الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأخصائية النفسية منى اليافعي تشكو ندرة كتب الإرشاد النفسي

الأخصائية النفسية منى اليافعي تشكو ندرة كتب الإرشاد النفسي
16 مارس 2008 04:10
وسط تواجد نسائي كثيف وملحوظ بين أروقة معرض أبوظبي الدولي للكتاب كانت تنتقل من جناح إلى آخر تدقق عناوين الكتب المعروضة بعناية وتفحص، وكأنها تبحث عن عنوان محدد، وبادرت بالقول: ''أتذكر تعليقاً طريفاً لصاحب دار النشر سألته عن أحد الكتب النفسية، فقال لي إن أردت ان تبحثي عن مثل هذا النوع من الكتب ستجديه فقط في مكتبة مستشفى العباسية''! مضمون هذا التعليق كان حوار ''الاتحاد'' مع منى اليافعي الأخصائية النفسية بمنطقة أبوظبي التعليمية التي تساءلت عن أسباب عدم انتشار دور النشر المتخصصة كدار الكتب القانونية التي تأسست عام 1981 ؟ ولماذا لا يكون هناك دار للنشر متخصصة فقط في الكتب النفسية أو الطبية أو التاريخية أو العلمية؟ فما من شك ان هذا التخصص سيوفر الكثير من الجهد والوقت للباحث أو القارئ المتابع ويجنبه عناء البحث بين آلاف العناوين والأرفف ولا سيما الكتب التي يحتاجها المتخصصون فقط· وتضيف منى اليافعي: ''لا أعرف السبب في ندرة كتب ومؤلفات علم النفس التطبيقي بفروعه المختلفة، فعلى الرغم من أن هناك عشرات الميادين والمجالات التطبيقية لهذا الفرع من العلوم المهمة لكننا لا نجد تلك الكتب في المكتبات العربية بسهولة، ورغم أن كثيراً من محبي الكتاب وعشاق القراءة مولعون بهذا النوع من الكتب، إلا أننا نجدها بصعوبة وأقصد هنا الكتب والمؤلفات التي تتناول تطبيقات علم النفس في حياتنا العامة، ومعالجاته للكثير من مشاكلنا النفسية، وبالأخص الجوانب الأسرية أو التربوية أو التعليمية، وهي كلها موضوعات تهم كل الناس وتهم الأب والأم والمعلم والمعلمة وتهم الأبناء سواء كانوا صبية أو شبابا أو مراهقين· وتضيف منى اليافعي: ''المشكلة أن دور النشر تركز على نشر الكتب التي تتناول الأساس النظري لعلم النفس، وهذا النوع يحتاج المتخصصون أو الطلاب فقط، وإذا كان علم النفس بتطبيقاته العديدة الأقرب الى النفس البشرية والى الحياة العامة، إلا أن المكتبة العربية تفتقر هذا النوع من الكتابات، فهناك نقص حاد في كتب الإرشاد والتوجيه النفسي والمؤلفات التي تتناول علاج كثير من الاضطرابات النفسية عن طريق اللعب أو عن طريق تطبيقات علم النفس السلوكي، وان وجدت هذه الكتب سنجدها مؤلفات أجنبية مترجمة ترجمة حرفية لا تفيد القارئ بشكل جيد ولا تناسب ثقافتنا العربية والإسلامية في التربية، كما أن هذا النوع من المعرفة يصعب ويندر تناوله عبر الكتب الإلكترونية وإن وجدت ستكون منقولة أو محرفة· غير المتخصصين تشير الأخصائية النفسية منى اليافعي إلى جانب آخر لا يقل أهمية عن ندرة كتب الإرشاد النفسي بل يحمل كثيرا من الخطورة والضرر ويتمثل في إقبال أو قيام كثير من غير المتخصصين بالكتابة عن الارشاد النفسي، حيث أصبح مجالاً يمكن أن يلقي كل بدلوه فيه دون علم أو معرفة أو تخصص دقيق، وهو أمر خطير للغاية، فإذا كان البعض لهم محاولات يشكرون عليها إلا أن تناول الارشاد النفسي دون أساس علمي، أو دون وعي منهجي أمر جد خطير، ويجب ان ننتبه إليه· أما عن علاقة القارئ بكتب علم النفس بوجه عام وتعاطي جمهور الكتاب مع هذا النوع من المعرفة تقول منى اليافعي: ''مما لا شك فيه أننا لا زلنا ننظر إلى علم النفس نظرة تجافي الحقيقة، وكثيرون لا يزالون يربطون بين علم النفس والمرض النفسي بالجنون والدجل والشعوذة أو بالجانب الروحي، ويجهلون انه علم يتناول السلوك البشري بكافة أنواعه، حتى أن معظم كتابات علم النفس كتابات جافة ومنفرة للقارئ المبتدئ بقراءة علم النفس وأيضاً المؤلفات المدرسية والجامعية للدارس المبتدئ تهتم وتركز فقط ولا سيما في البداية بالمدارس النظرية، والتطور التاريخي والأساس النظري لعلم النفس في إيجاز واقتضاب واختصار مخل في كثير من الأحيان، مما يضفى نوعاً من الغموض وجفاف المادة المقدمة وبالتالي يعزف القارئ أو الدارس عن متابعة اهتماماته وتتكون لديه فكرة سلبية عن علم النفس وهو العلم الأقرب الى تناول النفس والسلوك البشري المعتاد· وتؤكد منى اليافعي على دعوتها للمؤلفين والكتاب للاهتمام بطرق الموضوعات الحياتية، وربط نظريات علم النفس بالحياة وبطريقة تفكير الناس وسلوكياتهم اليومية، فليس هناك فرع أو ميدان أو مجال أو سلوك بشري إلا وقد عالجه علم النفس التطبيقي، ومن السهولة تناول هذه المعالجات في كتابات جادة وخفيفة وشيقة وبلغة سهلة بعيدة تماماً عن الجمود والجفاف والتأطير النظري الذي يحتاجه المتخصصون فقط أو طلاب علم النفس· اتجاه إيجابي عن التغير النسبي المرتبط بالحاجة إلى الأخصائي أو المعالج النفسي ودوره في المجتمع تقول منى اليافعي: ''من المؤكد أن الوضع الآن اختلف كثيراً، وتغيرت النظرة الى الأخصائي النفسي، فبعد أن اقترن توصيف الاضطراب النفسي أو المرض النفسي بالجنون، الآن هناك نوع من الوعي بأهمية الأخصائي النفسي في كثير من الجهات والمؤسسات التعليمية والتربوية والصناعية والإنتاجية بل والرياضية، وتلمس المجتمع في كثير من قطاعاته المختلفة أهمية وجود أخصائي نفسي ولم يعد الأمر قاصراً على الجانب العيادي بل تعداه إلى المجالات التأهيلية والتوافقية والإرشادية بدءاً بالأسرة والحضانة والمدرسة وكافة قطاعات العمل والإنتاج بل حتى في الأندية الرياضية والمؤسسات العسكرية وغير ذلك من مجالات الحياة والآن يسعى كثير من هذه الجهات الى ان يكون الأخصائي النفسي في مقدمة الكوادر الوظيفية بل ويعتمد عليه كثير من الشركات والمؤسسات الإنتاجية في تطوير وتنمية الموارد البشرية، وأصبح عنصراً فاعلاً وليس هامشياً في جوانب الإدارة والإنتاج والتنمية بكافة قطاعاتها·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©