السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استقلال كوسوفو··· والدور الأميركي في البلقان

استقلال كوسوفو··· والدور الأميركي في البلقان
25 يوليو 2007 05:58
من المرتقب أن تشهد الولايات المتحدة سلسلة من المؤتمرات المهمة في وزارة الخارجية والبيت الأبيض قد يتحدد على إثرها مستقبل الاستقرار في جنوب شرق أوروبا، وتتحدد على إثرها أيضاً نزاهة وعدالة النظام الدولي· وفي هذا الإطار، يرتقب أن تعقد وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس اجتماعاً مع ''فريق الوحدة'' الذي يضم زعماء كوسوفو بهدف الاتفاق على الخطوات المقبلة بخصوص وضع كوسوفو، اليوم وقد بات من الواضح أن روسيا ستستعمل ''الفيتو'' لمعارضة أي قرار لمجلس الأمن الدولي يضع كوسوفو على طريق الاستقلال· قبل ثماني سنوات من اليوم، شغلت منصب كبير موظفي الرئيس بيل كلينتون في وقت كانت تواجه فيه إدارتنا وضعاً صعباً مماثلاً· وقتها، كان سلوبودان ميلوسوفيتش قد بدأ في شن حملة للقتل والتطهير العرقي في كوسوفو كان يجب وقفها، ووقتئذ- مثلما هو الحال اليوم- وقفت روسيا في طريق العمل عبر الوسيلة المفضلة المتمثلة في قرار لمجلس الأمن· غير أننا تمكنا في الأخير، من خلال عملنا مع حلفائنا الأوروبيين وعبر ''الناتو''، من إيجاد الإرادة والشرعية الدولية للتحرك· ووضعت الحرب حداً للتطهير العرقي وأعادت مئات الآلاف من سكان كوسوفو إلى ديارهم· وعندما وضعت الحرب أوزارها بعد دماء كثيرة أريقت، أخذ زعماء كوسوفو على عاتقهم التزاماً تجاه شعب كوسوفو والعالم لا شك أنه كان صعبا؛ حيث تعهدوا بتجاوز ماضيهم المضطرب وإنشاء دولة مستقلة لشعب كوسوفو تكفل حقوق جميع المواطنين وتحترم حكم القانون· فقبل سنتين من اليوم، وبدعم وتشجيع من المجتمع الدولي، وضع زعماء جميع أحزاب كوسوفو الرئيسية خلافاتهم جانباً وشكلوا ''فريق وحدة'' خاض 14 شهراً من المفاوضات بحسن نية حول وضع كوسوفو، وذلك برعاية المبعوث الخاص للأمم المتحدة، الرئيس الفنلندي السابق ''مارتي أتيساري''· ولتقريب الصورة من الأذهان وإبراز أهمية الإنجاز، دعونا نتخيل هنا جورج بوش، ونانسي بيلوسي، وهاري ريد، وجون ماكين، وهيلاري كلينتون متشبثين بمفاوضات على مدى أربعة عشر شهراً، بما في ذلك تقديم تنازلات صعبة، من أجل تحقيق شيء يشبه ما حققه زعماء كوسوفو وهو وضع بلادهم على طريق الاستقلال عن صربيا والاندماج في أوروبا· في نهاية الأشهر الأربعة عشر، خلص ''أتيساري'' إلى أن ''الوقت قد حان لإيجاد حل لوضع كوسوفو''، وأن ''الخيار الوحيد القابل للتطبيق بالنسبة لكوسوفو، يكمن في الاستقلال، على أن يشرف عليه في مرحلة أولى المجتمع الدولي''· وينص مخطط ''أتيساري'' على حماية الأقليات غير الألبانية في الإقليم وتراثها الديني والتاريخي· والجدير بالذكر هنا أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا ووزراء خارجية الاتحاد الأوروبي والأمين العام للأمم المتحدة أعربوا جميعهم عن دعمهم وتأييدهم لمخطط ''أتيساري'' واستقلال كوسوفو· غير أن روسيا مازالت تقف حائلاً دون ذلك· ولكن الوضع لا يمكنه أن يستمر على هذا النحو إلى ما لا نهاية· إذ لا بد من إيجاد طريقة للتقدم، على غرار ما حدث في ·1999 ذلك أن حالة عدم اليقين التي تلف وضع كوسوفو تعرض الاستقرار الإقليمي للخطر، علاوة على أنها غير منصفة في حق شعب كوسوفو· ولذلك، فعلى المجتمع الدولي أن يقترح عملية شرعية وشفافة واضحة تحل وضع كوسوفو قبل تاريخ محدد· لحسن الحظ، لعبت الولايات المتحدة دوراً بناء في الدفع بالعملية الدبلوماسية إلى الأمام وفي تقديم النصح والمشورة لشعب وزعماء كوسوفو لتحقيق حلمهم في الاستقلال· وباعتباري واحداً من الأشخاص الذين وجهوا بعض الانتقادات لإدارة بوش لجهودها الرامية إلى إعادة الإعمار في العراق وغيره عبر العالم، فإني أشيد بسياسات هذه الإدارة في كشف وفضح التعنت الروسي ووضع أسس اعتراف دولي باستقلال كوسوفو في حال استمرار العناد الروسي· لقد وافقت الإدارة الأميركية وحلفاؤها الأوروبيون المهمون على جولة أخيرة واحدة من المفاوضات بين صربيا وكوسوفو في أجواء من النوايا الحسنة، على أن ألا تستغرق أكثر من 120 يوماً· ولهذا الغرض، يرتقب أن تضع اجتماعات هذا الأسبوع الأسس لهذه المحادثات· والحقيقة أنه من الواضح أن الولايات المتحدة مستعدة للاعتراف باستقلال كوسوفو بعد نهاية هذه المحادثات؛ غير أن السؤال الذي يفرض نفسه هو ما إن كانت الحكومات الأوروبية ستحذو حذوها· والواقع أن أي شيء آخر عدا ذلك يعني مواجهة خطر تكرار الفوضى التي عمت منطقة البلقان في مطلع التسعينيات· لقد زرت كوسوفو مؤخراً؛ وأعتقد أنه من العدل والإنصاف القول إن صبر شعب كوسوفو بدأ ينفد؛ غير أن التزامه بكوسوفو مستقلة تحترم حقوق جميع مواطنيها ثابت لا يتزحزح· فقد قام زعماء كوسوفو بالعمل الأولي الضروري لتطبيق مخطط ''أتيساري''؛ وأعلنوا عن التزام بلدهم بأعلى المعايير العالمية لحقوق الإنسان· وبالتالي، فقد وفوا بالتزامهم وواجباتهم تجاه المجتمع الدولي بخصوص مسألة وضع الإقليم· وقد آان الأوان كي ينجز المجتمع الدولي واجباته ويساعد على استكمال العملية التي لن تنشئ بلداً لسكان كوسوفو الألبان أو سكان كوسوفو الصرب، وإنما بلداً لجميع سكان كوسوفو· رئيس مركز أميركان بروجرس ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©