آمنة الكتبي (عجمان) - يلعب الغش التجاري المتمثل في بيع الأجهزة الكهربائية المقلدة ورداءة التوصيلات دوراً رئيساً في نشوب الحرائق في المنازل والمحال التي تؤدي في كثير من الأحيان إلى وفيات وإصابات، وسط مطالبات بتكثيف الرقابة على الأسواق لوقف بيع هذه المنتجات.
وبين فينة وأخرى، يدور حديث حول انفجار شاحن هاتف متحرك أو جهاز تكييف أو سخان ماء، ما يتطلب بناء منظومة متكاملة لتعزيز البيئة الوقائية في المنشآت والممتلكات، ورفع مستوى التوعية ضد مخاطر الحريق الناجمة عن استخدام أجهزة غير موثوقة، أو الاعتماد على توصيلات كهربائية رديئة.
وروى المواطن محمد سالم ما واجهه من خوف عند حدوث تماس كهربائي في منزله بسبب استخدام جهاز شاحن اشتراه من السوق دون أن يعرف بأنه مقلد وغير أصلي، مناشداً الجهات المعنية بتشديد رقابتها على المحال التجارية التي تسمح ببيع هذه الأجهزة الخطرة والتي لا يدرك مستخدميها مدى خطورتها، خصوصاً أن السوق مليء بمثل هذه الأجهزة، والمستهلك العادي لا يستطيع التمييز بين الأصلية والمقلدة.
وقال المواطن إبراهيم البلوشي: نسمع كثيراً أخبار حوادث حرائق والتي قد تنشب في المباني السكنية أو المحال التجارية أو المصانع وذلك بسبب تماس كهربائي، معبراً عن اعتقاده بضرورة إجراء تفتيش دوري حول إجراءات الأمن والسلامة في المنازل والمباني، للتأكد من توصيل التمديدات الكهربائية بشكل سليم، والتأكد من سلامة الأجهزة المستخدمة وأنها مطابقة للمواصفات والمعايير وغير مغشوشة.
وأكدت المواطنة مريم عبيد أنه يجب نشر التوعية حول خطورة مشاكل التماس الكهربائي التي تتسبب بها الأجهزة الكهربائية المقلدة، لأن هناك كثيراً من الأشخاص يجهلها ويعرض نفسه وعائلته للخطر، ويجب على كل أسرة التمرين على الإسعافات الأولية لمواجهة هذا النوع من الحوادث الخطيرة.
رداءة التوصيلات
وأكد الرائد مصطفى سلطان ماجد آل علي رئيس قسم المراكز في الإدارة العامة للدفاع المدني في عجمان أن أكثر أسباب حدوث التماس الكهربائي هو رداءة التوصيلات الكهربائية، والتحميل الزائد للكهرباء، إضافة إلى أن توصيل التمديدات الكهربائية بطريقة غير صحيحة من قبل فنيين غير مختصين.
ولفت إلى أن الأجهزة المقلدة تشكل عاملاً مهماً في حدوث التماس الكهربائي، نظراً لرداءة الأجهزة المقلدة وعدم مراعاة اشتراطات السلامة عند تصنيعه.
وأشار إلى أن أهم إجراءات الأمن والسلامة في التمديدات والتجهيزات الكهربائية هي الالتزام بالتوصيلات والتمديدات الكهربائية السليمة وعدم التحميل الزائد للكهرباء.
وأوضح أن أبرز حوادث التماس الكهربائي التي وردتهم في إدارة الدفاع المدني بعجمان هي حوادث التماس الخاصة بأجهزة التكييف (السبليت) وسخانات المياه، وحوادث متعلقة بالتوصيل غير السليم للأسلاك الكهربائية.
