الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تجارب الزواج من أجنبيـات

24 يوليو 2007 05:40
مؤلمة·· بل مريرة تجربة الزواج من أجنبيات، وتجربتي تثبت ذلك، وسأضع بين أيديكم قصتي إلا أنني أنصح من لا يستطيع تحمل المآسي أن يبعد عينيه عن قراءة هذه السطور· ينشأ أبناء الأم الوافدة بعيدين عن أسرة والدهم، على اعتبار أنهم غير كاملي الهوية، فالعلاقة بين الأب وعائلته تكون ضعيفة بل ومعدومة، إضافة إلى عدم وجود أهل الأم، مما يزعزع قيمة التماسك الاجتماعي وينشيء عزلة· ويتزوج الطاعنون في السن، الذين يريدون أن يتمتعوا بما بقي من حياتهم، من شابات صغيرات، فأي تفاهم سيحدث بين شخصين يبلغ فرق العمر بينهما 40 عاماً، وهناك حالات يصل الفارق فيها إلى 50 وأحياناً 60 عاماً وأعرف حالات كهذه· ويموت الأب تاركاً خلفه زوجة لا حول لها ولا قوة وأبناء عددهم في المتوسط لا يقل عن 3 وأحياناً يفوق ،15 ومن الجائز أن تترمل المرأة وهي ابنة الثلاثين أو الخمسة وثلاثين عاماً· ولأمي 10 صديقات 9 منهن أرامل والأخيرة زوجها يحتضر، يبلغ عمر أصغر أبنائها 10 سنوات، أضف إلى ذلك حالات الطلاق المبكية التي تكون دائماً وأبداً ضد مصلحة الأبناء، فالأب يترك زوجته وأبناءه ولا يسأل عنهم، والأم قد تعود إلى موطنها بأبنائها وقد تعيش في بلد الزوج، ثم تتزوج بابن بلدها، وبالتالي يعيش الأبناء مأساة مزدوجة، ولا ذنب لهم· ويعيش الزوجان في جو مشحون بالمشاكل المتكررة يومياً بسبب الاختلاف الشديد في كل شيء، مما يؤثر على الأبناء، وبالنسبة لي عانيت مع اخوتي قتالا لا يتوقف بين أبي وأمي، في كل شيء، حتى بعد مرور 30 عاماً من زواجهما· ويعيش الأبناء ازدواجية رهيبة بين تقاليد الأب وعادات الأم، فأنا أعيش حالة نفسية قاسية بين الأمل والتمزق النفسي، فبمرور الوقت يتضح لنا أشياء لم تكن تعنينا ونحن صغار، ويتضح لنا مقدار البعد بيننا وبين مجتمعنا القائم· وأبلغ اليوم من العمر ثلاثين عاماً ولم أتزوج، وهذا الأمر لا يعنيني كثيراً فأنا لم اعتد على السعادة، ولكني أتكلم عن الحالات التي ستنشأ إن لم يتوقف هذا النزف، لأن أبناء الأم فرصهم في الزواج من أبناء بلدهم قليلة· أيها الشباب·· أوقفوا نزف هذه الآلام الاجتماعية، أيها الآباء والأمهات·· يسروا ولا تعسروا على الشباب، ولا تحمّلوهم ما لا طاقة لهم به، واعلموا أنكم إذا سهلتم عليهم ستوفرون على بناتكم الجالسات في البيوت أيضاً، وستوقفون مشروعاً للزواج من أجنبية·أيتها الفتيات انصحن آباءكم وأمهاتكم وذكِّرنهم بالهدي الإسلامي في أمور الزواج، وأعلمنهم أن كل راع مسؤول عن رعيته بين يدي الله يوم القيامة· أيها الكهول·· ما تقومون به زرع محكوم عليه بالذبول قبل أوانه· حدثتكم بوقائع صادقة صحيحة غير مغلوطة ولا مبالغ فيها، لأنها نتاج تجارب مريرة عشت ولا زلت أعيش تفاصيلها المرة أنا وغيري، ونحصد ما زرع آباؤنا وأمهاتنا·· شعرت براحة عندما فرّغ قلمي هذه المأساة·· وسعادتي ستكون كبيرة عندما أرى وأسمع صدى ما كتبته في العمل على إيقاف نزف المجتمع والتخلي عن الزواج من أجنبيات· غادة أحمد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©