كوسران يغادر لبنان اليوم غير متفائل

تعثرت مهمة الموفد الفرنسي جان لوي كوسران في يومها الثاني في بيروت وطغت عليها سخونة معركة الانتخابات الفرعية في المتن وبيروت، حيث بدا متشائماً ازاء امكانية إحداث أي خرق لجدار الأزمة السياسية اللبنانية في ظل المعطيات المتأججة على أرض الواقع· وابلغ من التقاهم أنه شعر من خلال لقاءاته أن المناخ الذي ساد اللقاء التحاوري في ''سان كلو'' في باريس لم يعد متوفراً حالياً، مبدياً خيبة أمله بما وصلت اليه المبادرة الفرنسية، وعدم تفاؤله بامكان تحقيق تقدم خصوصاً وأن امكانية عقد لقاءات بين المعارضة والأكثرية متعذرة من حيث المبدأ الأمر الذي سيدفعه الى مغادرة لبنان اليوم الأربعاء الى باريس لتقديم تقريره الى وزير الخارجية برنار كوشنير الذي سيقرر على ضوئه ما اذا كان سيزور بيروت في 28 الجاري، أم يرجىء الزيارة· وقال الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل بعد لقائه كوسران أمس إن الاستحقاق الرئاسي هو الأساس، مبدياً تخوفه من أن تكون حكومة الوحدة الوطنية بديلة عن الانتخابات الرئاسية وتهميش دور المسيحيين في إشارة الى رفض قيام حكومة وحدة قبل انتخاب رئيس جديد للجمهورية· فيما أمل وزير الشباب والرياضة أحمد فتفت أن يوفق كوشــــــــنير في محاولة استعادة أجواء حوار سان كلو، ورأى أن الحديث عن هدنة او تهدئة معينة يعود لقيادات الصف الأول وحده· وفيما بدأت الاستعدادت لخوض المعركة الانتخابية في المتن في 5 أغسطس المقبل، كشفت مصادر سياسية تعمل على خط الوساطات لـ''الاتحاد'' أن ضغوطاً إقليمية تمارس على أبرز قيادات المعارضة النائب الجنرال ميشال عون لتشجيعه على الاستمرار في المعركة، لقناعتها بأن فوز مرشح ''التيار الوطني الحر'' يشكل هزيمة للخط السياسي الذي تقوده قوى الأغلبية الممثلة بـ''فريق 14 مارس''، في حين أن منافسه الجميل يتلقى بالمقابل دعماً دولياً قوياً للحؤول دون تمكن عون من الفوز في معركة المتن، لأن سقوطه يعني فقده للزعامة المارونية والحؤول دون وصوله الى الرئاسة الأولى· واللافت أن عون استكمل العدة لهذه المعركة وجدد تحالفه مع النائب ميشال المر وحزب الطاشناق الأرمني، وهو يحظى بتأييد الأحزاب المعارضة كالحزب ''السوري القومي الاجتماعي'' الذي يشكل خنجراً في خاصرة ''الكتائب'' ويحتل موقعاً متقدماً في عقر دار ''الكتائب'' في معقلها الرئيسي في بكفيا، إضافة الى المجنسين والمعارضة ''الشيوعية''· وقالت مصادره إنه ضامن الفوز في المعركة وسيثبت زعامته المسيحية المارونية على جبل لبنان في وجه فريق 14 مارس، وانه ابلغ الجميل عبر الوسطاء بأنه يقبل بتسوية شرط ان يعتذر الأخير علناً عما يعتبره عون ''اساءات'' لحقت بمناصري تياره ومحازبيه على خلفية اغتيال النائب بيار الجميل، وايداعه لتعهد خطي بتجيير أصوات النواب الكتائبيين الأربعة (امين الجميل، صولانج الجميل، انطوان غانم وندار سكر) لمصلحته عند الاقتراع في اي جلسة نيابية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية· فيما رد الجميل بالقول إن عون يخيّره بين الغائه انتخابياً او الغائه سياسياً، والخياران غير واردين، ولذلك فهو يرفض هذا العرض وقرر المضي بالتحدي في معركة اثبات وجوده ونفوذه، خصوصاً وان عون يتحداه في عقر داره· وبرزت معطيات جديدة في معركة دائرة بيروت الثانية، حيث أعلنت مصادر المعارضة خصوصاً ''حزب الله'' و''حركة أمل'' أن فريق 8 مارس يدعم بقوة مرشح حزب ''حركة الشعب'' ابراهيم الحلبي في مواجهة مرشح ''تيار المستقبل'' أمين عيتاني· وابلغت مصادر قيادية في المعارضة ''الاتحاد'' أن المعركة في المتن كما في بيروت تمثل خطاً واحداً ونهجاً واحداً، والمعارضة قررت خوضها متكاملة لاثبات حقيقة ما وصفته بـ''الأكثرية الوهمية''·