وأشار رئيس قسم المراكز إلى أنه على الرغم من فرض الدفاع المدني شروطاً للأمن والسلامة على أصحاب المنشآت، إلا أننا نشهد حوادث كثيرة، بسبب عدم التزام أصحاب تلك المنشآت بالاشتراطات الوقائية من حيث صيانة أجهزة الإنذار في منشآتهم.
وأوضح: سابقاً لم يكن هناك قانون للتقيد بالاشتراطات، أما حالياً، فيوجد قانون من مجلس الوزراء رقم 24 يخالف المنشآت التي لا تتبع إجراءات الوقاية والسلامة.
وأوضح أن لوجود التمديدات القديمة التي تسمح بتسرب المياه أو الرطوبة دوراً كبيراً في الحوادث، ناصحاً أصحاب المنشآت بالتأكد من سلامة التوصيلات الكهربائية، واستبدالها في حال كانت قديمة، عبر استدعاء فنيين متخصصين وعدم السماح لمن ليس على دراية فنية بالعبث في التمديدات.
ودعا الجمهور إلى التواصل مع إدارة الحماية المدنية والسلامة في الدفاع المدني في حال الاشتباه بوجود توصيلات رديئة قد تؤدي إلى حدوث تماس كهربائي.
وذكر أنه إيماناً بالدور التوعوي وبما تقتضيه المصلحة العامة، يقوم فرع التوعية بتقديم دورات تدربية باللغة العربية والإنجليزية والأردو لكل قطاعات المجتمع القطاع الصناعي والقطاع التعليمي والدوائر الحكومية والمحلية بإجراءات الوقاية والسلامة العامة ومن ضمنها أخطار التماس الكهربائي سواء كان في مواقع العمل أو المنزل.
حملات مستمرة
وقال مصبح حمد المسافري نائب مدير إدارة الخدمات المساندة في دائرة التنمية الاقتصادية عجمان إن للأجهزة المقلدة دوراً كبيراً في حدوث مشاكل التماس الكهربائي، ونحن بدورنا في دائرة التنمية الاقتصادية بعجمان، نقوم بالإجراءات الإدارية ومراقبة تطبيق قوانين مكافحة الغش والتدليس وقانون العلامات التجارية.
إضافة إلى قانون الوكالات التجارية والتعدي على حقوق الملكية وذلك بالتعاون مع الوزارات الاتحادية المعنية وضبط وتنظيم مخالفات التعدي على الوكالات التجارية وتقليد العلامات التجارية والغش التجاري.
وتتضمن البضائع المقلدة والمغشوشة الأجهزة والمعدات الكهربائية والإلكترونية والمنتجات الاستهلاكية والمنتجات الجلدية والعطور ومواد التنظيف والبناء.
وأضاف المسافري: نحرص على إجراء تفتيش دوري لضبط المخالفين ومصادرة البضائع المقلدة ونرحب دائماً باستلام شكاوى المستهلكين الخاصة بحماية المستهلك ومتابعتها، مشيراً إلى رؤية الدائرة في توعية المستهلك على التمييز بين المنتجات الأصلية والمقلدة.
الغش منتشر
وقال أحمد خليفة المويجعي مدير إدارة الشؤون القانونية بغرفة تجارة وصناعة بعجمان إن ظاهرة الغش التجاري ألقت بظلالها على الأسواق المحلية في الآونة الأخيرة، وهي ظاهرة تستحق مواجهتها بقوة لما لها من مخاطر على الصحة العامة وحياة الجمهور، خصوصاً أن البضائع المعروضة بالأسواق كثيرة ويحتاج كشفها إلى مواصفات وخبرات خاصة لا تتوافر عند المستهلكين.
وأوضح أن غرفة تجارة وصناعة عجمان عملت بالتعاون مع الجهات والدوائر الحكومية ومنها وزارة الاقتصاد ووزارة الصحة وهيئة المواصفات والمقاييس والهيئة الاتحادية للجمارك ودائرة البلدية والتخطيط ودائرة التنمية الاقتصادية للقيام بدورها الإيجابي في مكافحة الغش التجاري والعمل على حماية المجتمع من آثاره المدمرة.
