تركيا: العدالة المنتصر مصمم على رئاسة جول

قدم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوجان امس استقالة حكومته الى الرئيس احمد نجدت سيزر وفقا للأعراف بعد انتهاء الانتخابات التشريعية حيث كلف بتصريف الاعمال حتى تشكيل الحكومة الجديدة والتي ستكون الستين منذ قيام الجمهورية عام 1923 بعد اعلان النتائج رسميا خلال الايام المقبلة· وقال اردوجان المنتظر ان يكلف مجددا بتشــــــكيل الحكومة بعد فوز حزبه ''العدالة والتنــمية'' الكاسح في الانتخابات ان الجهود الرامية الى التنمية والتطوير ستتواصل بتصميم في ظل الحكومة المقبلة، مشيرا الى انه اجرى مكالمة هاتفية مع زعيم حزب الشعـــــب الجمهوري المعارض دونيز بايكال· واذ يتوقع ان تكون المهام الاولى للبرلمان الجديد في جلسته المرتقب عقدها في الثالث من اغسطس اانتخاب رئيس جديد لتركيا وهي المسألة التي فجرت الازمة السياسية في الربيــــــع وادت الى الدعوة لانتخابات مبكرة حين سعى رئيـــــــس الوزراء الى فرض مرشحه وزير الخارجية عبدالله جول للرئاسة· ورأى اردوجان امس ان الخلاف بشأن المنافسة على منصب الرئيس يمكن حسمه دون توترات، مشيرا الى انه سيبحث مع جول ما اذا كان سيظل مرشحا عن حزب ''العدالة والتنمية'' لهذا المنصب، وقال ''سنحل هذه المسألة (انتخابات الرئاسة) دون توترات··رغبة جول نفسه وافكاره مهمة جدا بالنسبة لي وسنجري مناقشات حول الموضوع''· لكن وزير الدولة التركي بصير اتالي قال من جانبه ان جول لا يزال حاليا افضل مرشح ليصبح الرئيس المقبل وان الحزب مصمم على ان يكون رئيس تركيا القادم من البرلمان الجديد وليس من خارجه كما يريد الخصوم، واضاف ''مع خبرته كرجل دولة مخضرم فان جول انسب المرشحين للرئاسة في الوقت الحالي··اننا مصممون على ان يتم اختيار الرئيس المقبل من داخل البرلمان''· فيما رد زعيم الحزب الشعبي الجمهوري العلماني المعارض بان الرئيـــــس المقبل ينبغي ان يكون شخصية غير سياسية من خارج البرلمان· الى ذلك، افادت وكالة انباء الاناضول استنادا الى نتائج غير رسمية ان حزب العدالة والتنمية الحاكم المنبثق من التيار الاسلامي فاز بـ46,4% من الاصوات في الانتخابات التشريعية بعد فرز كافة الاصوات، لكن لا يتوقع ان تنشر النتائج الا بعد ايام، واضافت انه بهذه النتيجة يحصل حزب اردوجان على 340 مقعدا من اصل 550 في البرلمان اي اكثر من الاغلبية المطلقة لكن تنقصه اغلبية الثلثين لحسم قرار اختيار الرئيس المقبل منفردا· واضافت ان حزب الشعب الجمهوري المعارض حصل على 20,8% من الاصوات (112 نائبا)· وحل حزب العمل القومي الذي يتخذ مواقـــــف متشددة من الاتحاد الاوروبي ثالثا بحصــــــوله على نحو 14,2% من الاصوات (71 نائبا) وهو ما يسمح له بالعودة الى البرلمان الذي ســـيضم ايضا 28 مستقلا منهم 24 نائبا كرديا· وسيضطر أردوجان الآن لاستقطاب حلفاء له من أجل شغل 367 مقعـــدا وهي نسبة الثلثين التي يتعين الهيمنة عليها من أجل انتخـــــــاب رئيس جديد أو ربــــــما يلجأ إلى البحث عن مرشــــــــح مقبول من كل الأطراف كحل وسط· وفي حال فشل البرلمان الجديد في انتخاب خلف لسيزر العلمـــــــاني ستتم الدعوة لإجراء انتخابات جديدة· وقد استبعد احد الخبراء ان يسعى اردوجــــــان الى اختبار قوة جديد في البرلمان من خلال فرض مرشـــــح لا يكون من المعتدلين، متسائلا ''لماذا يجازف باثارة ازمة جديدة قد تسيء الى انتصاره؟''· كما يتوقع ان يشهد البرلمان المقبل نقاشات حادة بسبب مواقف حزب العمل القومي المتشددة حيال المسألة الكردية·