الرمـان خفيف على القلـب شـديد عـلى المـرض

تتصف الفاكهة عموماً على اختلاف أنواعها بالمذاق اللذيذ، ومعظمها له هيئة جميلة محببة إلى الناس، إنما فاكهة الرمان تعد إحدى أجمل الفواكه شكلاً ومذاقاً، فضلاً عن تعدد فوائدها· تعتبر شجرة الرمان من الأشجار الصغيرة حجماً المديدة عمراً، انتشرت زراعتها في كثير من البلدان العربية، والدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط وإيران والهند· شكلها كروي ذات جلد قرمزي اللون، ويحوي غلاف هذه الثمرة اللذيذة المذاق المئات من الحبوب المائية اللامعة الحمراء أو البيضاء، وفي كل حبة بذرة صلبة أو لينة كما في الرمان ''التونسي'' وفقاً للنوعية والصنف· أما قشور الرمان الجلدية، فتحتوي على مادة ملونة دابغة استخدمت للصباغة منذ مئات السنين، وهي مادة داكنة اللون استعملت في الماضي وما زالت تستعمل حتى الآن في دباغة الجلود والحرير كمادة صبغية· ورد ذكر الرمان في القرآن الكريم في سورة الرحمن: ''فيهما فاكهةٌ و نخلٌ ورمان فبأي آلاء ربكما تُكذبان''· كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ''ما من رمانة إلا ولقحت من رمان الجنة''· فيتامينات ومقويات تسمى أزهار الرمان بالجلنار أي ''ورد الرمان'' بالفارسية، كما عرف باللغة الفرعونية باسم ''رمن'' أي الغني، وقد يكون القصد الغني بالفوائد، تلك الفوائد المتعلقة بخصائصه التي يشير إليها موقع وزارة الزراعة في سوريا موضحاً التركيبة الكيميائية للرمان، كما أوردتها اللجنة الفاحصة المقررة: ''يحتوي الرمان على مواد عفصية ومقويات بنسبة 20-25% وأهم مركبات هذه المجموعة: كازورين و بونيكالاجين و بونيكا كورثين التي تساهم جميعها في تقوية وتغذية أعضاء الجسم، كما يحتوي على 25-30% مواد عضوية، ومعادن مثل الفوسفور والبوتاسيوم والكالسيوم والمنجنيز والحديد والكبريت ومواد دهنية ومواد سكرية وحمض الليمون وماء بنسبة 85% ومواد بروتينية وفيتامينات .A-B-C فوائد صحية يقول الدكتور عبد الباسط محمد السيد أستاذ مادة الجراثيم والميكروبات في جامعة القاهرة، في مؤلفه ''التداوي بالنباتات والطب النبوي'' عن فوائد الرمان الصحية: ''للرمان خواص هاضمة ممتازة لارتفاع نسبة الأحماض العضوية فيه وخاصة بالنسبة لهضم الأطعمة الدسمة، وعلاج الإسهال الحاد، كما يساعد الأمعاء على التخلص من فضلات المآكل الغليظة، ويعد مصدراً غنياً بمضادات الأكسدة التي تقوم بدور مهم في وقاية الجسم من الأمراض المزمنة كأمراض القلب والأوعية الدموية وتصلب الشرايين· وعلاج حالات الحمى الشديدة والصداع وضعف البصر· بينما عصير الرمان يلين الأمعاء، ويساعد في تنظيف مجاري التنفس، ويشفي من عسر الهضم ويعمل بفاعلية على منع تشكيل حصوات الكلى وطارد للدودة الشريطية· وهو مقو للقلب، يساعد في علاج التهاب اللسان والحليمات الذوقية، وكذلك الوهن العصبي والتهابات الأغشية المخاطية· أما المعجون منه ''دبس رمان'' فهو خير الأحموض المحفوظة التي تضاف إلى الطعام ويستعمل طبياً لمعالجة أمراض الفم واللثة لأنه يعمل على تطهيرها، إضافة إلى مذاقه الحسن فاتح الشهية''· أنواع مختلفة تستورد أسواق الخضار في أبوظبي شتى أنواع الرمان من عدة بلدان عربية وآسيوية وأوروبية، بمختلف المذاقات الحامض والحلو والمتوسط ''المزّ'' إذ تُرصف حبات الرمان في صناديق كرتونية أو خشبية، تضمها جنبات سوق الميناء في أبوظبي· يقول عبد المجيد كولوجي أحد باعة الفاكهة والخضار في السوق: يتوفر في السوق نحو 20 نوعاً من الرمان منه الحلو ومنه الحامض ومنه ''المز''، وهي تستورد من لبنان وسوريا وتونس والمغرب ومن دول آسيوية كإيران والهند والصين، فضلاً عن أنواع أخرى من الرمان بمختلف أحجامه مستوردة من دول أوروبا الغربية· يباع الكيلوجرام الواحد بحسب مصدره وجودته، حيث يتراوح سعر الكيلوجرام ما بين 5-10 دراهم· وتصل عدة حمولات يومية من الرمان إلى السوق بحيث لا يمر يوم من دون أن يستقطب السوق ما لا يقل عن 500 كيلوغرام من الرمان''· أما مدير المحل أبو فهد الصوالحة، وهو في الأصل مزارع عمل طويلاً في الزراعة ومن بينها زراعة الرمان، قبل استقراره في أبوظبي، فقال: تعمر أشجار الرمان نحو 55 سنة، ولا تعلو في أفضل حالاتها أكثر من 3 أمتار، وتعطي محصولاً جيداً بعد زراعتها والعناية بها بثلاث سنوات، بينما أقصى محصول تنتجه يأتي بين 7-9 سنوات من عمرها· تنضج ثمار الرمان في البلدان العربية بداية شهر أغسطس ويستمر موسمها حتى نهاية شهر سبتمبر، لكن أسواق الفاكهة في الإمارات لا تخلو منه على مدار العام، لأنها تستورده من نحو 20 بلدا كل منه بنوع مغاير، يصل أسواقها من مختلف القارات شرق آسيا وغرب أوروبا وشمال أفريقيا، ويتميز الرمان التونسي بأن حبات الثمرة شفافة دون نوى ويميل إلى اللون الأبيض، بينما الرمان الهندي ، الايراني والشامي الأكثر استهلاكاً''·