حيث إن هذه الظاهرة تستحق المواجهة الفعالة من خلال تطبيق إجراءات جمركية موحدة في جميع موانئ الدولة وتطبيق وتنفيذ كل القوانين التي تعالج هذه الظاهرة وتمنع تفاقمها وتهيئة الإمكانيات اللازمة فنياً وبشرياً لتفعيلها لكل وسائل الغش التجاري.
وأكد أن عدد قضايا الغش التجاري التي وردت إلى الغرفة ما يقارب 15 قضية خلال العام الماضي، موضحاً أن أكثر السلع المغشوشة هي الأجهزة الكهربائية والإلكترونية بأشكالها كافة.
وأكد أن الأجهزة الإلكترونية والكهربائية المقلدة تعرض حياة الناس للخطر، نظراً لرداءة جودتها والمواد الخام المستخدمة في صناعتها. وأوضح المويجعي أن لدى غرفة عجمان منهجية في التعامل مع مروجي العلامات التجارية المقلدة بحيث يتم تحذير الذين يقومون بهذا النشاط وبعد ذلك يتم إيقاف الترخيص.
وأشار إلى البرامج التي يتم تقديمها لنشر الوعي لدى أفراد المجتمع بأضرار وأخطار التعامل مع المنتجات المغشوشة أو المقلدة صحياً واقتصادياً واجتماعياً وتوعية النشء من خلال عدد من الفعاليات والندوات بجانب إقامة المؤامرات بذلك الصدد وكذلك طباعة النشرات التي تقوم على توعية الجمهور بالأضرار التي تصيبهم نتيجة استخدامهم الأجهزة الالكترونية والكهربائية المغشوشة.
وقامت الغرفة خلال العام الماضي بتنفيذ ندوة حول الغش التجاري بالتعاون مع وزارة الاقتصاد حاضر بها ممثلو الوزارات والدوائر المعنية بمسألة الغش التجاري والتي لاقت تجاوباً واستحساناً من ممثلي المحال والشركات وكذلك التجار والجمهور.
كما تم تنظيم معرض للغش التجاري يوضح السلع المغشوشة وكيفية التعرف عليها بهدف إشراك المستهلك في عملية مكافحة الغش التجاري، إلى جانب العديد من الفعاليات والبروشورات طوال العام.
الصعقات أخطر ما يسببه التماس الكهربائي
قال الدكتور عطا غسان عطا الخزنة اختصاصي الدماغ والأعصاب في مستشفى برجيل إن أخطر ما تسببه حوادث التماس الكهربائي، هو الصعقات الكهربائية التي تتفاوت آثارها بحسب قوة التيار الكهربائي ومدة التعرض له والحالة الصحية للشخص المصعوق.
وأوضح الخزنة أن الضرر الناجم عن الإصابة بالصعقة الكهربائية يتفاوت من حروق بسيطة إلى حروق شديدة إلى رجفة دائمة وعامة أو شلل موضعي أو الوفاة. كما يتفاوت ضرر الصعقة من شخص لآخر من حيث صحته العامة وعمره وكذلك مقاومته الكهربائية الخاصة به.
وحذر الخزنة المستهلكين من مغبة شراء الأجهزة غير الأصلية، نظراً للمخاطر الحقيقية التي قد تنجم عنها، مؤكداً أهمية معرفة أساليب الإسعاف الأولي للمصابين بالصعقة الكهربائية مثل تضميد الكسور والجروح وإيقاف نزيف الدم وإجراء التنفس الصناعي ومساج القلب، لذلك من الضروري الإسراع والمبادرة إلى تخليص الأشخاص من التيار الكهربائي حيث أن شدة الحروق ودرجتها تتعلق بالفترة الزمنية للتيار الذي يتعرض له المصاب.
عدد اليوم
