الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جزائري يحوِّل النفايات المنزلية إلى أسمدة عضوية

جزائري يحوِّل النفايات المنزلية إلى أسمدة عضوية
6 فبراير 2012
توصل الجزائري أحمد ميلاس (56 سنة) إلى ابتكار آلة صغيرة تستطيع تحويل النفايات المنزلية إلى أسمدة عضوية صالحة لتخصيب الأراضي الفلاحية، وحصل على براءة لاختراعه مؤخراً، وأقام ورشة صغيرة لتنفيذ مشروعه بمسقط رأسه بمدينة بَريكة (تابعة لولاية باتنة الواقعة 438 كلم شرق الجزائر)، إلا أن مشروعه لم يلاق بعد نجاحاً واسعاً بسبب ضعف التمويل. سنوات من البحث عن اختراعه، يقول ميلاس إنه “ثمرة سنوات عديدة من البحث والتفكير، امتدت على مدار 5 أعوام، بعدها تمكنت من تصميم هذه الآلة التي تستطيع تحويل النفايات المنزلية، إلى أسمدة عضوية مفيدة للفلاحة والبيئة”، مؤكدا أن أسمدته خالية تماماً من المواد الكيماوية التي تشتهر بها الأسمدة الاصطناعية الشائعة الآن في مختلف أنحاء العالم، والتي تخلِّف أضرارا للبيئة. وينبِّه إلى أن المقصود بالنفايات المنزلية هي تحديداً بقايا المأكولات المختلفة، وليس بقايا البلاستيك أو أية مواد أخرى كالحديد والزجاج وغيره، فهذه المواد لا يمكن الاستفادة منها في الوقت الراهن وهي غير معنية بمشروعه. وبعد التوصل إلى اختراعه، ونجاح كل التجارب التي أجريت عليه في مختبرات عديدة بالشرق الجزائري، شرع ميلاس في تحويل النفايات المنزلية إلى أسمدة بعد الحصول على قرض من الدولة لتمويله، وفتح شركة خاصة صغيرة أسماها “الشركة الجزائرية للأسمدة العضوية”، إلا أن المشروع لا يزال في بدايته ولم يشتدّ عودُه بعد، إذ لا يزال ينتج كمياتٍ محدودة، تسوَّق على نطاق ضيق. إلى ذلك، يقول ميلاس “أطمح إلى توسيع مشروعي وأنتظر دعماً مالياً من السلطات، لقد تلقيتُ العديد من الوعود من وزارتي الفلاحة والبيئة، وأنا أنتظر تجسيدَها لتسجيل الانطلاقة الحقيقية لمشروعي الطموح”. ويؤكد أن مشروعه سيعود بفوائد عديدة على قطاعي الفلاحة والبيئة معاً، فهو سيمكّن الفلاحين من أسمدة عضوية خالية من المواد الكيماوية المضرة بالأرض والإنتاج الفلاحي، وفي الوقت نفسه سيكون أحدَ عوامل الحفاظ على البيئة ومكافحة التلوث من خلال إيجاد حل ناجع يسمح بالاستفادة من النفايات المنزلية، بدل أن تتحول إلى عامل مزعج من خلال انتشار النفايات والروائح الكريهة على مساحات واسعة، فضلاً عن أن نجاحه وتوسّعه سيوفران الكثير من فرص العمل للشباب. يبدي ميلاس فخرَه الكبير بكونه تمكن من تحويل النفايات المنزلية إلى أسمدة، كما أنه من رواد تلك الصناعة في قارة أفريقيا كلها، وقد دخل مؤخراً في اتصالات مع مستثمرين إماراتيين لتوسيع مشروعه وإعطائه دفعة كبيرة من ناحيتي الإنتاج والتسويق، وخلافاً لباقي المخترعين الجزائريين الذين غالباً ما يبدون تحفظات من إنتاج اختراعاتهم في الخارج؛ فإن ميلاس لا يمانع نقل مشروعه إلى دولة عربية أخرى وإنتاجه هناك إذا تكللت محادثاتُه مع المستثمرين بالنجاح وتم الاتفاق معهم على كل النقاط التي لا تزال محل تفاوض بين الطرفين. مطالبة بالدعم وحظي ابتكار ميلاس في صالون المخترعين الشباب، بإعجاب الزوار ودعوا السلطات إلى دعمه بكل الوسائل وبخاصة القروض وحتى الهبات المالية لإنجاز هذا المشروع الذي سيمكِّن البلد من توفير كميات كبيرة من الأسمدة العضوية، في هذا السياق، يقول ميلاس “ابتكاري سيقلل استيراد الأسمدة الاصطناعية الضارة، فضلاً عن تحقيق فوائد أخرى كالقضاء على مكبات النفايات التي تحتل مساحات واسعة من الأراضي، ما يمكّن من الاستفادة من هذه الأراضي في إنجاز مشروعات أخرى بدل أن تحتلها النفايات دون فائدة، بل وتكون إحدى مصادر التلوث وانتشار الأوساخ التي تنبعث منها روائح كريهة وتجلب البعوض والحشرات والكلاب الضالة وبالتالي الإضرار بالصحة العامة”. من جهته، يقول كريم لمْهادة، وهو شاب اطلع على مشروع ميلاس إنه “مشروعٌ طموح سيقضي على مكبات النفايات الكبيرة التي تنفق عليها الدولة الآن الملايين لإزالتها بطريقة “الردم التقني” المعروفة، وتحويلها إلى ساحات وحدائق عامة، هذا المشروع الطموح سيجنب الدولة كل هذه الخسائر والأعباء المالية وكذا إهدار الوقت مستقبلاً إذا سارعت إلى تبنّيه ودعم صاحبه”.
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©