الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المشغولات الفضية إبداع من جنّة الخلد

المشغولات الفضية إبداع من جنّة الخلد
16 مارس 2008 03:52
إيقاعات زخرفية مشبعة بتفاصيل تراثية قديمة، وفضيات تتدلى بترف وأناقة لتعكس مهارة الأيدي التي صاغتها لإبراز التراث اليمني الضارب في عمق التاريخ· ففي لمعان السيوف وتوهج الوان العقيق اليمني وبريق ''الجنابيّ'' وإيقاع الخلخال اليمني الشهير يجسد الحرفي اليمني تفاصيل صياغة المشغولات الفضية ومهارته في تطويع معدن الفضة وتحويله إلى تحفة فنية· يقول الحرفي نوح علي صالح: لقد عرفت الفضة منذ العصور القديمة بأنها معدن زخرفي قيّم فهي من أكثر المعادن القابلة للسحب والطرق، ومن ناحية توصيلها للحرارة والكهرباء، فإنها تتفوق على كل المعادن الأخرى، فهي أكثر صلادة من الذهب ولكنها أنعم من النحاس· وقد ارتبط بها الانسان اليمني ارتباطا وثيقا حتى أبدع فيها وشكل منها تحفا فنية غاية في الدقة والمتانة، يمارس من خلالها حرفته التي يكسب منها قوت يومه· وعن علاقته بهذه المهنة يؤكد نوح: لقد ورثت هذه المهنة عن أجدادي ما جعلني أتشبث بها بغية الحفاظ على هذا الإرث الحضاري الذي تشتهر به اليمن· ورغم التطور الذي شهدته صناعة المشغولات الفضية إلا أنني ومثلي حرفيون كثر نهوى العمل بالطريقة القديمة، حيث نقوم بصهر خام الفضة أولاً ثم نصبه في قوالب خاصة، ثم نشكل القطعة المطلوب إنتاجها بأن نرسم عليها بقلم خاص ما نريده من الزخارف، وبعدها نبدأ الحفر بقلم النقش لعمل الخطوط والأشكال الزخرفية التي تتطلب مهارة ودقة في العمل· وعن الطريقة التي يستدل بها على وجود معدن الفضة يقول: عادة ما يستدل على وجود معدن الفضة من وجود كحل الأثمد نظراً لأن الكحل يتولد من بخار جوهر الفضة· وعن كيفية الاستدلال على الفضة الجيدة يضيف: كلما كان لون الفضة فاتحاً ولامعاً كلما دل ذلك على جودتها ونقائها وارتفاع سعرها، وعلى العكس كلما كانت ذات لون داكن وغير لامع كلما دل ذلك على أن نسبة النحاس بها عالية، وهكذا يمكن لأي مشترٍ أن يميز النوعية الجيدة من المغشوشة من خلال النظر·وتابع يقول: رغم بدائية الآلات المستخدمة في منتجات الحرف اليدوية إلا أن تراكم الخبرات والمهارات عبر الأجيال المتوارثة للحرفة، مكن الحرفي اليمني من أن يبدع في هذه المصوغات بإدخال الأحجار الكريمة عليها مثل العقيق والكهرمان والياقوت التي تحتضنها جبال اليمن، وإضافة إلى بعض النقوش الهندسية والنباتية المستمدة من البيئة· فشكل الاقراط والصدريات والأحزمة والخواتم والخلاخيل، والأساور والمرتعشة (حلي توضع على الجبهة في مقدمة الوجه أو تكسو عنق المرأة اليمنية) بالإضافة إلى المكاحل· والجنبيات أي الخناجر، وسميت كذلك لأنها توضع في جنب الرجل وهي جزء أساسي من الزي الشعبي اليمني
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©