الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اللغة والكلام والفارق بينهما عند العلماء

اللغة والكلام والفارق بينهما عند العلماء
16 مارس 2008 04:07
ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي الثامن عشر للكتاب أقيمت أمس الأول في أرض المعارض بأبوظبي وعلى قاعة منتدى الحوار محاضرة بعنوان ''مدرسة براغ والنظرية البنيوية الوظيفية في الصوتيات'' وهي جزء من قراءة لكتاب أساسيات اللغة لرومان ياكوبس وموريس هالة قدمها سعيد الغانمي مترجم هذا الكتاب· في بداية تقديمه للمحاضرة قال جورج شريف إن هذا الكتاب هو جزء من مشروع كلمة للترجمة الذي أطلقته هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وهو إنجاز تاريخي لإعادة صياغة المعرفة عبر التعرف على إنتاج الآخر عبر تقديم معرفته للقارئ العربي· وان اختيار سعيد الغانمي لترجمة الكتاب جاء لعدة أسباب منها كونه مثقفاً قبل ان يكون مترجماً وعندما سألت سعيد الغانمي عن معلومات لتعريفه إلى الجمهور قال: إن كتبي هي التي تتكلم فتعرفني· ثم عدد جورج شريف كتب سعيد الغانمي وهي: أقنعة النص والكنز والتأويل وخرافة الحكايات وكتاب الرمل لبورخيس والسيميائيات والتأويل والعمى والبصيرة لبول دي مان والعرب والغضن الذهبي والغابة النرويجية والعلامة وستصدر له قريباً ''المدونة الكبرى'' و''المجتمع وأعداؤه''· ثم تحدث سعيد الغانمي عن اللغة وقال إن اللغة تحيط بوجودنا وهي تشكل شبكة عملاقة تغذي وجودنا ووعينا لذاتنا· وقد قال اليونانيون الإنسان حيوان لغوي وقال العرب قديماً: لسان الفتى نصف ونصف فؤاده وجاء في الحديث الشريف المرء مخبوء تحت لسانه وقال العرب تكلم لكي أعرف وجودك وعليه فإن اللغة هي التي تشكل وجودنا وإحساسنا بهذا الوجود فاللغة ذات متكونة من عدد محدود من الحروف لا تتجاوز الـ30 صوتاً تتجمع في منظومات فتكون شبكة عملاقة اسمها اللغة· لقد حول البحث الموضوعي اللغة الى علم في القرن العشرين ولذا فقد أكد هذا العلم انه لابد من توفر 3 عناصر تجعل اللغة علماً وهي أولاً الموضوعية وتعني إطلاق حكم موضوعي وغياب أي حكم ذاتي أي عزل الذات عن الحكم وثانياً النسقية وهي كل خطوة تفضي إلى خطوة تابعة لها وثالثاً الوضوح· وأضاف الغانمي أيضاً هناك أربعة مستويات للغة وهي أولاً المستوى الصوتي وثانياً المستوى العرفي وثالثاً المستوى التركيبي ورابعاً المستوى الدلالي· ولقراءة تاريخ البحث اللغوي ابتدأ سعيد الغانمي من كشوفات دي سوسير التي جاءت في كتابه ''محاضرات في علم اللغة العام'' الذي اقترح فيه مجموعة من الثنائيات وهي أولاً التزامن والتعاقب أما التزامن فتصبح فيه اللغة مجمدة في لحظة معينة وأما التعاقبي فتصبح دراسة اللغة على محور تاريخي وثانياً الدلالة اللغوية حيث ضفت العلاقة اللغوية الى دال ومدلول واعتبر دي سوسير العلاقة بينهما اعتباطية وان المرجع الخارجي ليس له علاقة بمكونات اللغة ودلالتها وثالثاً أن دي سوسير نظر الى اللغة في محورين وهما أفقي وعمودي أي المحور التبادلي والمحور التعاقبي· بعد ذلك استفاد جاكويسن من مشروع دي سوسير الذي فرق أيضاً بين اللغة والكلام ثم استفاد البنيويون من قراءة جاكويسن أكثر من دي سوسير وخاصة في كتابة ''أساسيات اللغة'' وتوصله الى نظرية التوازن ونظرية الفعل الاتصالي ونظرية المهيمنة· لقد قدم جاكويسن في هذا الكتاب نظرية الملامح التمييزية ونظريته في محوري الانتقاء والتأليف· وقال الغانمي إن أكثر ملامح علم اللغة نجدها في علم الصوت فهو يمكن أن يرصد بسهولة وأن دراسته سهلة أيضاً بمنظور التناول وتحدث الغانمي عن ذرات اللغة أو الكلام التي تسمى الغوينمات وهي أصغر الوحدات الصوتية التي تحدث تمييزاً في المعنى· وتقسيم الغوينمات الى قسمين هما العلل والسواكن وان السواكن تصنف حسب خصائصها الى ثلاثة وهي: أولاً الجهر والهمس وثانياً المزج الصوتي وثالثاً الطريقة التي يتم فيها إعاقة التيار الهوائي· وقال الغانمي هناك 28 أو 29 فوتيماً في اللغة وحين نضربها في الخصائص 28*3 تتولد لدينا اللغة وأن جاكويسن قدم نظرية مختلفة عن الفونيم سماها بالخصائص التمييزية· وتحول الغانمي الى قراءة نظرية جاكويسن الأخرى في محوري الانتقاء والتأليف والتي جاءت في ضوء قراءته أو دراسته للحبسة وهو مرض لغوي يصيب جهاز الإنسان اللغوي· وقال إن جاكويسن افترض أن كل كلمة في اللغة هي ''دال'' يرتبط بعدد لا محدود من ''الدوال'' عن طريق المحورين الأفقي والعمودي واسمى المحور العمودي ''الانتقاء'' بمحور الغياب وهو المحور الاستعادي والآخر هو المحور الأفقي ''التأليف'' واسماه بمحور الحضور وهو المحور الكنائي وهذا يصح على جميع مفردات اللغة وان الانتقاء يقوم على علاقات أخرى وهي علاقات الاستبدال وعلاقات الشعر وعلاقات المجاورة ''الكناية''· ثم طرح الغانمي مفاهيم نور تروب فراي في ''المدونة الكبرى والتي قارب فيها جاكويسن من أن اللغة مرت بثلاثة أطوار وهي أولاً الطور الاستعادي والطور الكنائي والطور الوصفي· كما تحدث عن رولان بارت في دراسته للملابس عبر نوعين من الآليات التي اعتمدها وهما محورات المحور الأفقي والعمودي حيث تقدم الملابس وصفاً للجسد كما تحدث عن مفاهيم جاك لاكان النفسية ومفاهيم التوسير·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©