الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وقف الذهب

وقف الذهب
27 فبراير 2017 22:46
اهتم المسلمون بالوقف قديماً وحديثاً ونال منهم عناية خاصة واهتماماً كبيراً، لأنه يدخل في باب الهبات والعطايا التي يهبها المسلم في سبيل الخير والبر والإحسان، ودأب المسلمون على اختلاف مستوياتهم وشرائحهم الاجتماعية وبقدر استطاعتهم على وقف وحبس بعض ممتلكاتهم ليتم إنفاق ريعها على بناء المساجد وإصلاحها وتوظيف القيمين على بيت الله وتحفيظ القرآن وطباعة المصاحف. وبفضل الوقف شيدت العديد من المساجد والمآثر التاريخية، وانتشر العلم وتزايد عدد المدارس والمعاهد والمكتبات، ما ساعد الطلبة على تحصيل العلم والتفقه في الدين، وساعدت أموال الوقف في تحسين ظروف المحتاجين واليتامى والأرامل والمسنين والمعوقين، وعلى المستوى الاقتصادي، ازدهرت أشغال البناء والتعمير واستصلاح الأراضي بفضل أموال الوقف. وقبل أيام، أعلنت جمعية خيرية في دبي استفادة 64 عروساً من مشروع «وقف الذهب» الذي تنفذه هذه الجمعية، للتيسير على الشباب والفتيات المقبلين على الزواج، حيث تحصل الفتاة بالمجان على طقم ذهب كامل مكون من 14 قطعة لاستخدامه ليلة الزفاف، ثم تعيده إلى الجمعية بعد ذلك. وأشارت الجمعية إلى مشروع فستان الزفاف الذي استفاد منه العام الماضي 20 عروساً من 8 جنسيات مقيمة بالدولة، كإحدى الوسائل التي تساعد على توفير تكاليف الزواج على الشباب، ويقدم الفستان كهدية للعروس دون مقابل، وتحصل الجمعية على هذه الفساتين من محال نسائية وبعض الأسر المتبرعة، حيث تتقدم نساء ومحال بفساتين جيدة متوافرة لديها، وترغب في استفادة الآخرين منها، كنوع من المساعدة والدعم. ومشروع «وقف الذهب»، الذي استفادت منه 1000 مواطنة منذ تنفيذه في عام 2000، منهن 64 عروساً في العام الماضي، يستهدف تخفيف الأعباء المالية عن كاهل الشباب المقبلين على الزواج، ما يساعدهم على بناء بيت الزوجية دون الحاجة إلى الديون أو اللجوء إلى البنوك للاقتراض، حيث يوفر على الشاب شراء الذهب لعروسته، والذي يعد أحد المتطلبات التي تؤدي إلى ارتفاع تكلفة الزواج، وأن ينفق الشباب المبالغ فيما يساعد على استمرار ونجاح الحياة الزوجية، محددة أشهر أبريل ومايو ويونيو كأكثر شهور السنة إقبالاً على طلب طاقم الذهب ليلة العرس، نظراً لكثرة حالات الزواج بين المواطنين فيها. ولعل أفضل ما نوه إليه العلماء، أن الظروف الحالية التي يمر بها العديد من الدول العربية والإسلامية، توجب إعطاء الوقف دوره الحقيقي في المساهمة في جوانب الرعاية الاجتماعية، في ظل زيادة عدد الفقراء، واتساع نطاق الفقر في العالم الإسلامي، والوقف يعد من أهم الأساليب لعلاج هذه الأزمات. لذلك يطالب العلماء بالعمل على إعادة إحياء نظام الوقف في المجتمعات العربية والإسلامية ليعود إلى سابق عصره، حيث كان قديماً إحدى الركائز الأساسية للنهضة الإسلامية الشاملة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية. عمر أحمد - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©