الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هبة قواص:موسيقاي تشبه أبوظبي

هبة قواص:موسيقاي تشبه أبوظبي
16 مارس 2008 03:50
تعتبر الفنانة اللبنانية هبة قواص من أوائل الفنانات الشابات اللواتي قدمن تجربة موسيقية وغنائية فريدة من نوعها في العالم العربي، فقد بدأت منذ نعومة أظفارها تعي المعنى الحقيقي للموسيقى وتتلهف للتأليف وليس للعزف أو الغناء فقط· وكانت أصغر قائد أوركسترا سيمفونية في العالم، وأصغر من تنال جوائز عالمية عن التأليف الموسيقي الحديث· هبة قواص سعت إلى تصحيح مسار السمع في زمن التلوث (السمعي والبصري واللفظي)· وعملت على نشر موسيقاها انطلاقاً من بيروت إلى كل العواصم العربية والعالمية، وكانت أولى خطواتها في ''أبوظبي'' فكان لهذه الإمارة حب كبير في قلبها، واليوم تخصها بأرقى المقطوعات الموسيقية التي وصل عددها إلى 21 مقطوعة وأغنية ستقدمها قواص مع فرقة بولشوي الروسية في الحفل الختامي لـ ''مهرجان أبوظبي للموسيقى والفنون'' الذي ينطلق في 16 الجاري· ''دنيا الاتحاد'' التقتها في بيروت وحاورتها حول خطواتها وتحضيراتها لهذا الحدث الكبير وعن رؤيتها للفن والموسيقى· ؟ كيف هي تحضيراتك لمهرجان أبوظبي للثقافة والفنون؟ ؟؟ لا أنام، لأن ليلة الختام مهمة، فأنا أحضر أعمالاً خصيصاً لأبوظبي، وأنا في مرحلة إعداد الكتابة والمؤلفات الموسيقية· أنهيت أمس مقطوعة موسيقية مدتها 15 دقيقة وأكمل الآن باقي الأغنيات· الأمر لا يقتصر على الموسيقى فلديَّ التصميم وهندسة الصوت، حيث جئت بعازف جيتار منفرد من اسبانيا وسيلعب معي، وهذه المرة الموسيقى فيها تنويع، وسيدخل صوتي مع الأوركسترا وسيدخل في الموسيقى ''جيتار صولو''، وهو أهم عازفي الجيتار في العالم خوسيه ماريا غياردو ديلريه· ومقابل الجيتار أيضاً هناك عود وآلات شرقية تنضم الى الأوركسترا السيمفونية التي هي أوركسترا ''بولشوي'' من موسكو وهي حدث بحد ذاته لأنها أهم أوركسترات العالم· ستكون في الحفل أعمال درامية وأعمال سمفونية قوية جداً وفي المقابل ستكون هناك أعمال وأغنيات رومانسية قريبة للسمع، وفيها أشياء شرقية جداً مأخوذة من المتصوفين مثل قصيدة الحلاج، كما سيكون هناك جسر موسيقي بين الشرق وأسبانيا والعمل السيمفوني· ؟ كم سيكون مجموع الأعمال الموسيقية والغنائية؟ ؟؟ هناك 21 عملا في فصلي حفل الختام، تتوزع بين ما سأغنيه وستعزفه الأوركسترا والجيتار· ؟ ستقدمين 21 عملاً في ليلة الختام، هل تجدين أن الجمهور جاهز لتلقيها؟ ؟؟ نحن نكون بأقصى الجهوزية لتحضير الأشياء لأن الوقت يداهمنا، فعندما نقول مهرجان يعني أن هناك تعدد حفلات وأنا في الختام· حلم تحقق ؟ تتحدثين بكل اهتمام عن هذا المهرجان؟ ؟؟ هذا الحدث يعني لي الكثير، لكن وجوده في أبوظبي يكسبه أهمية أكبر، فأنا أحب أن أؤلف موسيقى، لكنني أعمل بحب إضافي لأن الحدث في أبوظبي، فهي شكلت عندي دائماً مكانا لأعز أصدقائي الذين عادوا وفعّلوا الحياة الثقافية هناك· ربما كان هناك حلم قديم تحقق الآن وأنا أشارك في هذا الحلم· ؟ ألا تجدين أن حلمك انتقل إلى خارج لبنان؟ ؟؟ بل حققت حلمي في لبنان أولاً، لأنني قدمت أعمالي في بيروت ومع اوركسترا تتكون من قرابة 170 شخصا على المسرح، وأول مرة قدمت أعمالي كانت مع اوركسترا أوكرني، ثم مع الاوركسترا السيمفونية الوطنية اللبنانية، ولم يعد هناك داعٍ لآتي بالاوركسترا من خارج لبنان· وبعدها نقلت أعمالي إلى كل دول العالم· وما أقدمه في أبوظبي خاص بها، وأتمنى أن يسمح لنا الوضع في لبنان لتقديم عمل خاص ببيروت، لأنني أخبئ لها عملاً عظيماً· ؟ ما الذي ستخصصينه لأبوظبي؟ ؟؟ مجموعة مهمة من السيمفونيات والأغنيات، أبرزها - وهذا ما أعلنه للمرة الأولى - أغنية روحانية هي افتتاحية فيلم سينمائي قصير، تحمل عنوان ''أثرى بقلبي'' للشاعر والسفير السعودي عبد العزيز خوجة، وستكون من ضمن الأغنيات التي سأقدمها على مسرح المهرجان، وهي واحدة من الأغنيات اخترنا أن تظهر على شاشات التلفزيون قبل الحفل كنوع من التقديم لها· ؟ هل زرت أبوظبي لتستوحي من المكان أو تركت عاطفتك تتحكم بالتأليف؟ ؟؟ أبوظبي من الأماكن التي أحبها كثيراً ولدي معها علاقة رائعة· فأول حفل قدمته في مدينة عربية خارج لبنان كان في أبوظبي، وكان عمري وقتها 19 سنة، وهذه نقطة أساسية في ذاكرتي، ويربطني بها أصدقاء ''يحلّون'' المكان· وفي الوقت نفسه شاركت أبوظبي بحلم الموسيقى، ومهرجان أبوظبي للموسيقى والفنون من أجمل المناسبات، ونحن بانتظار دار الأوبرا التي تجهز والمسارح التي تعمر في جزيرة السعديات وهي رؤية إلى الأمام تجعل كل إنسان مثقف في العالم ينظر إلى هذه المدينة التي تسابق العصر وتبني تاريخها برؤية كبيرة جداً· هناك حب يرافق هذه الموسيقى وأتصور أن كل من اختلس السمع على موسيقاي التي ألفتها الآن، وهي بعنوان ''في طريق الضوء'' وهو عنوان أعلنه أيضاً للمرة الأولى، يقول إن الموسيقى تشبه أبوظبي· وأهدي هذه الموسيقى إلى هدى كانو التي تحقق الحلم لأنني رأيتها تسير إلى الأماكن لتشعل شعلة الضوء· ؟ نشعر في تأليفك الموسيقي أنك بعيدة عن التقليدية في الموسيقى الكلاسيكية المعتادة، إلى أي درجة تتمكنين من الدمج بين الإيقاع السريع والتقليدي؟ ؟؟ عندما نقول في الشرق (عصري) يعني شيئاً، وعندما نقول في أوروبا معاصر فهذا يعني نمطاً مختلفاً تماماً، أي تكون الموسيقى صعبة جداً ومعقدة أكثر من الموسيقى الكلاسيكية، وفيها أصوات لا تألفها الأذن· وشرقنا غني بالإيقاع المركب وليس البسيط وإذا اشتغلنا على ايقاعاتنا المركبة يصير هناك تعقيدات وتركيبات، وإذا عملت لأوركسترا سيمفونية تكون معقدة أكثر من الموسيقى المبسطة التي تسير على ''أربعة على أربعة'' أو خمسة على أربعة· فالموسيقى العربية فيها غنى إيقاعي كثير إذا عملوا عليها تعطي أكثر· أنا قمت بأسلوب الموسيقى العربية المركبة وقدمت أيضاً تركيبة الموسيقى العربية على ما هو مركب، أي أنه كلما سارت الموسيقى بإيقاع على درجة يقلب في الثالثة إلى إيقاع مختلف· كل هذا لأريكم أن هذه الجملة تعكس ما أكتب، وهذا الخليط الجديد الذي تتكلمين عنه لم يأتِ مني وحدي، فانا من يتلقى الأصوات الكونية ليس لي فضل فيها، بل أنا قناة نظيفة تمر فيها الأصوات· ومن جهة أخرى لدي مخزون من الموسيقى العربية والشرقية، ولدي العلم بالتركيبة السمفونية، كل هذا دون أن أقصد لأنني صرت بهذا الشكل، لهذا يقال إن موسيقاي ليست مثل الموسيقى الكلاسيكية التي اعتدنا عليها، وليست مثل الموسيقى العربية التي نسمعها· تجدد شرقي ؟ نلاحظ أن أي موسيقي يتأثر بالمكان الذي يدرس فيه، لكن هذا الأمر لم يظهر عندك خصوصاً أنك درست في إيطاليا، فهل لا تزالين متعلقة بالشرق؟ ؟؟ أنا سعيدة بأنك تفهمينني، قد يتهيأ للسامع من الخارج كأن هذه الموسيقى غربية، ولكن في الواقع لا· قد تصدمون إذا عرفتم ان أستاذي في التأليف الموسيقي هو فرانكو دناتوني، وهو بنى الموسيقى المعاصرة في أوروبا، وهنا يسألونني كيف أن استاذي دوناتوني واستطعت كتابة الموسيقى بشكل مختلف· ما يهمني أن أكون أنا، فمن لا يكون نفسه لا يكون إنساناً أصيلاً، وموسيقاي هي شرقية عربية متوسطية لبنانية لكن بقالب عالمي للكتابة الموسيقية· ؟ البعض يأخذ ميزورات موسيقية بحجة الاقتباس، وأنت في موسيقاك صار لديك ميزورات مبتكرة، فهل تسمحين لغيرك بأن يأخذ من موسيقاك؟ والى أي درجة أنت بعيدة عن الاقتباس؟ ؟؟ أنا أحب الاختراع وتقديم موسيقى خاصة بي، ولكن ما أحب عمله هو العمل على الموسيقى التراثية والفولكلور وقلبها وتطويرها لأعمال درامية كبيرة· ولا أمانع إن أخذ أحد ''كم ميزور'' ولكن بشرط أن يغيرهم ويطورهم لشيء آخر· ؟ هل تجدين أن الغرب خصوصاً النقاد تقبلوا نمطك الموسيقي الشرقي المتجدد؟ ؟؟ كل بلد مختلف عن الآخر، إلا أنه في العالم العربي يحب الناس صوتي مع أن الموسيقى التي أكتبها ليست خفيفة والناس في معظمهم يسمعون الأغنية أكثر مما يسمعون الموسيقى الخفيفة، فكيف إذا جئنا للموسيقى الأصعب وهذه لديها جمهورها، في وقت الأغنية منتشرة بشكل أوسع·· بينما في الغرب بالنسبة لهم الغناء والموسيقى متوازيين· عندما يتفرد المغني يكون حضوره على المستمع محبباً حتى لو لم يعرف الجمهور الموسيقى الكلاسيكية، فبمجرد أن يطلع الصوت ينفتح قلب المتلقي، أي أن الصوت البشري وقعه أعلى، وهو أهم آلة موسيقية طبيعية أوجدها الخالق· وينشد المستمع إلى أصوات الكورال في السيمفونيات لأن هذا الزخم بالأصوات يتحسس لها القلب البشري، وهناك أمر غريزي يوصل البشر مع بعضهم البعض· وأرى أن أجمل المستمعين هم في لبنان والعالم العربي، فعندما أغني في لبنان يكون فرحي مضاعفاً أكثر بكثير من المستمع الأوروبي· ؟ هل نتيجة تجددك كانت مرضية عالمياً أيضاً؟ ؟؟ عندما انتخبت في أوروبا أهم موسيقي معاصر في العالم سنة 2000 في كراكوف، كانت ردة الفعل عالية جداً، لأن هذه الموسيقى مختلفة عن كل ما يسمعون، لأن فيها صوتا جديدا، ومن الأشياء التي أثرت فيّ لغاية الآن ما أتذكره في سنة 2002 ليلة افتتاح مهرجان كراكوف، وقدمت موسيقى الافتتاح لمدة عشر دقائق، وفي المقابل بقي الناس يصفقون لمدة عشر دقائق، وكانت بالنسبة لي مثل الدافع إلى الأمام في الكتابة والتأليف الموسيقي· والأجمل ما كتب عني في اليوم التالي بأنها كانت أحدى أهم افتتاحيات العصر· ؟ جلت العالم ونلت اهتمام الإعلام، لكن نشعر في لبنان كأن هبة قواص تجلس في جهة والنقاد في جهة والجمهور في جهة أخرى، هل هي عدم الثقافة الموسيقية؟ ؟؟ من جــــــهة هناك تقصير مني، ومن جهة أخرى هناك انهيار إعلامي وليس ثقافياً، فبالنسبة لي لبنان في ذروة ثقافية بكل المستويات، والنهضة الموجودة في عصرنا لم يوجد مثلها من قبل· وما يخيف هو هذا الرخص الذي يسوّق بالقوة إلى المنازل، وأرى أنه سياسة موجهة إلى العالم العربي لتسطيح فكره·
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©