الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طلع الخير

طلع الخير
16 مارس 2008 03:48
حين ينتصف يناير، تبدأ أشجار النخيل استعدادها لموسم العطاء، تخرج الفحول الطلع، وتبدأ النخلات بإبراز الطلع الأنثوي على استحياء انتظاراً لأيادي الجود التي تحمل ''شماريخ النبات'' من الفحول لربطها بين طلوع الإناث، واتمام عملية اللقاح التي لابد أن تتم كي ننعم بموسم رطب عامر بالثمار· تقول المهندسة موزة الشامسي من جامعة الإمارات (وحدة دراسات وبحوث تنمية النخيل والتمور): تعتبر شجرة النخيل من الأشجار ثنائية المسكن أو أحادية الجنس، أي أن الأزهار الذكرية تحمل على شجرة، والأزهار الأنثوية تحمل على شجرة أخرى، لذا لا بد من نقل اللقاح من طلع الفحل إلى طلع الأنثى حتى يتم الإخصاب وتعرف هذه العملية بالتلقيح· ولأن حبوب اللقاح التي تنتجها النخلة ثقيلة لا تنقلها الرياح، والأزهار المؤنثة ليس بها من الصفات ما يجذب إليها الحشرات مثل اللون الزاهي والرائحة العطرة، يجب أن تلقح النخلة بيد الإنسان· تلقيح يدوي وتتابع موزة: تعتبر طريقة التلقيح اليدوي متشابهة في معظم مناطق زراعة النخيل مع اختلافات بسيطة، وعادة تكفي حبوب لقاح شجرة ذكرية لكل 25 شجرة أنثوية، ويبدأ التلقيح في الدولة وفي معظم دول الخليج اعتباراً من منتصف شهر يناير للأصناف المبكرة ويستمر حتى فبراير ومارس في الأصناف المتوسطة والمتأخرة، ومن أفضل الفحول المعروفة في الإمارات: فحل السكة وغنامي وغريف وفحل مدينة العين والذي يعتبر الأفضل كماً وكيفاً، وهو فحل تم إكثاره في مختبر زراعة الأنسجة النباتية التابع لجامعة الإمارات العربية المتحدة باستخدام تقنية زراعة الأزهار· تلقيح آلي وكما تطور كل شيء بالعلم، تطورت أيضا وسائل تلقيح النخلة، ويشير المهندس محمد سالمين العلوي من جامعة الإمارات (وحدة دراسات وبحوث تنمية النخيل والتمور) الى عهد التلقيح الآلي الذي دخل منذ عدة سنوات وهو تلقيح يتم بطريقتين: الأولى ''بالعفارات'' وهي غبار الطلع الذي ينتزع من الأغاريض الذكرية المتفتحة أو التي سبق تغليفها في الصباح الباكر، وهي عملية يعرفها المجرب بالضغط على الجزء السفلي من الإغريض بالإبهام والسبابة، فإذا كانت الفرقعة خفيفة فيعني ذلك أن الأزهار داخل الإغريض ناضجة، ووجود رائحة مميزة عند فتح جزء من الطلعة يعتبر دليلا على نضوجها، بعد انتزاع الإغريض يجزأ إلى مجموعات، كل مجموعة مؤلفة من عدة شماريخ تنشر على ورق أو توضع في أوانٍ ضحلة وتترك لتجف طبيعياً ومن دون تعريضها لأشعة الشمس المباشرة، ثم بعد ذلك تعلق الشماريخ المنفوضة لتجف ثانية لمدة يوم أو يومين ثم تنفض مرة أخرى لاستخراج ما تبقى من حبوب اللقاح، وقد تمزج حبوب اللقاح بنشارة الخشب أو دقيق الحنطة أو أي مادة حاملة بنسبة 1 إلى 9 أو 10 عند استخدام العفارات في التلقيح· النوع الثاني هو التلقيح بالطائرات - ولا غرابة- ففيه تستخدم الطائرات في تلقيح المساحات الواسعة المزروعة بأشجار النخيل، وهذه الطريقة رغم نجاحها إلا أن الظروف الجوية المغايرة من رياح وأمطار وانخفاض في درجات الحرارة أثناء الطيران تؤدي إلى انخفاض نسبة إنبات حبوب اللقاح منها· عوامل نجاح التنبيت المزارع الخبير يعرف أن هناك عوامل لإنجاح عملية ''التنبيت''، أهمها الأحوال الجوية لأن ارتفاع أو انخفاض درجة الحرارة عن اللازم يؤدي إلى قلة إنبات حبوب اللقاح وبالتالي قلة المحصول، وأفضل وقت للقيام بتنبيت النخل هو وقت الضحى، واختيار يوم غير ماطر وغير ملبد بالغيوم، ويفضل الابتعاد أيضاً عن اليوم الذي تهب فيه الرياح لأن المطر يزيل حبوب اللقاح، وهبوب الرياح الحارة والجافة يؤدي إلى جفاف مياسم الأزهار وإفسادها كما أنها قد تزيل حبوب اللقاح قبل وصولها إلى المياسم الأنثوية· من عوامل نجاح التنبيت أيضا حسن اختيار كمية حبوب اللقاح، لأن لكل صنف حاجته الخاصة من الحبوب، ففي صنف ''النغال'' فإن أنسب عدد من الشماريخ الذكرية هو 3- 5 شماريخ لكل عذق أنثوي، بينما يحتاج صنفا ''البرحي'' و''الخصاب'' إلى 25- 30 شمروخا لكل عذق، أما بالنسبة لبقية أصناف النخيل في الدولة فتقع ما بين 3- 30 شمروخا لكل عذق· من المفيد أيضا عدم استخدام الطلع المبكر والطلع المتأخر في عملية التلقيح وذلك لأنها أقل حيوية من الطلع المتوسط على نفس الشجرة· بقيت الإشارة إلى أن التجارب التي أجريت في مناطق مختلفة من العالم أوضحت بأن تغطية الأغاريض الأنثوية قبل التلقيح يطيل فترة استقبال مياسم الأزهار لحبوب اللقاح من 10- 12 يوماً، وبشكل عام ينصح بإجراء التلقيح خلال الأيام الثلاثة الأولى من انفتاح الأغاريض المؤنثة على أن لا يتجاوز تأخير التلقيح لليوم السادس·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©