الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإشاعة كذبة سوداء

الإشاعة كذبة سوداء
16 مارس 2008 03:55
ظاهرة وجدت لنفسها منبتاً خصباً للتغلغل في المجتمع، ظهرت في زمن القيل والقال، وزمن الأكاذيب، باتت كل عبارة فيها قابلة للتصديق، تنتقل من شخص إلى آخر من دون أن يكون لها معايير للصدق· من أخطر الأسلحة الفتاكة والمدمرة للمجتمعات والأشخاص، وكم أقلقت أبرياء، وحطمت عظماء، وتسببت في جرائم، وفككت علاقات وصداقات؟ انها الإشاعة التي تمارس تأثيرها على نحو أكبر مع تزايد التطور التكنولوجي، فـ الموبايل و الإنترنت باتا وسيلة من وسائلها بعد أن كانت الألسنة تقوم بالمهمة· الإشاعة كانت مدار حوار بين الأعضاء في المنتديات فماذا قالوا؟ يقول'' مصطفى معروفي'' من منتدى طموح إن الإشاعة سلوك يمارسه البعض إزاء البعض الآخر بهدف تدميره وتحطيمه· وتعتبر من الأمراض الاجتماعية الفتاكة التي تعيث في المجتمع فسادا، وتزرع بين الأفراد الضغينة والكراهية، وبالتالي تؤدي إلى قطع العلاقات الحميمة وانتهائها· كما انها ''الإشاعة'' تكون عادة بدوافع وبواعث متعددة لا يمكن حصرها في هذه العجالة· لكن'' شحرورة'' من منتدى العالم لها وجهة نظر أخرى فهي ترى ان سلاح الإشاعة سرعان ما يفتك بالشخص إذا كان غير واثق من نفسه، فيصبح عرضة للوساوس والهواجس اللاذعة والمؤرقة· أما إذا كان على العكس من ذلك فإن مفعول الإشاعة عليه يكون عديم التأثير أو على الأقل ضئيل المفعول، لأن الثقة بالنفس بمثابة حصن منيع يحول دون تسرب الإشاعة إلى نفسه· أما ''عود اللبان'' من منتدى الأسرة والمجتمع فتعتقد انها إحدى المشكلات التي يعاني منها المجتمع العربي، والتي يصعب جداً كبح جماحها والترويج لها· فالإشاعة هي إطلاق العنان للأخبار الملفقة والاتهامات الكاذبة، واختلاق القصص والروايات عند سماع كلمة عابرة أو استراق السمع إلى متحدث، وبالكاد يلتقط هذا المتجسس هذه الكلمة حتى يرخي العنان لحبل أفكاره فينسج القصص والحكايا الطوال· وتجد ''ارجوانا'' من المنتدى نفسه أن الإشاعة مرض نفسي يصيب الإنسان الذي لا يملك هدفاً معيناً لحياته يسعى إلى تحقيقه· ولا تستبعد أن يكون لمطلق الإشاعة هدف غير صالح، كأن يقوم بنشر إشاعة عن شخص يحمل له الكراهية عامداً متعمداً إيذاءه وتشويه سمعته· ويميل ''المنسي'' من منتدى السهر إلى أن الإشاعة تنتشر من دون أن يتأكد أحد من صحتها، والعجيب أن أغلب الناس يصدقونها أو يأخذون الجانب السيء منها، الى أن تصبح في النهاية رواية واقعة رغم أنه ليس لها أساس من الصحة· ويشارك ''مواعيد الغرام'' من منتدى أيام ليؤكد أن الإشاعات فى الوقت الحاضر انتشرت بشكل ملحوظ وملموس، بل والغريب في الأمر انه أصبح هناك نوع من التحدي والتفاخر فيمن يظهر الإشاعة ويتداولها من دون أن يفكر في ضررها الرهيب· ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل هناك أناس همهم الإبداع والتفنن في نشر الإشاعة وحبكها وتضخيم حجمها، لتظهر كأنها حقيقة يسهل على الناس الاقتناع بها، وغايتهم من ذلك الضحك واللهو لكن أي لهو؟! إنه اللهو المدمر الذي يفتك بالإنسان والمجتمع·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©