الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مهنة مسماها الوظيفي أم

مهنة مسماها الوظيفي أم
16 مارس 2008 03:47
''تقبض بإحدى يديها على قبضته الصغيرة، في حين تحمل الأخرى حقيبته''·· يمر هذا المشهد الصباحي أمام الكثيرين من دون أن يتوقفوا أمامه برهة لتأمل عظمة الدور الذي تقوم به الأم· عن نفسي لم يترك هذا المشهد آثاره العميقة إلا منذ فترة قريبة جدا· فصدق الحبيب المصطفى الذي قال: ''أمك·· ثم أمك·· ثم أمك·· ثم أبوك''، حين سُئل مَنْ أحق الناس بصحبتي؟· لم يكن التكرار عبثا ولا لغوا، فما تقوم به ''الأم'' من دور، قد يكون الأكثر عبئا في التاريخ· دور يحتوي كماً من المهن لا تحصى، مهن تكفي - بعيدا عن كل الأرقام التي تقال عن دور المرأة في التنمية- لتجعل من المرأة شخصاً مقدساً، أبى من أبى وشاء من شاء· لا تنتهي مهمات ''الأم'' مع بداية اليوم بإيقاظ صغارها للذهاب إلى المدرسة وتجهيز إفطارهم، وفك مشاجراتهم الصباحية، وترتيب هندامهم فقط، فهي تقوم بمهمة توصيل الصغار إلى المدرسة أو على الأقل الانتظار معهم حتى يأتي ''باص'' المدرسة ويقلهم· قد يعتقد البعض أن هذا المشهد الصباحي أمر عادي، لكن ليفكر به من لا يقوم به، وسيدرك صعوبة هذا الدور؛ فالضغط الزمني الواقع على الأم في تلك الساعات الصباحية قد يكون الأسوأ على الإطلاق، إذ بين إنجاز شؤون صغارها الصباحية في وقت محدود قبل الانطلاق إلى مدارسهم، وبين أهمية الوصول إلى المدرسة قبل موعد الطابور الصباحي، وبين حرصها على الوصول إلى مقر عملها في الوقت المحدد تعيش الأم دقائق صعبة وموتِّرة، يزيد من حدتها الازدحام المروري وصعوبة الحصول على سيارة أجرة، أو موقف إن كانت تقود سيارة، أو حتى عبور الشارع بصغارها في حال كان منزلها قريبا من المدرسة أو دار الحضانة!!· هذا المشهد نفسه يتكرر بعد انتهاء اليوم الدراسي، لكن بصعوبة أكبر حيث الشمس في كبد السماء ودرجة الحرارة مرتفعة، والأم تحمل أحياناً بعض الأغراض الخاصة بالمنزل مما يزيد من إرباكها وارتباكها، وتفاصيل أخرى يشعر بها من يقوم بهذا الدور خاصة وأننا نتحدث عن أطفال عادة ما تكون تصرفاتهم خارج نطاق السيطرة· ''أم''··· هذا هو مسماها الوظيفي، وتلك السطور قد لا تغطي سوى ثلاث ساعات من نشاطها اليومي مع صغارها، فيما تبقى مهامها الأخرى الموزعة على ساعات اليوم داخل جدران المنزل، لن تراها؛ ولذا حاول - إن عبرت إحدى تلك السيدات أمامك وهي تقبض على أطفالها بيدها، أو تحمل أغراضهم المدرسية فيما هم يسبقونها- أن تتأمل··· كيف ستكون الحياة بدونهن؟!
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©