تنفذ بلدية مدينة أبوظبي عملية مسح شاملة لشبكة الطرق بمدينة محمد بن زايد، بما في ذلك الطرق الداخلية التي يبلغ طولها نحو 20 كيلو مترا، للتأكد من كفاءتها ورفع جاهزيتها إلى أفضل مستوى ممكن.
كما سيتم إصلاح أي خلل قد ينتج عن عوامل طبيعية أو عوامل أخرى وفق أفضل المعايير الدولية، ما يساهم بشكل أساسي في تحقيق نتائج إيجابية في سلاسة الحركة المرورية وخفض مستوى الحوادث ورفع مستويات السلامة والأمان للسائقين ومستخدمي الطريق.
وأظهرت نتائج المسح الأولية للمنطقة أن هناك هبوطات في بعض المناطق وخاصة بمنطقة (Z 30)، وذلك بسبب طبيعة التربة، حيث دلت المشاهدات على وجود ترسبات ملحية على سطح التربة وممرات المشاة المجاورة، مما يُعد مؤشرا رئيسيا إلى وجود طبقات ملحية ذات سماكات مختلفة تحت طبقات الطريق.
وأعاد عبدالله الشامسي المدير التنفيذي لقطاع البنية التحتية وأصول البلدية بالإنابة أسباب هذه الهبوطات إلى أن المنطقة بأكملها ذات منسوب مياه تحت سطحية مترددة الارتفاع والانخفاض بين موسمي الشتاء والصيف، وهي مرتبطة بصورة وثيقة مع ظاهرتي المد والجزر.
وقال إن هذا التحرك لمنسوب المياه وتخلله للطبقات الملحية أدى إلى إذابتها، مما ينعكس بعد فترة وجيزة على تماسك وثبات الطبقات تحت السطحية.
ولفت إلى أن عوامل أخرى كثيرة قد تساهم في حدوث هذه الهبوطات مثل انتشار المساحات الخضراء ونظم الري التي تغذي المياه تحت السطحية القريبة من طبقات الرصف، مما يزيد من إمكانية تعرض طبقات الملح للإذابة وظهور خلل في حالة الطريق كما هو الحال في منطقة (Z 30)، وغيرها من المناطق التي قد تظهر فيها هبوطات في أي وقت نتيجة العوامل المذكورة.
وأكد أن بلدية مدينة أبوظبي تواصل جهودها لمعالجة أي خلل قد يطرأ على شبكة الطرق في أي منطقة كانت سواء في مدينة محمد بن زايد أو غيرها.
وأوضح أن هذه الجهود التي تنفذها فرق الصيانة بشكل مستمر تشمل إجراء عمليات مسح ميدانية شاملة للوقوف على الهبوطات وأي مشاكل أخرى قد تطرأ على الشبكة ومدى خطورتها على السلامة العامة والمركبات ومستخدمي الطريق، ومن ثم تحديد أولويات الإصلاحات وفق خطة ذات محورين طويل وقصير المدى للتعامل مع المشكلة.
وكلفت البلدية شركة استشارات متخصصة ذات خبرات عالمية لإجراء دراسة شاملة للموضوع وتنفيذ عمليات مسح جيوفيزيائي للطبقات تحت السطحية للوقوف على حالة الطرق وسماكة طبقاتها ونوعية المواد المكونة للتربة، وتحديد الحلول الهندسية الجذرية الناجحة للمشكلة.
وتأتي هذه الإجراءات في إطار الجهود المتواصلة لبلدية مدينة أبوظبي لتحسين وتطوير شبكة الطرق ورفع طاقتها الاستيعابية، وتخفيض كثافة المركبات على محاور الطرق الرئيسية، خاصة خلال ساعات الذروة، وتطوير حلول متكاملة من أنظمة الطرق تكون آمنة لمستخدميها، وتواكب خطط التنمية الاقتصادية الشاملة التي تسعى حكومة أبوظبي لتحقيقها.
وقال أحمد الشامسي أحد سكان المدينة أن عمر رصف الشوارع والطرق لا يتجاوز أكثر من سنوات قليلة، بالرغم من ذلك فهي تحتاج إلى صيانة دورية بسبب تعرضها للهبوط كلما تجمعت عليها المياه.
من جهته، يؤكد محمد المهيري أن المشكلة تكمن في عدم قدرة الأرض على التصريف السطحي، مما يؤدي بقاء المياه فترة طويلة على سطح الأرض وبعدها تتكون الفجوة والانحدار.
أما جاسم الزعابي، فهو يرى بضرورة سرعة إيجاد الحلول اللازمة للطرق في المنطقة قبل أن تؤثر بشكل سلبي على المنازل والفلل السكنية، بالإضافة إلى ضرورة إيجاد اللوحات الإرشادية التي تشير بتكون حفر في الشوارع، وذلك تفاديا لمنع حدوث حوادث مرورية بسبب تلك الانحدارات المفاجئة.
وأرجعت بلدية مدينة أبوظبي هذه المشكلة إلى الطبقات الملحية في الأرض التي تتعرض للذوبان مع المياه العذبة.
وشكا راشد سويلم من حدوث الانحدارات المفاجئة خوفا على بيته الذي تم تجهيزه ليسكن هو وعائلته فيه، وقال “لم أخاطر بسلامة عائلتي، ولا بد من إيجاد الحلول اللازمة لحل المشكلة”.
وكانت بلدية مدينة أبوظبي نفذت في وقت سابق أعمال تطوير الطرق والبنية التحتية في عدة أحواض من مدينة محمد بن زايد وفق المعايير والمواصفات العالمية، ضمن خطتها لتوفير الخدمات للسكن الملائم للمواطنين.
واشتملت الأعمال التي تنفذها البلدية على شبكة المياه وشبكة الكهرباء والوصلات المنزلية وشبكة إطفاء الحريق والصرف السطحي لمياه الأمطار.
وتوزعت تلك الأعمال على عقود مختلفة، وأكملت البلدية أعمال العقد رقم (1) والذي شمل الأحواض (22، 25، 32، 33) بكلفة لهذه المرحلة من أعمال البنية التحتية بلغت 210 ملايين درهم تقريباً.
وانتهت الدائرة من المرحلة الثانية ضمن العقد رقم (2)، حيث تتوقع تسليم المشروع في 31 أغسطس الماضي، وقدرت تكاليف هذه المرحلة بـ321 مليون درهم، مشيراً إلى أن الأعمال شملت الأحواض (20، 21، 23، 24، 26 ،27) .
ونفذت البلدية تقريباً 16.5 كيلومتر تقريباً من مجموع أطوال الطرق الداخلية، كما انتهت من 10 كيلومترات تقريباً من مجموع أطوال الطرق المزدوجة حول الحوض والمرتبطة بالطرق الخارجية.
عدد اليوم
