الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الإنترنت تلتهم المجلات المتخصصة

24 يوليو 2007 00:51
بعد تسع سنوات من النجاح، سوف تتوقف مجلة (بيزنس 2,0) Business 0.2 الأسبوعية الاقتصادية والتابعة لمجموعة ''تايم'' الأميركية عن الصدور تماماً عقب طرح عدد شهر سبتمبر المقبل الذي سيكون الأخير· جاء ذلك في تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز مؤخراً أشارت فيه إلى أنه فيما تواصل الشركات التكنولوجية تحقيق المزيد من المكاسب في سوق وول ستريت وحيث حقق مؤشرها العام للأسهم أعلى مستوى له منذ ست سنوات ونصف، فإن مجلة (بيزنس 2,0) وجدت نفسها في مواجهة كابوس ثقيل تجلى في انخفاض الصفحات الإعلانية فيها بمعدل 31,4 بالمئة خلال شهر يونيو الماضي بالمقارنة مع الشهر ذاته من العام الماضي·واشتهرت بيزنس 2,0 ، التي ترأس تحريرها من قبل كريس اندرسون رئيس التحرير السابق لمجلة إيكونوميست ، بمقالاتها المتميزة حول إحصائيات الأعمال السنوية· وكانت مجلة (فوربس) نشرت الأسبوع الماضي تقريراً تحليلياً أشارت فيه إلى أن العديد من المجلات المتخصصة الأخرى تعاني من مشاكل مشابهة بما فيها مجلة (بي سي ماجازين) PC Magazine التي تعد من أوائل المجلات المتخصصة بعلوم الكومبيوتر إلا أنها عانت خلال شهر مارس الماضي من انخفاض صفحاتها الإعلانية بمعدل 33,5 بالمئة عن نفس الشهر من العام الماضي مما دفع رئيس تحريرها إلى الاستقالة· ويقول التقرير إن السبب المباشر المهم لهذا الواقع المؤلم الذي آلت إليه أحوال المجلات المطبوعة يكمن في أن (الدولارات الإعلانية) أصبحت تصبّ في خزائن الشركات الكبرى المتخصصة بالإعلان على الإنترنت وعلى رأسها شركة (جوجل)· ويمكن أن تفسر هذه الظاهرة أيضاً سبب الارتفاع المتواصل في أسعار أسهم الشركات التكنولوجية التي تستأثر بالمزيد من مساحة السوق الإعلانية· وتمتلك (جوجل) الآن الكثير من المواقع المتخصصة بإنجاز خدمات معينة منها مثلاً موقع google-AdSence الذي يجذب الكثير من المبحرين وحيث كتبت على واجهته الجملة المعبرة التالية: (إن هذا الموقع يمكنه أن يضيف المادة الإعلانية إلى محتوى موقعك على الإنترنت وبحيث تكسب المزيد من المال كلما نقر أحد على إعلانك)· ويمكن تفسير ظاهرة انتقال الشركات والمؤسسات الإنتاجية أو الخدمية عن الإعلان على صفحات المجلات المتخصصة إلى الإعلان على الإنترنت في أن الإعلان الإلكتروني يمكنه أن يصل إلى شريحة أكبر من الناس· كما أنه أكثر بساطة، وتكلفة تصميمه أقل بكثير، وهو يضمن الدخول بالمنتج الذي يتم الإعلان عنه إلى الأسواق بشكل فوري وبطريقة جذابة· ويضاف إلى ذلك أن الإعلان على الإنترنت يخاطب مختلف الشرائح الاجتماعية فيما يقتصر الاهتمام بالمجلات المتخصصة بفئة محدودة من الناس· وأصبح في وسع المعلنين الآن التحقق من عدد مرات الدخول إلى صفحاتهم الإعلانية بطريقة إلكترونية فيما لا يكون تحديد العدد الدقيق لقراء صفحة إعلانية من مجلة متخصصة أمراً ممكناً على الإطلاق· وليس الغياب التام لمجلة (بيزنس 2,0) عن الساحة الإعلامية الاقتصادية إلا مؤشراً مهماً على التغيّر الكبير الذي تشهده الصناعة الإعلانية؛ ولا بدّ أن يكون هذا الحدث متبوعاً بإعلان مجلات أخرى التخلي عن الحرب الخاسرة مع محركات البحث والمواقع الإعلانية التي أصبحت تقودها شركات استمدت قوتها من قوة الإنترنت وقدرتها العجيبة على الانتشار·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©