السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لم تعد هناك محاذير

27 فبراير 2017 22:51
من قال بأن الرجل يجب أن يكون أكبر من الفتاة حتى تكتمل العلاقة بينهما. لم تعد النساء الأكبر سناً يظهرن كبيرات في السن بفضل التقدم الطبي والرياضة والحمية الغذائية والعناية الصحية والتجميلية، فأصبح بإمكان السيدة أن تظهر بهيئة أصغر عمراً. لم تعد هناك عوائق صحية تمنع السيدة الكبيرة في السن من أن تنجب. لم تعد هناك محاذير على المطلقات أو الأرامل من تكرار تجربة الزواج. لم تعد للنساء متطلبات كثيراً في اختيار الزوج، فهن يبحثن عن الرفقة الطيّبة، والمودة والألفة. بعض النساء يفضلن الرجال الأصغر سناً، والأقل تطوراً مهنياً حتى يركز اهتمامه عليها وعلى أعمالها وحتى أطفالها إذا كانت تملك الأطفال. من جهتهم، يجد الرجال الأصغر سناً النساء أكثر خبرة وتجربة في الحياة، خصوصاً في الحياة الزوجية، والناحية المالية. لو نظرنا إلى هذا الموضوع من جانب آخر وهو طبيعة حياة المرأة، فإن الحياة الاجتماعية والعادات والتقاليد تفرض طريقة محددة لتعامل المرأة مع الرجال أو الاختلاط معهم، ولهذا نجد أن المرأة العربية الشرقية تقع في فجوة فكرية كبيرة مقارنة مع الرجل، وحتى تتمكن من التخلص منها، فالأفضل أن ترتبط بمن هو أصغر منها أو يقاربها سناً حتى تتمكن من التقليل من هذا الفراغ الفكري، ويمنح الزوجة دراية بالعديد من مواقف الحياة وكيفية التعامل معها. أما ناحية الشكل الخارجي وآثار السنين فهي لن تظهر على المرأة فقط، بل ستظهر على كل كائن حي تعدّى الخمسين سنة من عمره، ومن قال بأن المرأة المحبة تهرم، فالمرأة لا تهرم بمرور الأيام والساعات والدقائق من عمرها، ولا تهرم من مشاكل الحياة ومصائبها، ولا من السكن في بيت مستأجر أو في منزل حماها، بل تهرم عندما يكون قلبها في مكان وجسدها في مكان آخر، وتهرم عندما تضطهد في بيت الزوجية، ولا يستطيع أن يتعامل معها، بل يأمرها كونه كما يقولون صاحب السيادة. تهرم عندما ترى زوجها يعامل جميع نساء الأرض برقّة ورقي، ويعاملها كأنها خادمة مستأجرة، وتهرم عندما ترى زوجها ينظر بلهفة للأخريات يتمعّن بهن وينساها إن كانت موجودة في المكان نفسه، كما تهرم عندما تحارب كي تسمّي بكرها على اسم حبيبها حتى تتغنّى وتشعر بأنوثتها مع كل نداء له، هكذا تهرم المرأة. هل نسينا رسولنا الكريم عندما تزوّج وهو في الخامسة والعشرين من عمره بالسيدة خديجة رضي الله عنها البالغة أربعين سنة، أي بفارق خمس عشرة سنة، وكان هذا الزواج هو الأعظم والأنجح على مر الأزمان، فكانت السيدة خديجة هي أول من آمنت به من شدة حبها له، ورداً على ذلك لم يتزوج صلّى الله عليه وسلّم إلا بعد وفاتها وفاءً لها، وهذا دليل على أن الزواج الناجح قائم على الاحترام والحب والصدق والتفاهم والاتصال الروحي ما بين الزوجين، ولم يكن يوماً من الأيام قائماً على فرق سن، أو شكل أو دراسة، ومَنْ أعظم من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم لنقتدي به؟؟ محمد أسامة- أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©