب عنه والده في المهمة· إنه الحب الذي يكنّه الرجل لزوجته التي يرى فيها - ربما- أماً ثانية له، يدفعه أن يقدم لصباحها هدية باسم وليدهما، لذا نجد الكثير من الأزواج في المراكز التجارية قبيل حلول المناسبة يسارعون الى اقتناء الهدايا· يقول الزوج طلال الذي كان خارجاً لتوه من مركز هدايا: ''هذه هي المرة الأولى التي أقتني فيها هدية باسم طفلتي سماء - لم تتجاوز بعد أربعة أشهر من عمرها- لوالدتها''· ويتوقع أنها ستفرح بها، وتجدها مفاجأة كبيرة لأنها لا تنتظرها، ويشعر أنه لو كانت ابنته أكبر سناً لكانت عبارة ''كل عام وأنتِ بخير يا ماما'' التي يقولها إخوتها الكبار، هي أغلى هدية على قلب زوجته، لذا اختار ساعة تصدر رنين معايدة: (كل عام أنت بخير) بعدة لغات متتالية، من بينها العربية والفرنسية والإنجليزية واليابانية، بصوت أطفال صغار''· أما الزوج أحمد فيقول ''إنه لا زال حديث عهد بالزواج ولديه توأم لم يبلغا العام من عمرهما بعد، واختار أن ينوب عنهما -بعد استشعاره موافقتهما- بشراء طقم مؤلف من قطعتين ''علب ضيافة كريستال'' حين يُرفع الغطاء عنهما يصدران موسيقى التهنئة التقليدية: ''يوم سعيد'' إذ ليس أغلى على قلب الأم في يوم عيدها العالمي أكثر من هدية ناطقة بالنيابة عن طفلها''· وفيما يخص هديته لوالدته يضيف: اخترت هدية مميزة، عبارة عن غطاء سرير ووسادة مكتوب عليهما ''نوم الهنا يا أمي''· في حين يقول محمد مبارك مسؤول المبيعات في واحد من أكبر محال الهدايا: ''إنه تتوفر لديهم هدايا خاصة بالمناسبة، ويتوقع نفاد الكمية لأن نسبة المبيعات ترتفع حالياً عن معدلها الاعتيادي حوالي 70% إضافة إلى كون الهدايا جميلة ومتنوعة الأصناف والأحجام والألوان، من ضمنها الكرة الأرضية التي ترمز في هذا اليوم بالتحديد إلى مكانة الأم حول العالم، وثمة ساعة مستطيلة تتربع عليها كرة أرضية صغيرة، بثلاثة ألوان أحمر وأصفر وأزرق تحمل دلالات الحب والتضحية والحنان والبهجة والعمق، تتراوح أسعارها بحسب الحجم إذ تبدأ من 500 إلى 1000 درهم، مستوردة من أوروبا خصيصاً لهذه المناسبة''· من جهة أخرى يشير نايف اليافعي مسؤول قسم الهدايا: ''إلى تنوع الهدايا الذي يتيح للأبناء الاختيار من بين نماذج وأفكار مدهشة متعددة، تبدأ بورود الصباح الباكر ثم بأطقم فناجين القهوة والشاي، ثم بأغطية الأسرّة والطاولات مكتوب عليها عبارات ودية بأكثر من لغة، فضلاً عن التحف المنزلية وأطقم المباخر والمرشات ودهن العود، والحقائب والعطور الأوروبية وساعات اليد التي تعني ''الأم سيدة الوقت'' تلبي أسعارها التي تتراوح من 100 إلى 10 آلاف درهم مختلف القدرات الشرائية''·بينما القيمة الحقيقية للهدية ليست في ثمنها، بل في معناها وفي قولها للأم: شكراً لكِ حبيبتي·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©