الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الصداقة في شراكة العمل.. بداية النهاية

الصداقة في شراكة العمل.. بداية النهاية
23 يوليو 2007 01:34
تختلف طبيعة ومذاق علاقة العمل عن علاقة الصداقة والدراسة، وإذا كانت العلاقة بين الأصدقاء رائعة وقوية خلال مرحلة الدراسة، فإن الأمر يختلف في علاقة العمل، حيث يضطر المرء للدخول في تفاصيل عدة مثل الراتب والمهام الموكلة لكل طرف من الأطراف، وعندما تسوء علاقة العمل فإنها لا تسوء على المستوى المهني فقط، بل وعلى المستوى الشخصي أيضا، لذا غالباً ما يميل الناس إلى إبعاد أمور العمل عن صداقتهم· وتشير الوقائع إلى أن أسوأ المواقف في علاقات العمل تحدث في الشركات التي يمتلكها الصديقان مناصفة بينهما، فحينما تكون الأمور جيدة فإن العلاقة تكون جميلة ومثالية، والعكس صحيح· والسؤال الذي يفرض نفسه في ظل ما سبق: من هو الشخص المناسب ليكون بالقرب منك عند بداية مشروعك ؟·· يرى الخبراء أن الأمر يشبه الزواج، ففي بداية تأسيس الشركة تكون العلاقات قوية وعميقة جداً وتمضي مع شريك العمل وقتاً أكثر مما تمضيه مع عائلتك، وتتجلى لك في أثنائها الكثير من الطبائع والصفات الشخصية لشريكك المؤسس في عدة مواقف تتنوع بين الفرح والحزن والرضا والغضب وغيرها، وهذا يجعل كل من الصديقين الشريكين أكثر تفهماً لبيئة العمل التي تجمعهما· لكن الأمر ليس بهذه الروعة كما يتصور الكثيرون، حيث تشير ''إليزابيث مارك'' المتخصصة في علم النفس المهني إلى أن الأشخاص غالباً ما يقعون في مشاكل عويصة ومعقدة، بسبب اعتقادهم السائد بأن قضاء وقت ممتع مع أحد الأصدقاء في احتساء الشاي وتناول الكعك، يعني أنهم سيستمتعون معهم بالعمل لفترة تزيد قرابة الثماني ساعات يومياً، غير مدركين فعلاً أن الصداقة شيء والعمل شيء آخر، حتى لو تمت الأعمال في البداية بشكل سلس ومنظم، فإن المشاكل يمكن أن تنشأ فيما بعد· وتقول: إن النجاح الذي تحققه الشركات هو ثمرة تعاون الجميع، وهذا ما يغفل عنه المؤسسون، فلكل شريك مؤسس في الشركة دور مكمل للشريك الآخر، فهذا بارع في المحاسبة وآخر ملم بالمسائل القانونية، وثالث محترف في الشؤون الإدارية، وبعد مشوار طويل من النجاح يقرر الشركاء اقتسام كل شيء بالتساوي، بصرف النظر عن دور كل شريك، وهذا في الواقع أمر يصعب التطرق إليه بين الأصدقاء، ولكن أن حدثاً يؤدي إلى أن تقف مثل هذه الشركات القائمة على الصداقة عند نقطة معينة هي في كثير من الأحيان بداية النهاية· وتتابع: لتجنب الوقوع في المشاكل لابد من توضيح التفاصيل الدقيقة منذ البداية، انطلاقاً من صيغة العقد وكيفية إنهاؤه في حال رغب الأعضاء بذلك وحتى طبيعة سير العمل وانتهاء بالأهداف الموحدة التي تقود الشركة· إلا أن الواقع يؤكد أن لحظات الحماس التي ترافق ولادة مشروع جديد تجعل الشركاء يلغون التفكير بالمصاعب التي من المحتمل جداً أن تصادفهم وبدلاً من ذلك يعيشون أحلاماً وردية· يقول أحد أصحاب المشاريع: في النهاية هناك مثل قديم، وهو أنه لا ينبغي عليك الدخول في شراكة تجارية مع صديق، إلا إذا كان لديك الاستعداد لتخسره· ورغم ذلك يبقى أن مبدأ الشراكة في العمل يتيح الكثير من الفرص لتبادل كم من المهارات الثمينة والمعارف الغنية والابتكارات الحديثة، بشرط إدراك الحدود والفواصل على المستويين الشخصي والمهني·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©