درجت حدائق الحيوان البريطانية على قتل النمور وسائر الحيوانات الأخرى سواء المهددة بالانقراض أو التي تتمتع بصحة جيدة لبيع جلودها كتذكارات وتحف فنية من قبل الأثرياء وهواة جمع القطع الفنية حسبما خلصت التحقيقات·
وكما ورد في صحيفة ''تايمز'' اللندنية مؤخراً فقد اعتاد نفر من العاملين المحتالين في حدائق الحيوان على بيع هذه الجلود إلى الجهات المتخصصة في التحنيط والتي تعمل بدورها على إعداد وتوفير هذه السلع للزبائن فيما يعد انتهاكاً واضحاً للمساعي والجهود الحكومية الرامية لكبح جماح عمليات الاتجار في منتجات النمور·
وفي الاسبوع الماضي تلقى مخبران سريان لصحيفة ''الصنداي تايمز'' عرضاً لشراء جلدين لنمور حدائق الحيوان لم تتعد أعمارهم أعواماً قليلة عندما لقيا حتفهما مقابل مبلغ 6 آلاف جنيه استرليني (12 ألف دولار)·
وقال اندرى براندوور الذي يعمل في مجال التحنيط في منطقة هيرتفورد شير ''أن هنالك الكثير من هذه الأنواع النادرة متوافرة لدينا وإذا لم نبادر لبيعها فإنها ستموت في نهاية المطاف بفعل تقدم عمرها قبل أن يتم حرقها والتخلص منها''·
ومضى يشير إلى أن حدائق الحيوان ربما أدركت أن هنالك سوقاً رائجة ثم شرعت في وضع حد لحياة واعمار هذه الحيوانات والاستفادة من أموالها عبر طرحها للبيع قبل أن تبلغ شيخوختها وتعاني من الأمراض وتكبدها بذلك تكاليف باهظة·
ومضى قائلاً: ''إن ما يحدث بالضبط أن مختلف أنواع حدائق الحيوان قد أدركت أخيراً أن هنالك سوقاً نشطاً لذا فقد أصبح لهذه النمور أسعار ثابتة''·
وإلى ذلك فقد درج المحنطون في بريطانيا على بيع النمور المحنطة عبر استغلال فجوة في قوانين الاتحاد الأوروبي التي تهدف للسيطرة على التجارة في الحيوانات وكافة الأنواع الأخرى المهددة بالانقراض· وكما يقول ويل ترافيرس في مؤسسة بورن فرى الناشطة في الدفاع عن حقوق الحيوانات ''إن من المخجل والمثير للاحباط أن يعمل البعض إلى قتل حيوانات حدائق الحيوانات التي يكتسب بعضها شعبية جارفة في أوساط الزائرين لمجرد تلبية طلب أولئك المهووسين بتجميع التحف وقطع الديكور''· أما كريج ريدموند أحد المسؤولين في جمعية حماية الحيوانات فقد ذكر من جانبه أن حدائق الحيوان باتت تشهد نمواً متعاظماً في تعدادها الحيواني وبشكل أفضى إلى فائض هائل في إعداد الحيوانات· ومضى يقول ''لا أحد يرغب في رؤية الحيوانات الشائخة وأْعتقد أنهم أصبحوا يعتقدون بأن الزوار باتوا يرغبون أكثر في مشاهدة أطفالها·
عدد اليوم
