الحكومة التركية: فوز العدالة والتنمية رد على تدخل الجيش في السياسة

اعتبرت الحكومة التركية أمس أن الفوز الكاسح الذي حققه حزب العدالة والتنمية الحاكم في انتخابات الاحد، يشكل تنبيها من الشعب الى الجيش بعدم التدخل في السياسة· وقال المتحدث باسم الحكومة محمد علي شاهين ان نتائج هذه الانتخابات تظهر تمسك الشعب التركي ''بان السياسة هي شأن السياسيين دون سواهم''، في اشارة الى دور حامي المؤسسات الذي يسعى الجيش التركي الى الاضطلاع به· واضاف اثر الاجتماع الاول للحكومة بعد الانتخابات ان ''شعبنا رد دائما على ما قد يبدو تدخلا في السياسة''· وأضاف المتحدث ان ''انتخابات 22 يوليو عززت الديموقراطية· تركيا مجتمع اكثر انفتاحا وباتت ديموقراطية اكثر حرية في اطار عملية الانضمام الى الاتحاد الاوروبي''· وخلال الأزمة السياسية في الربيع الماضي بعد محاولة الحكومة فرض مرشحها وزير الخارجية عبدالله جول للانتخابات الرئاسية، حذر الجيش من المساس بمبدأ العلمنة الذي تقوم عليه الدولة التركية· وقالت الصحافة التركية ان الانتصار الكبير لحزب العدالة والتنمية الذي حصد اكثر من 46% من الاصوات، يعود في جزء منه الى تدخل الجيش في الأزمة السياسية الأخيرة· في الوقت نفسه، أشار خبراء اتراك إلى أن اردوجان مازال عليه التحرك بحظر، رغم فوزه الانتخابي الساحق، فيما يتعلق بالقضايا المهمة للمعسكر العلماني مثل هوية الرئيس التركي المقبل والحظر المفروض على ارتداء الحجاب في الجامعات والمصالح الحكومية· وقال سوات كينيكلي اوجلو النائب الجديد بحزب العدالة والتنمية والمحلل السياسي السابق ''تركيا تريد التغيير ولا تريد بعد الآن الوسائل غير الديمقراطية للهيمنة على المجتمع والسياسة· ''الانقسام الحقيقي في تركيا ليس بين العلمانيين والإسلاميين ولكن بين هؤلاء الذين يريدون ديمقراطية مفتوحة وشفافة والذين يريدون الابقاء على الوسائل الاستبدادية القديمة·'' وجرت الانتخابات البرلمانية قبل موعدها المحدد من قبل بشهور بعد مذكرة نشرها الجيش التركي على موقع على الانترنت في إبريل يعارض فيها اختيار حزب العدالة والتنمية لوزير الخارجية عبدالله جول لمنصب رئيس البلاد· وأصدرت المحكمة الدستورية أحد أعمدة العلمانية أيضا حكما بضرورة حضور ثلثي الأعضاء في البرلمان الجلسة الخاصة باختيار رئيس البلاد ومن ثم فشلت محاولة جول· وقال كينيكلي اوجلو ''هذه الانتخابات كانت رد الشعب على مذكرة الجيش في 27 إبريل (التي استهدفت جول)· أتوقع الآن أن تعيد المؤسسة العلمانية تقييم نفسها وتنظيم صفوفها·'' وكرر محللون آخرون وجهة نظره هذه وأشاروا إلى أن الجيش التركي بالرغم من أنه قوي إلا أنه لا يمكنه التحرك على الساحة السياسية إلا عندما يشعر بالثقة من تمتعه بالدعم الشعبي· وقال متين هيبر عميد كلية العلوم الاجتماعية بجامعة بيلكنت في أنقرة ''سيفقد الجيش مكانته عند الشعب (إذا تحرك الآن ضد حزب العدالة والتنمية) وهذه المكانة مهمة للغاية بالنسبة له·''