الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مسرح الطفل مشروع للرقي لابد من النهوض به

مسرح الطفل مشروع للرقي لابد من النهوض به
23 يوليو 2007 03:59
لا يزال مسرح الطفل يعاني الكثير، حيث لم يلق الاهتمام الذي نشهده في جوانب النتاج الإبداعي الآخر كالشعر والقصة والمسرح الدرامي··إذ تقام المؤتمرات وتنعقد الندوات وتطلق الجوائز لمختلف صنوف الإبداع إلا مسرح الطفل الذي يعد بحسب النظريات الحديثة من أهم الموجهات الفنية التي تعتني بعقلية الطفل وتوجهه، وهنا نسأل هل إن أسباب هذا التراجع - إن كان هناك تقدم حصل فيه - تعود الى أمور مادية أم إبداعية أم اجتماعية·· ''الاتحاد'' ناقشت هذا الموضوعه من خلال ثلاثة مبدعين في مجال مسرح الطفل وهم: فضل التميمي وفهد التميمي وعلي الجابري بوصفهم ممثلين شاغلهم الأكبر هو تقديم المزيد من المسرحيات الموجهة للطفل؛ مع كونهم من ضمن المؤسسة الثقافية في هذا المجال وهي ''مسرح ليلى للطفل'' في أبوظبي فكان التالي: المنجز المسرحي الفنان فضل التميمي يصنف واقع المسرح الموجه إلى الطفل ويقول: عايشت الثقافة المسرحية الموجهة للطفل سابقاً وحاليا ووجدت أن الطفل سابقا كان يرى على المسرح ما يسمعه من حكايات وقصص وعبر حكيمة من مجتمعه، أما الآن فإن الطفل بدأ يتغير في رؤاه بحسب تغيرات ومؤثرات مجتمعه، حيث ما يحصل من تقنيات وتطورات كمبيوترية، وإبداعات علمية بدأ يغير من وجهة نظره للمجتمع نفسه من مجتمع كان مغلقاً إلى مجتمع مفتوح وخليط من عدة ثقافات وهذا يترتب عليه الكثير من السلبيات والإيجابيات وعلى ثقافة الطفل تحديدا، فمن الإيجابيات هو عامل التطور الذهني للطفل وكمية المواهب المخرجة من أفكاره، أما السلبيات فمنها عدم تواصله مع المسرح وفقدان دفع الأسرة· كذلك امتصاصه ثقافات غريبة عليه فيتمسك بها فيفقد هويته· ثم يعلق فهد التميمي: أرى أن الطفل بدأ يبتعد عن المسرح كون المجتمع متسرعاً في تقبل التطور والتقنيات الحديثة التي تلهيه عن مشاهدة الثقافة المسرحية الموجهة اليه وضمن السلبيات أجد أن مسرح الطفل في أبوظبي صار يعتمد على ثقافة مختلطة ويبتعد عن هوية الطفل· مشاكل كثيرة أما علي الجابري فيقول: هناك مشاكل كثيرة تواجه أو تعيق انتشار مسرح الطفل، أولاً المقر بما يضم المسرح وتكاتف الممثلين ناهيك عن الميزانية الفقيرة، ومسرح الطفل ربما يحتاج ميزانية جيدة لتغطيته وهذا ضروري له اكثر من أنواع المسارح الأخرى بما يحتوي على الأغاني والمجاميع والاكسسوارات وتغيير الديكور المستمر، فكلها صعوبات تواجه إنجاز عمل مسرحي متألق، ولو توفرت هذه الأشياء للمهتمين بهذا القطاع لقدموا منجزاً ذا مستوى إبداعي كبير ومتنوع· المنجز الإبداعي وعن المنجز الإبداعي في مجال مسرح الطفل يقول فضل التميمي : لابد أن يكون هناك منجز إبداعي في أي ظرف أو حالة ما· فنحن نستعد لعرض عمل مسرحي مع قلة الميزانية والدعم المالي لمسرحنا وهذا العمل بعنوان ''تراث الأجيال'' نتمنى أن يرى النور إذا كان هناك من يدعمنا مالياً لإنجاز العمل وعرضه، وهذا سوف يعطينا حافزاً حتى نستمر على تأصيل هذا الفن الفريد والمهم في عاصمتنا (أبوظبي) فالعاصمة تعاني من قلة العروض المسرحية· فهناك فرق مسرحية مثل (مسرح أبوظبي) و(مسرح بني ياس) و(مسرح جمعية الفنون الشعبية) و(مسرح ليلى للطفل) تعاني من الدعم وعدم تحفيز ممثليها على تقديم ما لديهم من مشاريع إبداعية لقلة الموارد المالية· بينما يقول فهد التميمي: أرى أن أول مشكلة تواجهنا في (مسرح ليلى للطفل) هي قضية الدعم المالي ثم المقر حيث إن ما يصرف على العمل المسرحي الذي ننوي العمل به يساوي ما يصرف على مقر المسرح، لذا لابد من إيجاد حلول توفر لنا غطاء يحمي الممثلين من الحاجة والتقاعس· ثم يرد علي الجابري معقبا: هناك توجهات مختلفة حيث نلاحظ أن عدم توفر الامكانيات المقدمة جعل مسرح الطفل في أبوظبي شبه معدوم هذا مع عدم وجود مهرجانات تخص الطفولة في أبوظبي مما يحفزنا لأن نقدم أعمالاً جديدة· مسرح الطفل والتعليم أما عن مسرح الطفل والتعليم يقول فضل التميمي: أعتبر الجهات التعليمية هي أساس نشأة الطفل بعدها تأتي مهمة المسرح· فالتعليم هو الذي يعلم الطفل سمات وخصائص المسرح وليس المسرح إلا موجها لرغبات وأخلاقية الطفل·· وهنا يكتشف المسرح إبداعات الطفولة ومواهبه، هذا بالإضافة الى أن المسرح (متعة) تمتزج بالجانب الأخلاقي· ؟ وهل تم بينكم بوصفكم معنيين بمسرح الطفل في أبوظبي تعاون مع مؤسسات تعليمية وثقافية مختلفة؟ يقول فضل التميمي: نعم تعاونا مع جهات تعليمية فقد قدمنا ورشة عمل في مدرسة خاصة· وتعاونا مع وزارة التربية والتعليم فعرضنا مسرحية (سر الحجر) على طلاب المدارس· ويضيف فهد التميمي: أعتقد أن الجهات التعليمية لا تقصر بالدعم في حال قدمنا مشروعا لها يخص الأطفال، وسبق أن تعاونا للخروج بالطفل ذي الاحتياجات الخاصة ليندمج بالعملية الاجتماعية فتعاونا مع جمعية أبوظبي للمعاقين· على الجابري: نقول نعم إن هناك تعاوناً بين المسرحيين المهتمين بمسرح الطفل والمؤسسات المعنية بالثقافة مثل هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ووزارة التربية والتعليم· فهي توفر لنا قاعاتها لنعرض اعمالنا المسرحية مجانا، أما المنطقة التعليمية في أبوظبي فهي تخاطب جميع مدارسها لحضور عروضنا المسرحية· وعن مستقبل مسرح الطفل في ابوظبي يقول فضل التميمي: حالياً لا أجد إلا إنجازات شخصية يقوم بها الممثلون والكتاب بوصفها نتاجاً إبداعياً خاصاً، حيث لا يمكن إنجاز هذه الإبداعات والأفكار التي وصفناها بالشخصية مادامت الامكانات ضعيفة أو معدومة أو غير مسنودة· بينما يضيف فهد التميمي: أرى أن المستقبل سيكون على حساب ثقافة التعليم وليس المسرح إذ أن المسرح لا يدعم ثقافة الطفل مادام يعاني من المشاكل· ويقول الجابري: طالما توجد هذه المشاكل فلا يمكن أن ينهض مسرح الطفل بشكل قوي وصلب· فضل التميمي بدأ كممثل هاوٍ بالمجمع الثقافي 1993 ثم التحق بفرقة مسرح الاتحاد سابقا، والآن مسرح أبوظبي، ثم كون إدارة جديدة للمسرح عام 1995 مع صالح كرامة· بدأ بعرض أعماله في المقاهي والتجمعات الاجتماعية ثم انتقل إلى المشاركة في المهرجانات كأيام الشارقة الثقافية بأول عمل له بعنوان (زمن الإعلان 1995) من إخراج عبدالله الاستاذ وبعد ذلك استمر مع مخرجين في ورش عمل كان من بينهم جواد الأسدي وعوني كرومي وصالح كرامة، ثم دخل مجال التمثيل التلفزيوني والإذاعي واشترك ضمن كادر مسلسل (فايز التوش) و(خليل مهب الريح)، ثم رجع الى المسرح وتعلم على أيدي عوني كرومي كيف يكتب النص المسرحي والإخراج المسرحي فاشترك بعمل مسرحي بعنوان (القائل نعم القائل لا)· فهد صالح التميمي اكتشفه المخرج (سمير عساف) ضمن مجموعة شباب في المقهى بوصفها ورشة عمل مسرحي، وبعدها اعتمدته الورشة كعمل مسرحي متكامل أخذ خصائصه الدرامية فصار نصاً باسم (حديث المقهى)، وخلال هذه الورشة وبمشاهدة كبار الممثلين من ممثلي أبوظبي وهما (علاء التميمي) و(علي الجابري) ثم اعتماد مسرحية (في المقهى)كنص وهي من إخراج (جماعي) ضمن ممثلي المسرحية، ثم شاركت في أيام الشارقة المسرحية عام 1998 وحصلت بها على جائزة أفضل إضاءة وأفضل دور ثان، دخل في عمل آخر بعنوان (سر الحجر) موجه للأطفال، وكانت هذه المسرحية بداية اهتمامه بأدب الطفل· علي الجابري في سنة 1988 عمل مع عبدالله الاستاذ في مسرحية (غرباء في الوطن)، وكان عملا دراميا وهو في سن الرابعة عشرة من عمره· بعدها عمل مع مخرجين معروفين مثل جواد الأسدي في مسرحية (مندلي) ومسرحية (البانيو) ثم عمل مع عوني كرومي بمسرحية (القائل نعم، القائل لا) واشتغل مع ناجي الحاي في مسرحية (سوبر ماركت) التي عرضت أيام الشارقة المسرحية عام ،2004 وشارك في المهرجان المسرحي لمجلس التعاون للشباب في قطر بعمل للمخرج أحمد الأنصاري (بيت القصير)·· ومن المسلسلات (فايز التوش) (حاير طاير) و(آخر أيام العمر)· أما المشاركات في مسرح الطفل فكان أول عمل له هو (سر الحجر) لعبدالله الاستاذ و(سندباد) لمبارك الماشي·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©