الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تجارب القراءة عند الأطفال من ألمانيا وفرنسا والإمارات

تجارب القراءة عند الأطفال من ألمانيا وفرنسا والإمارات
16 مارس 2008 04:06
في هذا الإطار، وبعد ورشة أقيمت لهذه الغاية، عقدت في منتدى الحوار ندوة بعنوان ''دعونا نقرأ·· أمثلة خلاقة عن تشجيع القراءة بين الأطفال من ألمانيا وفرنسا والإمارات، شاركت فيها ليندا دو فوس (من مكتبة فرانكفورت العامة للأطفال- ألمانيا)، وهاسميغ شاهينيان (من المركز الوطني الفرنسي لأدب الطفل ـ قسم العالم العربي)، وأدارت الندوة الحوارية الدكتورة إليك كاشل ـ موهني (من مكتب ارتباط معهد جوتة لمنطقة الخليج ـ أبوظبي)، وشاركت فيها أيضا طالبتان من دولة الإمارات ممن شاركن في ورشة تعليم القراءة، إضافة إلى فلك الحريري من مكتبة أجيال المستقبل التابعة لمركز الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الديني الثقافي، وركزت الندوة على أهمية غرس حب القراءة وعادة القراءة والميل لها في نفس الأطفال والكبار، وأن هناك عوامل عدة تسهم في ذلك، وقد ترافقت الندوة مع عرض مشاهد من الورشة تظهر الأطفال وهم يتلقون وسائل القراءة من خبيرات تعليم القراءة· القراءة المسرحية في البداية تحدثت الألمانية ليندا دو فوس عن كيفية تشجيع الطفل على القراءة من خلال تحويل عملية النص المقروء إلى مسرحية يقوم الطفل بدور مهم فيها، وهو ما حدث في الورشة المذكورة، وهو الأمر الذي تقوم به أسبوعياً مع أطفال مكتبة فرانكفورت، فالتمثيل يكشف عن المواهب ويقدم المتعة للطفل، كما تحدثت ليندا عن استخدام الأنشطة الترفيهية بوصفها وسيلة لتشجيع الطفل على القراءة، ولفتت إلى أهمية القراءة الصائتة كوسيلة أخرى للتواصل وتبادل الأفكار، ومن بين الوسائل كذلك يجب التركيز على تبادل الكتب الجديدة بين الأطفال من أجل التواصل والاطلاع على كل جديد، ومن جانب آخر ركزت على دور الصورة والكتب المصورة في إقبال الطفل على القراءة، وهذا يجب أن يبدأ من سن مبكرة· ومن بين أنواع القراءة توقفت عند القراءة الذكية التي تعلم الطفل التفكير والتفاعل مع ما يقرأ، فالأطفال- كما قالت - يتفاعلون سريعاً مع ما يقرأون وسرعان ما تظهر النتائج المرجوة إذا استخدمت الوسائل والأساليب الصحيحة في تعليم القراءة، وبهذا يستطيع الطفل اكتشاف ذاته، ولتشجيع القراءة يجب أيضا إقامة أنشطة اجتماعية مرافقة لورشات تعليم القراءة، ودعوة أولياء الأمور ليكون لهم دور في هذه العملية، وهذا يتطلب مرافقة الأهل لطفلهم إلى المكتبة ومساعدتهم في اختيار كتبهم، وأشارت إلى أن معرض فرانكفورت للكتاب يقيم ورشات يشرف عليها خبراء في هذا الشأن، وكذلك المكتبات العامة· مجتمع القراءة من جهتها بدأت الفرنسية من أصل لبناني شاهينيان من مجتمع القراءة في العالم العربي، ضرورة البحث عن سبل غرس عادة القراءة لدى الطفل العربي، ولاحظت اهتماما كبيرا في دولة الإمارات بالقراءة وبالطفل، وأشارت إلى أن من أهم معوقات نمو عادة القراءة عدم القدرة على توفير الكتاب الملائم للطفل، فهناك كتب كثيرة تصدر في كل مكان، ولكن المشكلة هي أن القليل منها هو ما يصلح للطفل من حيث المواصفات المطلوبة علميا· ثم تحدثت طالبة إماراتية عن الورشة التي شاركت بها، وهي تحلم أن تصبح معلمة، فقالت إن الورشة كانت فرصة جيدة للالتقاء بخبيرات في تعليم القراءة، وأنها تسعى أن تمتلك القدرة على تعليم القراءة مثلهن وأن تنجح في المستقبل في خلق عادة القراءة لدى أطفالها، وتقول إنها تعرفت خلال الدورة على أساليب التعليم الحديثة من تقديم الصور والأنشطة الفنية والترفيهية، ثم أشارت إلى الفارق بين ما يجري في المدارس الخاصة والمدارس الحكومية، ففي الأولى هناك إقبال أكبر على القراءة، كما أن هذا الاهتمام بالقراءة في المدارس الخاصة يوسع من خيال الطفل ويغني معارفه، في حين يبقى الطالب في المدرسة الحكومية أقل حظاً وخيالا ومعرفة· الطالبة الإماراتية الثانية تحدثت عن اهتمام الورشة باختيار الكتاب الذي يجب وضعه بين يدي الطفل، وأشارت إلى أهمية الأنشطة التي قدمتها الخبيرة الألمانية والفائدة التي تحققت منها، والقدرات التمثيلية لدى الأطفال في الورشة، وأن الطفل قادر أثناء القراءة على تغيير مقاطع من القصة التي قرأها أو تغييرها كلها من خلال خياله وتفكيره، كما تحدثت عن أنواع من القراءة بعضها للمتعة، وبعضها الآخر يساعد على الإبداع· جيل قارئ أما مندوبة مكتبة أجيال المستقبل فلك حريري فتحدثت عن تجربة هذه المكتبة والمكتبات في مدينة العين، مشيرة إلى أن المكتبة التي تديرها هي أول مكتبة متخصصة للطفل في مدينة العين، وأن شعارها هو ''جيل قارئ·· جيل قادر على التحدي''، وقالت إن الرؤية التي تقوم عليها المكتبة هي ''أن تكون مكتبة أجيال المستقبل مكتبة رائدة في مجال تنمية مهارات القراءة لدى الأطفال، لتسهم في الارتقاء بأبناء الوطن ثقافياً وتربوياً وحضارياً من خلال برامج وخدمات تعمل بفاعلية لتأمين أفضل المصادر المعرفية والمهارية المناسبة· وعن الهدف الاستراتيجي للمكتبة قالت إنه يتمثل في تحقيق أقصى درجات الإدراك والتعرف والنطق والفهم والنقد والتفاعل ومواجهة المشكلات وحلها وكسب المعلومات وزيادة الخبرات والثقة بالنفس والنهوض بأجيال المجتمع وربط الماضي بالحاضر ونقل التراث الفكري والحضاري من جيل إلى جيل والقضاء على الضعف القرائي· وتحدثت حريري عن برامج لتشجيع القراءة منها ''تاج المعرفة'' الذي يقوم على تشجيع الطفل على قراءة 100 قصة، ثم 1000 قصة بطريقة الترصيع بالجواهر، ثم برنامج ''إمارات المعرفة'' الذي يتنقل من خلاله الأطفال بين إمارات الدولة بعد كل 100 قصة· ثم ختمت بالحديث عن جائزة مكتبة أجيال المستقبل التي تمنح لخمس فئات ممن يدعمون برنامج الشيخ محمد بن خالد آل نهيان للقراءة· بعد هذه المقدمات جرى حوار قدمت فيه كل من المشاركات وبعض الحضور أفكارا هامة حول قضية القراءة، وتركزت حول دور الأسرة والمؤسسة التعليمية في تشجيع الطفل على القراءة، وتناولت تقنيات قراءة القصة للطفل قبل تعلمه القراءة، وتوقفت عند مستوى القصص العربية المقدمة للطفل من حيث الشكل والمضمون، إضافة إلى التساؤل عن مسؤولية تشجيع القراءة، هل هي للأسرة أم للمدرسة أم للإعلام، وما دور التكنولوجيا الحديثة في ذلك·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©